الجمعيات الخيرية·· وأخطاؤنا

يواجه الناس الكثير من التحديات التي تجعلهم عاجزين عن إيجاد الحلول لها، وقد يقعون في أخطاء أخرى نتيجة بحثهم عن تلك الحلول، وكثير من الناس ليس لديهم التفكير قبل التدبير أو حتى التخطيط قبل التنفيذ، ناهيك عن أن العشوائية قد تقود الى أخطاء جسيمة لا يحسب لها حساب، صحيح أن الجمعيات الخيرية جاءت لعلاج حالات معسرة وفقيرة ومعدومة، وتعاني من مشاكل في لقمة العيش، ولكن هذه الجمعيات الخيرية لم تأت لعلاج أخطائنا البشرية، والتي نصنعها نتيجة تحدٍ أو تمرد أو حتى مجاراة الآخرين في ترتيب أمورهم، والذين قد يندفعون ويطرقون أبواب الجمعيات، ويرفعون أصواتهم، وإن كان من حقهم في حالات العدم، الفقر، اعتلال الصحة، ولا توجد مدخلات للعيش، وظروفهم المادية صعبة، وحياتهم الاجتماعية ليست بالمستوى المطلوب· ولكن تكمن المشكلة في أن نطلب من الجمعيات حلولاً لأخطائنا البشرية، فتلك مشكلة أخرى، لا يقرها حتى الدين والشرع، فالذي يشتري سيارة من الوكالة دون حساب لإمكانياته ويتخلف عن تسديد أقساطها، لظروف معينة منها أنه كان يعمل وفصل من العمل، أو الخدمة، أياً كان نوعها، وأمثلة أخرى كثيرة، في هذه الحالات الجمعيات والهيئات الخيرية ليست مسؤولة عن سوء التصرف، فالجمعيات والهيئات وجدت لمن يستحقها ومن هم بحاجة الى المساعدة، هذا إذا أدركنا أن هذه الجهات عليها سيل من الطلبات التي لا تتوقف عن حد معين، فكل يوم ومع شروق الشمس يتوجه الناس الى أبواب الهيئات والجمعيات بحثاً عن المساعدة· إخواني، إن الجمعيات والهيئات والمؤسسات الخيرية لها منهجيتها وأسلوبها في تحديد الأولويات التي يجب أن تكون مدروسة وليست عشوائية، في زمن اجتمعت فيه كل التحديات والظروف التي تطوق حياة الناس، وليكن سوء تصرفاتنا بعيداً عن الجمعيات، التي يجب ألا تتحمل أخطاءنا مهما بلغت خطورتها وتأثيرها على أنفسنا· عبدالله حميد - رأس الخيمة