آمنة الكتبي (دبي)
تصدرت الإساءة اللفظية والحرمان أبرز حالات العنف التي استقبلتها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، تلاها الإهمال، ثم الإساءة المالية والجسدية وأخيراً الإساءة الجنسية، وفقاً لعفراء البسطي مدير عام المؤسسة. وكشفت في حوار مع «الاتحاد» عن قيام المؤسسة بعمل دراسة، تشمل فئات المجتمع كافة، لقياس مدى الوعي بمفهوم جريمة الاتجار بالبشر في المجتمع، استهدافاً لقياس أثر الجهود التوعوية التي تقوم بها المؤسسة للتعريف بالجريمة ورسم السياسات التوعوية المستقبلية للحد منها، وذلك بالتعاون مع مركز الديرة للدراسات واستطلاعات الرأي.
ووفقاً للبسطي، تنتهج مؤسسة دبي لرعاية النساء مناهج متقدمة في تأهيل الضحايا وتتبع المنهج الشمولي الذي يعتمد على تقديم الدعم الاجتماعي للحالات من خلال التواصل مع القنوات ذات العلاقة بالجانب القانوني، والتي لها دور كبير في تحديد مسار القضية لدى الجهات القضائية، إلى جانب الإرشاد والتوجيه الاجتماعي للحالة بوضعها كضحية في المجتمع، والسعي لتحصيل حقوقها المادية والمعنوية، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي، متضمناً الإرشاد الفردي والجماعي ومجموعات الدعم الخاصة، والتي تختص بتعليم مهارات وقيم أساسية لبناء شخصية الحالة والتخلص من آثار الصدمات النفسية التي نتجت عن التعرض للعنف.
خدمات قانونية
وأضافت: تقدم المؤسسة خدمات قانونية تساهم في تثقيف الحالة قانونياً، وإرشادها بحقوقها حول موقف العنف، ويشمل ذلك متابعة الحالة قضائياً لدى الجهات المختصة. كما تقدم خدمات التنمية والتدريب المهني والتعليمي للحالات وتعليمهن حرفاً تساهم في الحفاظ على كرامتهن وتحقيق الاستقلال الاقتصادي لهن. كما تتنوع أنشطة المؤسسة بين الترفيهية والتعليمية للحالات المقيمة.
وأكدت أن المؤسسة تقدم للضحايا خدمات الإيواء والحماية الفورية بما يتوافق مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، لافتة أن هذه الخدمات يسهم في تقديمها 107 من المختصين والجنود المجهولين. وحول معايير الأمان التي تتمتع بها المؤسسة تقول البسطي:«يتم اتخاذ تدابير الحماية الأمنية والقانونية للضحايا المقيمين، وذلك بالتعاون مع إدارة أمن المنشآت في شرطة دبي، كما توفر المؤسسة الخدمات الأمنية المساندة من خلال التعاقد مع شركات الأمن الخاصة، لافتة إلى توافر كاميرات محيطة بمرافق المؤسسة وحول مبنى الإسكان، إضافة لنظام إشرافي على السكن على مدار الساعة، بما يلبي احتياجات الضحايا من مأكل ومشرب وملبس ومواصلات ورعاية صحية وغيرها. توفر المؤسسة أيضاً نظام الاختصاصي المقيم على مدار الساعة.
التوعية بالاتجار بالبشر
وعلى الصعيد المجتمعي، تقدم المؤسسة مبادرات توعوية للفئات الأكثر عرضة للاتجار بالبشر، استهدافاً لتوعية الفئات الأكثر عرضة للاتجار بالبشر، في الشركات ومحال التجزئة ومراكز التسوق وصالونات التجميل والفنادق والمطاعم، إلى جانب الفئة المساعدة بالمنازل، حيث يستهدف كل عام عدداً من الجنسيات التي أظهرت المؤشرات أنها أكثر عرضة للوقوع كضحية لهذه الجريمة، مثل دول شرق وجنوب آسيا. ويتم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون مع العديد من الجهات مثل اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر ووزارة الموارد البشرية والتوطين، ويتم خلالها توزيع النشرات والملصقات التوعوية، وبث مسامع إذاعية عبر القنوات التقليدية والحديثة، بالإضافة إلى عقد العديد من الورش والمحاضرات والملتقيات التفاعلية.
خطوات علمية
أكدت مدير مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال انتهاج الأسلوب العلمي في التعامل مع ضحايا العنف المقيمين، شاملاً تثقيف الحالة وتبصيرها فيما يعرف بالوعي الذاتي. وقالت: عند ورود الحالة يتم تعيين مدير حالة لإجراء المقابلة الأولية، وتعبئة استمارة التقييم، ليتم تحديد مشكلات واحتياجات الضحية. بعد ذلك يتم وضع خطة دعم لتحقيق الأهداف اللازمة للضحية، تليها خطة انتقالية لتهيئتها للاندماج بالمجتمع.
يتبعها خطة متابعة لاحقة تمتد لفترات تبدأ من الشهر وتصل إلى 6 أشهر، ومن ثم يتم طي الملف، ليفتح مرة أخرى حال تعرض الضحية لأي إساءة مرة أخرى.
الخط الساخن
يعد الخط الساخن القناة الرئيسة لتلقي البلاغات في المؤسسة على مدار الساعة، ويتلقى كافة بلاغات العنف من الضحايا، أو من المبلغين وبلغات عدة، ويضمن توافر استجابة فورية للبلاغات الخطرة بالتنسيق مع موظفي المناوبة. كما أن هذا الخط متعدد القنوات، بمعنى أن المتعامل يستطيع التواصل مع الخط 80011، أو إرسال رسالة SMS إلى 5111.