11 ابريل 2009 02:32
مريم الغفلي مصورة إماراتية تعكس تجربة مليئة بالكثير من التميز والانفراد والخصوصية، الصورة لديها حكاية آسرة ترويها لنا هذه الفنانة التي اتخذت من الضوء حبراً، ومن العدسة ورقة سطرت على سطحها ما تعجز عن قوله الكلمات، أحالت التصوير إلى منبر أوصلت عبره أجمل الرسائل بأروع اللقطات.
تقول مريم «بدايتي مع التصوير كانت منذ الصغر، جذبتني آلة التصوير دون معرفة بأساسياته، فكل تفكيري كان محصوراً بالتقاط أجمل اللحظات للعائلة والأصدقاء والطبيعة، وبما أنني أهوى الرسم كان طبيعياً أن أختار مجال تخصصي في اطار التصوير، فكنت أوثق المناظر لأترجمها إلى لوحة فنية، ولم أكن أعلم أنني حينها كنت أتجه نحو التصوير. ثم قمت بدراسته وتعرفت على أساسياته، وتوطدت علاقتي به، خاصة بعد أن دخلت عالم النت، وشاهدت أعمال المصورين فجذبتني كثيراً، ثم وجدت نفسي مهتمة بالتواصل مع عالم الصورة والتركيز عليه، حتى أنني تركت الرسم واتجهت للتصويرالذي أصبح هاجسي، فشاركت في المنتديات والورش الفنية وما زلت متعطشة لتعلم كل جديد عن التصوير». وتضيف «أخذني هذا الفن الساحر إلى عوالمه الفاتنة، وتعلقت بدنياه لأن الصورة تجسيد للحدث الحقيقي المؤلم والمؤثر، وهي تخاطب النفس والشعور بكل مصداقية. إنَّه عالم يجعلنا نقف عنده وقفة حزن وألم وفرح، فالصورة، قبل أن تكون عملاً فنياً، هي رسالة سامية قد لا نستطيع التعبير عنها بالكلمات، فقط من خلال الكاميرا يسعنا أن نترجم مشاعرنا بصدق. لذا أنا لا أبتعد عن الكاميرا إلا في حالات نادرة، كأن يكون الجو والمكان غير مناسبين، أو أن يكون مزاجي غير مؤات لأن طبيعتي مزاجية إلى أبعد الحدود». تتابع مريم الغفلي قائلة: «التصوير غيَّر نظرتي لما هو حولي، فتركز اهتمامي على نواح مختلفة في فن التصوير، ومنحني فرصة اكتساب مهارات وخبرات من حولي، هذا بالإضافة إلى أنه عرفني على الكثير من المصورين، الذين تحمست لمتابعة أعمالهم، فوجدت أن لكل منهم بصمة متفردة، وأسلوباً خاصاً».
وتشير مريم إلى بحثها عن المجهول فتقول «من خلال التصوير تدربت عيناي تلقائياً على البحث عن المجهول واقتناصه، لأن العين هي المتلقي الحقيقي للمصور حيث يترجم أفكاره عبرها، هذا بالإضافة إلى أنني تعلمت منه الصبر والمثابرة وعدم اليأس». وتخبرنا عن هدفها من التصوير قائلة «أهدف إلى الصورة التي تحمل رسالة معينة، لأن كل مصور يلتقط ما يحس به من حوله ويعكسه بعدسته، على سبيل المثال لنتحدث عن الصور التجريدية قبل التقاطها، نلاحظ حولنا منظراً طبيعياً، يراه المشاهد العادي اعتيادياً، لكن المصور يراه عكس ذلك، من خلال عينيه المدربتين تلقائياً، فيبدأ بالبحث عن ذلك المجهول. برأيي الصورة الناجحة هي التي تخاطب الحواس، أي العين والعقل والقلب معاً. نجاحها يكمن في اكتمال موضوعها المعبر والقوي والمؤثر، ولا ننسى أيضاً ضرورة اختيار الزاوية المناسبة، ومسقط الإضاءة، وعمق الموضوع، وأود الإشارة إلى أنه ليس بالضرورة أن نمتلك أفضل الكاميرات لنخرج بأفضل الصور، ليست الكاميرا هي التي تصنع المصور، بل المصور هو من يصنع جمالية الصورة بأفكاره المعبرة والمؤثرة، والمصور الناجح هو من يجبرك على تأمل أعماله».
في الختام تحدثنا مريم عن مشاركاتها الفنية، فتقول «من الممتع أن نشارك في المسابقات الفنية وورش العمل، لأنها تثري العمل وتحفزنا على العطاء، وكانت لي مشاركات في مسابقة البيئة بعدسة الكاميرا ومسابقة «أبوظبي في عيونكم» ومسابقة «الإمارات للتصوير الفوتوغرافي». أمَّا طموحي فهو أن أقدم رسالة من خلال أعمالي، وأن أصل للاحتراف فأجوب العالم للتصوير وإقامة معارض خاصة، وطموحي الكبير أن يكون لدينا فريق محترف من مصوري الإمارات، ننضم جميعاً تحت لوائه ويكون له دوره الفاعل.
المصدر: دبي