8 ابريل 2009 02:48
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن الهيئة أعدت خطة طموحاً لإعمار غزة رصدت لها 600 مليون درهم· وقال سموه ''إن من أكبر التحديات التي تواجه المنظمات الإنسانية في الوقت الراهن إعادة إعمار قطاع غزة الذي شهد أحداثاً مؤسفة راح ضحيتها الآلاف من البشر، وعلى الرغم من مرور عدة أشهر على الأزمة إلا أن تداعياتها لا تزال ماثلة للعيان''·
وأضاف سموه ''تعيش الأسر المنكوبة في العراء دون مأوى أو غــــذاء، وتواجــــه أوضاعاً إنسانية أقل ما توصف به بأنها مأساوية''·
ودعا سموه في كلمة له في افتتاح مؤتمر دبي الدولي للإغاثة ألقاها نيابة عنه محمد الزرعوني مدير فرع هيئة الهلال الأحمر في دبي، إلى التحرك بجد ومسؤولية لوضع حد لمأساة الفلسطينيين المتفاقمة وتذليل العقبات والعمل من أجل درء المخاطر المحدقة بالضحايا·
وكان المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة العليا لمؤتمر ''ديهاد ''2009 نائب رئيس مؤسسة محمد بن راشد للخدمات الإنسانية والإغاثة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، افتتح معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير ''ديهاد ،''2009 بحضور بيكليه جيليتا الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب والهــــــلال الأحمر وقاضي المروشد المدير العام لهيئة الصحة في دبي·
ويقام ''ديهاد ''2009 في دورته السادسة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وبدعم رسمي من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومنظمة الأمم المتحدة وحملة دبي العطاء·
توجيهات القيادة
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أن معرض ومؤتمر دبي للإغاثة والتطوير ترجمة حقيقية لتوجهات الدولة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في المجال الإنساني·
وأشار سموه إلى أن ''ديهاد ''2009 هو الحدث الإنساني الأكبر في المنطقة، ويهتم بأكثر القطاعات حيوية وأسرعها نمواً في الوقت الحاضر وهو العمل الإغاثي والإنساني·
وأكد سموه أن المؤتمر يجسد على أرض الواقع دور الدولة في النهوض بالعمل الإنساني وترقيته وتطويره ليواكب الاحتياجات المتزايدة لضحايا النزاعات والكوارث، ويلبي طموحات المنظمات الإنسانية التي تواجه تحديات كبيرة في الميدان·
ولفت سموه إلى أنه بالرغم من الدور الكبير الذي تقوم به المنظمـــات الإنســـــانية، إلا أنـــه يقع على عاتقها عبء تخفيف معـــاناة المنكـــوبين وتحسين ظروف المستضعفين·
تحديات أنسانية
وأشار إلى أن الساحة الإنسانية الدولية تواجه تحديات كبيرة نتيجة تزايد الكوارث وحدة النزاعات والحروب والصراعات، إضافة إلى الأزمة العالمية، وشح الغذاء وارتفاع أسعاره، والتغيرات المناخية، والتي أدت إلى العديد من الظواهر السلبية والمآسي الإنسانية التي لم يشهدها العالم من قبل· وقال سمو نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر إن ''البشرية تأثرت كثيراً بذلك وتعددت أشكال الاستضعاف وكثرت أعداد اللاجئين والمشردين والنازحين الفارين من بؤر الصراع وهول الكوارث وتفاقمت معاناتهم''·
وأضاف أن هذه الصورة القاتمة ألقت بثقلها على توجهات القوى الخيرة في العالم والتي أخذت على عاتقها تحمل مسؤولياتها في صون الكرامة الإنسانية·
وأكد سموه أن الإمارات ستظل في طليعة هذه القوى بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة·
ولفت إلى أن المتتبع لمسيرة الدولة في هذا الجانب الحيوي يجد أنها تعمل خارجياً في الكثير من الاتجاهات والمجالات أملاً في تخفيف العبء عن كاهل الذين شاءت ظروفهم أن يكونوا في مهب الريح تتقاذفهم الأهواء والعصبيات ويتهددهم الجوع والفقر·
وأوضح سموه أن الدولة أنشأت لهذه الغايات النبيلة مؤسسات وصناديق ومنظمات تضطلع بمهام التنمية والبناء والإعمار في الدول الفقيرة والساحات الملتهبة·
وذكر سموه أن الدولة توجت مؤخراً جهودها بإنشاء مكتب لتنسيق المساعدات الخارجية، ليكون من أولوياته حشد الدعم والتأييد لضحايا الكوارث والأزمات وتسخير الإمكانيات لترقية المجتمعات وتوجيه مساعدات الدولة لأكثر المناطق احتياجاً وأقلها حظاً من التنمية والرعاية والاهتمام·
جهود إماراتية
من جانبه قال بوملحة إن ''اجتماع هذه المؤسسات الدولية والمحلية العريقة في مؤتمر ''ديهاد ''2009 خير دليل على الاهتمام الكبير والرائد الذي توليه دولة الإمارات لاستضافة وتنظيم هذا الحدث·
وذكر أن المجتمعات تواجه تحديات كبيرة سواء من حيث الكوارث الطبيعية التي تضرب كثيراً من دول العالم والتي لا تفرق بين دول غنية أو فقيرة أو من الكوارث الناتجة عن النزاعات والحروب والتي لا تزال قائمة في العديد من دول العالم بما يؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بين المجتمعات وبين البشر·
وأكد بوملحة أن الوضع القائم يدفع إلى متابعة وضع الخطط الاستراتيجية وإعداد البرامج اللازمة لمواجهة هذه التحديات التي تصيب المجتمعات في كثير من أنحاء العالم·
ويناقش مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير ''ديهاد ''2009 آخر المستجدات والبرامج التي يمكن الاستفادة منها للقيام بعمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية·
ويقام مؤتمر ''ديهاد ''2009 تحت شعار ''تمكين المجتمعات ما بين الكارثة والتطوير'' وذلك لتثقيف وبناء قدرات المجتمعات على التعافي ومواجهة الكوارث خصوصاً في مرحلة التطوير·
واعتبر بوملحة أن المؤتمر من المؤتمرات الرائدة عالمياً بسبب ''تسخير كافة الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح تنظيم الفعاليات الخاصة بالمؤتمر، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات والثقة المطلقة في قدراتها في أن تكون المقر الدائم لانعقاد هذا الملتقى الدولي ونقطة الانطلاق لتقديم يد العون للدول المكنوبة في أسرع وقت''·
ويشارك في ''ديهاد ''2009 أكثر من 90 منظمة دولية وأكثر من 300 مؤسسة وشركة عارضة من 65 دولة وشخصيات قيادية في مجال تقديم الإغاثة الإنسانية في العالم·
رؤية دولية
من جهته، دعا بيكليه جيليتا الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، الى إيجاد منهجية عملية لحل النزاعات في العالم، مطالباً بتغيير طريقة التفكير والمواقف التي ينظر بها بعضنا لبعض والتركيز على العمل المشترك على مستوى العالم·
كما طالب جيليتا بألا تتوقف الجهود عند تجاوز الأزمة المالية فقط بل تمتد الى المساهمة ببعض الأموال لحل النزاعات حول العالم، مشدداً على ضرورة التخفيف من حدة الفقر ووضع نهاية للنزاعات المسلحة·
قال جيليتا إن مؤتمر ''ديهاد ''2009 يحتل مكانة رفيعة المستوى في أجندة المنظمات والهيئات العالمية التي تعنى بالإغاثة والتطوير·
المصدر: دبي