أبوظبي (الاتحاد)
أعلن «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة»، أمس عن إبرام مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة والسياحة المنغولية، لمعالجة مشكلات ارتفاع عدد حالات نفوق الطيور الجارحة نتيجة صعقها بالكهرباء في البنية التحتية لشبكات التوزيع الكهربائية في منغوليا.
وقع مذكرة التفاهم في أبوظبي، معالي ماجد المنصوري، العضو المنتدب لـ «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة»، ومعالي تسيريندورج باتبيار، نائب وزير البيئة والسياحة المنغولي، بحضور تشينتو شينغ زورغيت، سفير جمهورية منغوليا لدى دولة الكويت، والسفير غير المقيم لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويصل عدد صقور الحر التي تنفق نتيجة لصعقها بالتيار الكهربائي على أعمدة شبكات توزيع الكهرباء المنتشرة فوق الأرض في منغوليا إلى 4 آلاف طائر سنوياً.
ومن هنا، تهدف مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين لرفع مستوى الوعي حول أهمية حماية هذه الطيور، وغيرها من أنواع الجوارح الأخرى، والحفاظ عليها.
وتعد طيور الصقر الحر حالياً من الأنواع المهددة بحسب «الاتحاد الدولي لصون الطبيعة»، وهي مدرجة ضمن «القائمة الحمراء للطيور المعرضة للمخاطر في منغوليا. وقال معالي ماجد المنصوري: «تتعرض صقور، وغيرها من الطيور الجارحة لمخاطر متنامية نتيجة لزيادة انتشار خطوط الطاقة الكهربائية المكشوفة في الموائل الطبيعية لتلك الطيور.
وتعد البنية التحتية لشبكة الطاقة المنغولية، والتي تتكون عادة من أعمدة خرسانية مسلحة مع تقاطعات فولاذية وأقواس تدعم المشابك العازلة للأسلاك الكهربائية، المسبب الرئيس لتنامي أعداد الطيور النافقة نتيجة للصعق بالتيار الكهربائي.
وفي الوقت الذي نثني فيه على التزام الحكومة المنغولية بمبادرات تطوير البنى التحتية، فإننا نؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من المخاطر التي تتعرض لها الطيور المهددة بالانقراض، مثل أنواع الصقور المختلفة».
وأضاف: «لا شك أن توقيعنا على المذكرة اليوم سيساعد على توسيع نطاق جهودنا الرامية للحفاظ على هذه الأنواع، ومعالجة التحديات المرتبطة بحالات الصعق الكهربائي لضمان مستقبل مستدام للطيور الجارحة». وبموجب الاتفاقية، سيلتزم كل من «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة»، ووزارة البيئة والسياحة المنغولية، بالتعاون مع الجهات المنغولية ذات الصلة وشركات الكهرباء المنغولية لمعالجة مكونات شبكة توزيع الكهرباء الحالية، ومنع حالات حدوث الصدمات الكهربائية للصقور والطيور الأخرى.
وستقوم وزارة البيئة والسياحة المنغولية بتسهيل عمليات إصلاح الشبكة، وفقاً للقوانين واللوائح التنظيمية الوطنية، إلى جانب إجراء زيارات ميدانية للاطلاع على عمليات التنفيذ والإدارة للمشروع.
بينما سيتولى «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة» قيادة عمليات تحديث شبكات توزيع الكهرباء عن طريق التمويل المباشر، وتأمين المعدات اللازمة للشركات المؤهلة للاضطلاع بعملها.
بدوره، قال معالي باتبيار: «ندرك أهمية الحفاظ على الحياة البرية والنظم البيئية المستدامة وحمايتها للأجيال التالية في منغوليا والبلدان المجاورة، وتتيح هذه الشراكة لنا إمكانية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الموائل الطبيعية وحرية حركة طيور الصقر الحر، وغيرها من الطيور الجارحة الأخرى».
ويشرفنا التعاون مع دولة الإمارات والشراكة مع «صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة»، لتوفير مستقبل مستدام للأنواع المهددة بالانقراض.
ونتطلع قدماً لتعزيز أواصر التعاون فيما بيننا، وإرساء علاقات طويلة الأمد، بما يعود بالمنفعة على جميع الأطراف، ولا سيما الطيور الجارحة المهددة بالانقراض.
يذكر أن «صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الطيور الجارحة» المؤسسة المعنية بالحفاظ على الطيور الجارحة وموائلها الطبيعية كعناصر أساسية للتنوع البيولوجي، قد تأسس في شهر أبريل 2018 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، بهدف تطوير حلول لمعالجة التحديات العالمية الرئيسة التي تواجه الطيور الجارحة. وسيعمل الصندوق على تنفيذ برامج عالمية تهدف لدعم جهود الحفاظ على الطيور الجارحة وموائلها الطبيعية باعتبارها تمثل عنصراً حيوياً في التنوع البيولوجي.