19 أغسطس 2007 01:35
ما أن تكبر الفتاة حتى تبدأ الأم بالتفكير في تزويجها، فتقلق إذا لم يتقدم لها أحد خوفاً عليها من العنوسة، وإذا ما تقدم أي شاب لخطبة ابنتها فإنها تسعد سعادة لا توصف وكأنها وصلت الى السحاب، سعيدة بأن ترى ابنتها عروساً وأماً في المستقبل، لكن هناك بعض الأمهات اللاتي يطغى عليهن الجهل أكثر من العاطفة، فتريد تزويج ابنتها رغماً عنها، حتى إذا لم تكن الابنة راضية، وعندما تخبر أمها عن رغبتها بالارتباط بالشخص الذي يناسبها عقلاً وديناً وخلقاً وشهادة، يبدأ كل من حولها بالسخرية منها وإحباطها، وينظرون الى كلماتها نظرة تشاؤمية بأن ما تطلبه صعب المنال في الواقع، لكن على الجانب الآخر، عندما يطلب الشاب صفات معينة للفتاة: بيضاء البشرة، طويلة القامة، رشيقة، جامعية، مثقفة، ملتزمة، لا أحد يسخر منه، بل يحاولون جاهدين أن يبحثوا له عن أجمل فتاة وأنسبها، وكل ما طلب من مواصفات، فهل دين الله يأمر بعدم العدل بين الشاب والفتاة؟ أم أن رسول الله كان يتعامل مع الفتيان دون الفتيات بهذه الطريقة؟ جميعنا نعلم أنه عند بلوغ فاطمة الزهراء تقدم لها كثير من الرجال من المهاجرين والأنصار لخطبتها، وكان رسول الله يردهم رداً جميلاً، حتى تقدم علي بن أبي طالب وتزوجها وعاشا زوجين سعيدين طوال حياتهما، ولنتأمل هذه الحادثة عندما لم يقبل رسول الله المتقدمين السابقين، هل كان بهم عيب معين؟ أو نقص لا يصلح معه الزواج؟ لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حكيماً في اختيار أنسب زوج لابنته، وذلك بعد أن يبلغها ويستأذنها·
وبعد أن مرت الأزمنة جاء أناس يجبرون الفتاة بتزويجها رغماً عنها، فكم من الفتيات نسمع عنهن يتزوجن بهذه الطريقة ثم ترجع الى أهلها مطلقة؟ والمصيبة تكون أعظم إذا أنجبت منه أبناء، فعلى من يكون الوزر؟ فأنا أستغرب جداً من الأمهات اللواتي يجبرن بناتهن على الزواج وكأنهن سلعة في البيت، أو همّ عظيم على صدرها وتريد أن ترتاح منه فتزوجها إجباراً!
زينب أحمد
جامعة الإمارات