سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد مسؤولون في حكومة دبي، وفعاليات وطنية، أن وثيقة الخمسين التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تتسم بالشمولية والعمق وتحدد معالم الطريق لتكون دبي المدينة الأفضل عالمياً.
وأشار المسؤولون، إلى أنها وثيقة استشراف المستقبل الذي يريده سموه لشعبه وجميع أفراد المجتمع، وهي منهجية عمل واستراتيجية طموحة محددة الملامح والمسارات، والتي تصل دبي إلى حيث مبتغاها وإلى المزيد من التقدم والريادة، في جميع المجالات.
وقالوا: «البنود التسعة بالوثيقة بمثابة نبراس لقيادات المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني وجميع العاملين في دوائر الإمارة ومؤسساتها، وكل بند من بنودها يجسد مجموعة من الحلول التي يمكن الاستعانة بها، إما لتعظيم المنجزات الحالية، أو لمواجهة تحديات معينة، وترسيخ مكانة دبي على المؤشرات العالمية».
وذكروا، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حوّل ذكرى توليه الحكم في إمارة دبي، إلى نقطة انطلاق لآفاق أرحب ومناسبة للإعلان عن المزيد من الطموحات والمشروعات والخطط والاستراتيجيات، التي تهدف جميعها إلى تحقيق مزيد من النجاحات على مستوى دولة الإمارات بصفة عامة ودبي بصفة خاصة.
بنود استراتيجية
وقال معالي حميد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي: «وثيقة الخمسين، استلهمت من فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتضم أسس ومبادئ استراتيجية التطوير، وتغطي كافة الجوانب التي يحتاج إليها المسؤولون والمجتمع على حد سواء».
وأكد القطامي، أن حكومة دبي لا تدخر وسعاً في تطوير القطاع الصحي، وأن الهيئة تسعى دائماً إلى تحقيق الاستثمار الأفضل في مواردها وفي إمكانيات دبي الهائلة لتعزيز قدراتها التنافسية على الساحة الصحية الدولية.
ولفت إلى أن البند الخامس من وثيقة الخمسين، سيكون مؤشر أداء الهيئة والقياس الحقيقي لكفاءة التشغيل وخاصة على مستوى المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية والمتخصصة والعيادات الطبية المنتشرة في ربوع دبي.
وفيما يخص المضمون الذي أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في البند الخامس، وتوجيه سموه بتوفير الاستشارات الطبية على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع من خلال أفضل العقول الطبية، أكد القطامي، أن الهيئة قطعت شوطاً مهماً على طريق تطوير بيئة العمل في جميع منشآتها الطبية، وجعلها بيئة حاضنة للإبداع ومحفزة على الابتكار، إلى جانب جعلها بيئة جاذبة لأفضل الخبرات والكفاءات الطبية التي تعمل الهيئة على استقطابها لتوفير خدمات طبية عالية الجودة، وتوفير خيارات متنوعة وباقات متعددة للرعاية الصحية المتكاملة لأفراد المجتمع.وأشار القطامي، إلى أن تركيز هيئة الصحة بدبي على خدمة المجتمع وأفراده، وإحاطة المريض بكل سبل العناية والراحة، هو الذي قاد الهيئة للحصول على الاعتمادات الدولية لجميع مستشفياتها.
خريطة طريق
من جانبه، قال عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يواصل الليل بالنهار، ويعمل من أجل راحة وسعادة ومستقبل أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها».
ووصف الفلاسي، وثيقة الخمسين التي أعلنها سموه بعد المبادئ الثمانية، أنها «تضع الأسس لحياة مستدامة تعزز الأمن والأمان والسلم والسلام والحياة الهانئة الرغيدة لمواطني دبي والمقيمين فيها».
وأشار إلى أن وثيقة الخمسين بما تضمنته من مبادئ هي بمثابة خريطة طريق لأهالي دبي يسيرون وفق نهج القيادة الرشيدة التي تحرص على توفير كل سبل الراحة لمواطنيها، وتبذل قصار جهدها ليعيش الجميع في محبة وانسجام وتسامح.
وأوضح أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تسابق الزمن وتذهب أبعد مما يتصوره البشر، وما يفكرون فيه، فهذه الوثيقة بما تحمله من برامج للتعليم والعمل والحياة الصحية، تجعل كل إنسان يتطلع للعيش في دبي والاستفادة من تجربتها وإبراز مواهبته فيها .التزام للمسؤولين
بدوره، قال خليفة الدراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف: «وثيقة الخمسين تمثل عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووعده لشعبه كما وصفها سموه لتحسين الحياة بكل جوانبها في دبي». وأشار إلى أهمية إطلاق الوثيقة في مستهل عام التسامح، وفي ذكرى تولي سموه المسؤولية، مما يؤكد أن أولويات قيادة دولة الإمارات، هي إسعاد شعبها وتبني كل العوامل المؤدية إلى إيجاد المدينة الفاضلة متكاملة الأركان يحكمها القانون ويسود الوئام والتواد والتسامح بين سكانها .
وقال الدراي: «الوثيقة أطلقت العنان لكل مجتهد في أن يساهم في رفعة وتقدم دبي، فالبنود التسعة التي ضمتها تقول للجميع، مواطنين ومقيمين: ساهموا في تقدم بلدكم وفي رفعته، وتحدد لهم دبي كمحطة بين الشرق والغرب وترسم خريطة اقتصادية حرة قائمة على التنافسية الكاملة والتجارة الحرة ومن وراء ذلك نظام تعليمي وصحي متكامل ومرن وقوي يضمن للجميع الحق في التعليم والعلاج والاكتفاء الذاتي وتحقيق النمو والأمن الغذائي» .
العمل الإنساني
من جهته، تناول عابدين العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير بدبي، المحور التاسع المتعلق بتحقيق نمو سنوي في الأعمال الإنسانية، مشيراً إلى أن القطاع الخيري هو القطاع الثالث في التنمية بعد القطاع الحكومي والخاص ولابد من تطوير هذا القطاع، حيث يقوم هذا القطاع بدور مهم في توفير احتياجات الفئات المحتاجة ومحدودة الدخل.
وقال العوضي: «توجد علاقة قوية بين العمل الخيري وتنمية المجتمع ونجاحه، حيث تبين معظم الوقائع التاريخية إلى أن التنمية ناتجة عن مجهودات الإنسان حيث أنه العنصر الأساسي للتنمية، لذلك فإن الهدف الأهم للتنمية هو الارتقاء بحياة الإنسان في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها».
وقال سعيد المزروعي، نائب مدير عام جمعية بيت الخير بدبي: إن «ما اشتملت عليه وثيقة الخمسين من مبادئ، يشكل مرجعاً للعمل السياسي والاقتصادي والإداري والقيادي ليس فقط للإمارة دبي، وإنما هي وثيقة عالمية ومهمة للمستقبل، ستحظى بمكانة نوعية في المصادر التاريخية».
وأشار، إلى أن النمو الاقتصادي مربوط بالنمو الخيري، والاثنان يحركان عجلة التنمية والازدهار بدبي، منوها إلى أن القطاع الخيري بدبي، يستهدف أن تكون مدفوعاته في زيادة سنوية، وهذا ما قامت به جمعية بيت الخير، حيث زادت مدفوعاتها في العام المنصرم بنسبة 34 % مقارنة بالعام».
بدوره، قال الدكتور سيف درويش رئيس قسم الاتصال والعلاقات العامة بمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف: «وثيقة الخمسين، تشكل منعطفا تاريخياً في حياة أهل دبي وسكانها وكل من يعيش فيها».