الصديق الحقيقي هو من يساندك في المحن وليس من يهجرك وأنت في أمس الحاجة إليه والصديق الحقيقي هو من يقف إلى جانبك في كل الظروف والصعاب هذا هو نعم الصديق والرفيق في حياتك هو من يشار إليه عند الشدائد وهو من يخاف عليك وينصحك وهو من يتمنى لك كل خير وليس من يستغل صداقتك به ويريدك له صديقاً لمصلحة شخصية أو لحاجة وبعدها لا يجيب حتى على اتصالك ولا تجده لك عوناً أو أنيساً أو ونيسا ويتهرب منك لو شعر بأنك محتاج له هل هذا هو الصديق وما أكثر الاصدقاء في حياتنا وما أكثر جلساتنا وطلعاتنا وسفرياتنا وسوالفنا مع بعض وما أكثر من يرسم لك الابتسامة غصباً من غير خاطر ويجاريك وانت تعتقد انه هو الصديق لا بل أكثر من الأخ في حياتك وتعتقد ان فيه الخير لا والله بل هو الشر المصاحب لك والداعي إلى كل ما هو قبيح وحرام لا يهتم ولا يبالي ولا يفكر في الغد بل يعيش اليوم بيومه لا يفيد بل يريد ان يستفيد ولا يصلح بل يخرب فيك كل ما هو جميل من قيم وكرامة وشرف واخلاق وتربية قد انعم الله بها عليك ويجب ان تعرف صديقك هل يستحق إن تكون له صديقاً أم لا هل يصلح ان يكون موضع ثقتك به هل نجده وقت اللزوم هل ينصحك وقت النسيان وهل يقربك الى الله ونحن مخدوعون في الدنيا والصديق الحقيقي هو من يخاف عليك وليس من يرمي بك إلى التهلكة وتنعدم فيه كل الأماني والتطلعات لمستقبل يرتقي بعزك وشأنك واخلاقك التي تربيت عليها من الصغر وكم من الشباب اليوم نادم على الأيام الخالية في حياته من غير صديق حقيقي يعتمد عليه في كل شيء وللأسف الإنسان لا يجيد في كثير من الاحيان الاختيار الصحيح ولا يدرك مخاطر الصديق المخادع وما قد ينتج من شخص مستهتر ومتهور ومحتال يتصيد ابناء الناس ليجرهم إلى طريق الدمار والعصيان والمهالك والسجون، وما أكثرهم من هم في السجون لا ذنب لهم بل ذنبهم الكبير هو عدم التوفيق في اختيار الصديق الحقيقي واختيارهم لطريق أسود وخطير وهو يدفع الثمن من حياته ومن شبابه يا خسارة الشباب إلى أين وصلوا في تهورهم واندفاعهم بلا تفكير فصديق السوء يا عزيزي يوصل الإنسان إلى أدنى المستويات ويحطم فيه أجمل شيء وهو الأخلاق يا فلان يجب ان تعرف من هو الصديق والرفيق ومثل ما نجد الخبيث نجد الطيب ونجد الناصح والكتوم والنافع والرجل الحقيقي عند الشدائد والمحن يلازمك ويطمئن عليك ويختار لك ما هو خير وصالح ويشاركك في التفكير ويعاونك عند اللزوم هذا هو نعم الرفيق ونعم الاختيار فيا عزيزي القارئ اختر صديقك بكل تمعن وحرص والرفيق ليس من يلهو معك فقط لتكشف له عن اسرارك فحاسب يا فلان وتجنب الدرب الخطير وتمسك بصديقك الوفي الصادق معك والصديق وقت الضيق قالها الأولون (خاف من اللي يضحكلك ولا تخاف من اللي يبكيك) ونصيحتي للكثيرين أعرف صديقك وانقي شر اختيارك والله يوفقكم جميعاً ويهدينا لاختيار الصديق الصالح والنافع في مشوار حياتنا وتفضلوا بقبول تحياتي لكم مع الشكر والسلام ختام·
إبراهيم جاسم النويس
أبوظبي