محمد عبدالسميع (الشارقة)
استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقره بالشارقة، مساء أمس الأول، عبدالله صقر رائد القصة القصيرة في الإمارات، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين.
وتحدث في الجلسة الناقد عبدالفتاح صبري، وأدارها القاص محسن سليمان رئيس نادي القصة، الذي أشار إلى أن أولى الأعمال القصصية الإماراتية التي تتميز بمواصفات ومعايير فنية لفن القصة القصيرة، كانت للكاتب عبدالله صقر الذي أصدر مجموعة «الخشبة» في دبي سنة 1974، وهو يعتبر صاحب الخطوة الأولى في مجال القصة القصيرة فقد نشر قصة «قلوب لا ترحم» في نشرة نادي النصر الرياضي أواخر الستينات.
وبدأ عبدالله صقر حديثه عن البيئة التي نشأ فيها والتي كان لها تأثيرها في تشكيل ذائقته وأسلوبه، مؤكداً أن ما كان يشغله ودفعه للكتابة هو الأحداث التي كانت تشهدها الساحة العربية، وأن بداياته كانت تجمع بين الشعر والقصة. وأن نصوص مجموعة «الخشبة» هي نوع من التمرد واكتشاف الذات والبحث والتساؤل عما يدور في عالمنا العربي في ذلك الوقت. وأضاف: الخشبة تزامنت ومرحلة التغيير في معالم القصة العربية والخليجية لمواكبة عالمية القصص والأخذ بجوهرية أساليب الكتابة القصصية للوصول مع القارئ لشكل ومضمون هادف.
وقال صبري منذ اهتمامي بالأدب الإماراتي تولدت لديّ قناعة أن عبدالله صقر هو أحد رواد القصة في الإمارات، بل مؤسسها. وأن القصة الإماراتية مثلها مثل المسرح نشأت من رحم الأندية الرياضية الثقافية في نهاية عقد الستينيات. وإذا كان صقر امتلك ريادة البداية مع آخرين إلا أنه امتلك سبق الفن، فعند النظر إلى هذه المجموعة فلابد أن نتساءل: كيف كانت المناخات الاجتماعية والثقافية، وما هو المستوى الفني والمضامين التي توقفت عندها القصة في ذلك التاريخ، وما هو دور الفعل الثقافي عند المتلقي ورأي المتخصصين أنذاك؟ وتابع صبري: سنرى محاولة الكاتب الخروج من حالة الحصار المضروبة على إنسان المكان، وهذا التقابل بين ما هو مكتوب أو مكبوت في الشخصية الفاعلة في النص وبين المشهدية المضفورة بالتفاصيل الدقيقة أحياناً، والحوارات الكاشفة وكأن الحياة الخارجية للشخوص غير بعيدة عن مكنون النص الذي يبرز في تراكم وتصاعد الفكرة والمضمون لتصب في عتمة الشخصية الداخلية وتفتح لها مكامن نحو التحرر من القيود. وأن القصص نجحت في إبراز التقابل الخفي بين المضمر والظاهر. وأضاف صبري: ناصر جبران بالنسبة لي هو مؤسس تيار الرفض خاصة في مجموعته «نافورة الشظايا» الصادرة عام 1993، ولكن مع صدور مجموعة «الخشبة» في طبعتها الرابعة عام 1999م فإن عبدالله صقر أسس لتيار التمرد منذ بواكير التبدلات التي لم تكن قد ظهرت نتائجها بعد.
وأوضح صبري أن مجموعة «الخشبة» اهتمت بحرية الإنسان في الوقت الذي انشغلت فيه القصة الإماراتية بالقضايا الاجتماعية والانشغالات اليومية. وهذا يحسب لهذه المجموعة أنها بحثت عن العدل والحرية دون البحث في الأسباب إلا من خلال ما هو موجود في المعيش وفي محيط أبطال القصص وكأنها رافضة متمردة ناظرة بتوجس إلى حركة التغيير.
واستعرض صبري الملامح الفنية لمجموعة «الخشبة» وأشار إلى أنها انشغلت بعدة ظواهر فنية منها: تقنية التقطيع، والتدوير الحكائي، والمشهدية الزمنية.