عدد اليوم
أحمد القاضي (القاهرة)
6 نبضات حددت مسار الدكتور مجدي يعقوب، ورسمت طريقه، ورغبته في إنقاذ قلوب الأطفال حول العالم، الأولى شعر بها عندما كان طفلاً في الرابعة من عمره، فحددت مسارة في مهنة لا يقوى على فراقها.
1- في منزل أسرته بمدينة بلبيس الواقعة بمحافظة الشرقية المصرية.. دق قلب الطفل مجدي يعقوب، وزادت نبضاته، عندما رأى والده، طبيب الجراحة العامة، في حالة انهيار تام، بعدما فشل في علاج أخته الصغيرة أوجيني التي غابت عن الحياة في بداية العشرينيات، لأنهم لم يكتشفوا حينها أن إصابتها بضيق في الصمام الميترالي بالقلب كان يمكن أن تعالج منه إذا سافرت إلى بريطانيا.
الموقف أثر في نفس الطفل، فذهب إلى والده قائلاً: «سأذهب إلى إنجلترا، حيث التجارب الجديدة، واكتشف علاجاً لكل أمراض القلب، حتى لا تموت فتاة أخرى مثل عمتي أوجيني».. لكن رد الوالد كان منطقياً بالنسبة لطفل في الرابعة من عمره، فأكد له أنه ما زال صغيراً ليتحدث في هذه الأمور.
2- يشب الطفل، وهو يلعب كرة القدم مع رفاقه، فقد أحب هذه الرياضة كثيراً، ولا سيما مركزه كحارس مرمى ، فكان دائماً رجل المهام الصعبة المدافع عن عرين فريقه باستماتة.. بعد المباراة يذهب رفاقه للاستحمام في مياه الترعة، إلا أن قلبه يقوده لعادة لا يعرف سر انجذابه لها حتى الآن، هي مشاهدة الضفادع وهي تسبح في مياه الترعة.
3- لم يكتف الشاب مجدي يعقوب الذي تخرج في كلية طب القصر العيني بجامعة القاهرة عام 1957، بالأمل والحياة كونه من ضمن الأوائل على دفعته، فيقرر السير على وقع نبضات قلبه لأبعد مكان ليكتشف العلم الحديث وما وصل إليه، حتى لا يترك طفلاً يفلت من بين يديه أو قلباً يوارى التراب وهو في مقتبل عمره، فيحمل مشاهده المؤلمة في حقيبة سفره خلال رحلته المثيرة إلى إنجلترا عام 1962، حيث أجرى أكثر من 500 بحث بمجال جراحة القلب والأوعية الدموية، جعلت شهرته تبلغ مداها ويسمع به القاصي والداني.
4- بعد 8 سنوات من الدراسة والعمل في بريطانيا يدق قلب منقذ القلوب، فيضع كل الحب الذي بداخله في أيادي زوجته الألمانية ماريا، التي كانت مصدر الإلهام والقوة في حياته، فساعدته على التركيز في عمله واكتشاف المزيد في طب القلوب، بعد أن ضحت بمستقبلها العلمي للتفرغ لتربية أبنائهما الثلاثة، آندرو الطيار، وليزا، التي سارت على الدرب في مجال الخدمة الاجتماعية، وتعمل حالياً منسقة بمؤسسة سلاسل الأمل اللندنية، وصوفي التي اختارت دراسة طب المناطق الحارة لتساعد الفقراء في القارة الإفريقية.
5- أحد أيام عام 1980، وداخل غرفة عمليات كبرى جهزت لزراعة قلب لمريض يدعى دريك موريس، تظهر عبقرية الطبيب المصري لتصبح الجراحة التي كانت نادرة وقتها من أكثر العمليات التي يعيش بعدها المريض أطول فترة، وبالفعل عاش موريس بقلبه الجديد حتى وافته المنية عام 2005، بعدها تكررت عمليات مجدي يعقوب، ليسجل رقماً قياسياً بإجراء 100 عملية زراعة قلب في عام واحد، لينبض قلب طبيب القلوب فرحاً.
6- قبل أيام.. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، يقلّد البروفيسور مجدي يعقوب وشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني، تتويجاً لجهوده في العمل الخيري والإنساني وإنجازاته الطبية والعلمية التي منحت على مدى أكثر من 50 عاماً الأمل والحياة للملايين من المرضى حول العالم، لينبض قلبه فرحاً بجمع مبادرة «صنّاع الأمل»، أكثر من 88 مليون درهم لدعم مشروع بناء مستشفى البروفيسور مجدي يعقوب لعلاج أمراض القلب الخيري في مصر.
