حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
تحاول بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إقناع الأطراف الليبية المقاطعة للمشاورات السياسية في جنيف بالمشاركة في الجولة المقبلة من المحادثات، وذلك في الوقت الذي يرفض فيه مجلس النواب الليبي الانخراط في أي اجتماعات قبيل رد البعثة على استفساراته بخصوص تلك الاجتماعات. بدوره طالب المبعوث الأممي لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة في تدوينة له عبر «تويتر»، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إعفاءه من مهمته، موضحاً أنه سعى لعامين ونيف للم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد.
وأكد المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة أن مهمة العاملين في البعثة دائماً ما تدعو للسلم، والذين اختاروا طريق البناء والسلام، مبيناً أن الدعوة للسلم من أصعب الدعوات، على عكس الدعوة للعنف، مضيفاً: «الحرب فعل، والسلم فعل، يتطلب العناية الدائمة، لذلك الحرب دمار والسلم بناء، وكلاهما فعل.. السلام لا يعقد فقط بين أبناء السياسة ولا بين حملة البندقية، السلام أمر يجب أن يعم كل شرائح المجتمع».
بدوره، كشف رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أمس، عن نقاط الخلاف بين المجلس والبعثة الأممية بشأن المشاركة في الحوار السياسي في جنيف، مؤكداً أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لم يستجب لقرارات البرلمان الليبي حول تشكيل لجنته للحوار في جنيف، ولم يستجب لطلب مجلس النواب في معرفة من هم المشاركون من المستقلين، ولم يوضح جدول أعمال المؤتمر ولا مدته ولا آلية عمله.
وشدد صالح في تصريح صحفي على ضرورة تشكيل مجلس رئاسي من ثلاثة أعضاء، رئيس ونائبين، داعياً إلى أهمية أن يكون الأعضاء ممثلين عن كل إقليم، وكذلك يكلف رئيس للوزراء ونائبان، وبعد ذلك تشكل حكومة وحدة وطنية تعتمد، ويصادق عليها من قبل مجلس النواب وتؤدي اليمين القانونية وتمارس عملها من مكان آمن.
إلى ذلك، قال عضو مجلس النواب الليبي النائب الهادي الصغير، إنه سبق لهم أن حذروا البعثة الأممية من تجاوزها لمجلس النواب وقراراته، وأنها لن تنجح في إدارة أي حوار دون مشاركة البرلمان، لافتاً إلى أن أي حوار يهدف إلى الخروج بليبيا من أزمتها لابد من حضور كل الأطراف فيه، مشيراً إلى أن المجلس لم يعترض على مشاركته في حوار جنيف ولكن تدخل البعثة الأممية في قراراته وتجاهلها لمطالبه جعلاه يعلق مشاركته في هذا الحوار.
كما أكد الصغير أن نجاح المسار العسكري سيضمن نجاح المسارين السياسي والاقتصادي.
وفي دمشق، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد صباح الاثنين في العاصمة السورية دمشق وفد الحكومة الليبية الوزاري برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الهيئات عبدالرحمن الأحيرش، لبحث آخر التطورات في ليبيا وسوريا، والمعركة التي يخوضها البلدان ضد الإرهاب والتدخلات الخارجية بكافة أشكالها.
وأعلنت وزارة الإعلام السورية، أن اليوم الثلاثاء، سيتم إعادة فتح السفارة الليبية في دمشق بحضور وفد من الحكومة الليبية. ومن جانبه، دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية عبدالهادي الحويج، الحكومة السورية لفتح قنصليتها في مدينة بنغازي وفتح معبر تجاري ما بين البلدين.
عسكرياً، كشف المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري أن وحدات الجيش رصدت تحركات جديدة للمجموعات الإرهابية غرب طرابلس. وأكد المسماري في بيان صحفي أن عمليات الرصد تمكنت من الكشف عن عمليات تجنيد للمحكومين في قضايا جنائية منها القتل والسرقة لأجل القتال ضد القوات المسلحة الليبية، مشيراً إلى أن أسامة جويلي التابع لحكومة «الوفاق» يقف خلف عمليات التجنيد مع تقديمه لوعود منها العفو عنهم وتخفيف عقوباتهم بعد الخسائر التي تكبدتها قوات «الوفاق» خلال الفترة الماضية.