الاستعراضات الجوية لوحات تسبح في السماء

عرس جوي احتفلت به مدينة العين في استعراضاتها الجوية لعام 2011 ازدانت فيه سماؤها بطائرات رقصت في الهواء وأدت حركات بهلوانية غير عادية وتسابقت بسرعات مجنونة تحدت بها حاجز الصوت وكسرت مقاومة الجاذبية الأرضية. ذهول انبهار استغراب خوف مشاعر يصعب حصرها بانت على ملامح الجمهور الغفير الذي حضر من مختلف الإمارات والدول ليمتع نفسه بهذا الحدث الضخم الذي شهدته مدينة العين يومي الجمعة والسبت الفائتين في مطارها الدولي. منافسة شريفة وأداء متقن رائع أدته فرق جوية استعراضية من ثلاث قارات حول العالم، ضمت أبرز وأمهر طياري الإمارات والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية واسبانيا وألمانيا وتركيا وغيرهم ممن أدوا مهارات فردية وجماعية صفق لها الحضور بحرارة. وقد تميزت القوات الجوية الإماراتية بأداء رائع قدمته ثلاث من أكثر الطائرات الحربية تطورا مثل ميراج “9-2000” الفرنسية الصنع والتي تعدّ الأكثر تطوراً ضمن طائرات الـ”ميراج 2000”، وطائرة “إف-16 إي فايتينغ فالكون” التي حلقت بالقرب من منصات الجمهور. وتم تصنيع هذه الطائرة خصيصاً للقوات الجوية الإماراتية، وهي نسخة من طائرة “إف 16 إي”، بالإضافة إلى طائرة التدريب المتطورة “هوك 100” البريطانية ذات المحرك الواحد. أما فريق نحل البلطيق الذي جاء من لاتفيا وظهر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط قدم عروضا في مجال الطيران الدقيق عند سرعة عالية جدا تفوق 570 ميلا في الساعة، وفريق فايبر الوحيد عالميا في الاستعراض بطائرات هوكر هانتر الحربية الخارقة لحاجز الصوت والتي قدم بها عروضا ممتعة شملت تشكيلات شن الغارات الوهمية على الأرض. وظهر سفير أبوظبي وحامل لقب ريد بول للسباقات الجوية 2008 النجم النمساوي هانس أرتش الملقب بالصقر الطائر لعروضه المدهشة التي جمعت بين الاستعراضات الجوية والموسيقى الحية. وتصدرت مسابقة متعدد المسارات “تحدي الصحراء” المعتمدة من الاتحاد الدولي للرياضات الجوية وقد ضمت 6 طيارين عالميين يتنافسون في مناورات حرة وكلاسيكية بطائراتهم للفوز بالبطولة الأولى للاستعراضات الجوية الحرة التي أقيمت على مدار اليومين. ووجد محبو الطيران الباحثين عن غير المعتاد غايتهم في استعراضات الطائرة ميس ديمينور المتميزة بألوانها ومناوراتها الشيقة من نوع هوكر هانتر، وأضفت كذلك طائرة أوتو الهيلوكوبتر المزيد من المرح إلى سماء العين عبر عروضها الكوميدية المضحكة التي لعبت بقرص اليويو ونفخ البلالين في الهواء. ثماني طائرات تجاوزت حاجز الصوت من فريق النجوم الأتراك الوحيد في العالم الذي يطير بتشكيلات من هذا النوع ونافس الفرق العالمية فريق الصقور السعودية حامل الرقم القياسي العالمي عبر تنفيذه أكبر رسم في الأجواء كان عبارة عن سيفين ونخلة وغيره من التشكيلات المذهلة التي لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور.