8 مارس 2010 20:48
قبل ظهور البشر في قارتي أميركا الشمالية والجنوبية، كانتا موطناً لحيوان الماموث الضخم وأنواع الأسود والنمور ذات الأنياب الضخمة والكثير من الزواحف العملاقة. وكانتا أيضاً مهداً لأحياء تفوق في حجومها تلك التي سادت قارة أفريقيا. وخرج الباحثون بعدة نظريات متناقضة لتفسير سبب وزمن اختفاء هذه الحيوانات أعلن عنها خلال الخريف الماضي.
وتزعم إحدى هذه النظريات أن الإنسان كان هو ذاته سبب انقراضها. وأشارت تلك النظرية إلى شعوب “كلوفيس” بالذات التي تركت بصماتها على العالم الجديد عندما استوطنته قبل 13500 سنة هي التي أبادت هذه الحيوانات. وتكمن قوة هذه النظرية في أن هذا التاريخ يتطابق مع تاريخ اختفاء هذه الأحياء الضخمة. وربما تكون أقوام الكلوفيس قد عمدت إلى صيد هذه الحيوانات على النحو الجائر الذي أدى إلى انقراضها، أو أن يكونوا قد نقلوا إليها أمراضهم الوبائية القاتلة.
وتزعم نظرية أخرى أن سبب الانقراض يعود إلى التغيرات المناخية التي شهدها العالم في تلك الفترة والتي تناوبت فيها الحرارة الزائدة والبرودة الشديدة مرتين تضمنت إحداهما فترة امتدت لنحو 1300 سنة من التجمّد التي صعقت هذه الحيوانات وأفقدتها القدرة على التأقلم مع بيئتها.
ومن أجل التأكد من التاريخ الحقيقي لاختفاء هذه الحيوانات، عمدت جاكلين جيل ورفاقها من جامعة وسكونسن- ماديسون إلى تحليل أحافير اكتشفت في رواسب إحدى البحيرات القديمة بولاية إنديانا. وتمكنت جيل من تقدير مستوى كثافة الغابات وعدد الحرائق التي شبّت وعلاقة ذلك بعدد الحيوانات الضخمة التي سادت تلك الفترة. واستنتجت من ذلك أن حرائق ضخمة اندلعت وأدت إلى انقراض هذه الحيوانات قبل 14800 سنة، أي قبل ظهور شعوب “كلوفيس” بنحو 1300 سنة.
ويبدو التناقض واضحاً بين هاتين النظريتين. وظهرت المزيد من النظريات التي تؤيد مقولة التطابق الزمني بين انقراض الحيوانات وظهور شعوب “كلوفيس” إلا أن الأمر ما زال يحتاج إلى المزيد من البحث والتنقيب للوقوف بدقة على ما إذا كان الإنسان أم التغيرات المناخية هي التي أدت إلى موجة الانقراض التي شهدتها تلك الحيوانات العملاقة.
عن مجلة “ساينتيفيك أميركيان”
المصدر: أبوظبي