حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
استهدفت قوات الجيش الوطني الليبي، أمس، أهدافاً عسكرية للقوات التركية داخل قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس، مشيرة إلى أنها قصفت بالمدفعية استراحة ومبيت الضباط الأتراك والمرتزقة السوريين التابعين لحكومة الوفاق التي يترأسها فايز السراج في العاصمة الليبية، وتدمير مخزن أسلحة وذخائر يتبع ميليشيات «غنيوة الككلي».
من جهته، أكد المكتب الإعلامي للمتحدث العسكري الليبي، أن الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق والمدعومة من وحدات الجيش الليبي والعناصر المتطرفة قامت بتصفية عدد من ضباط الجيش الليبي الذين سقطوا في أيديهم أسرى، ومن بينهم جرحى ومصابون، وذلك في مخالفة للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف الأربع، وعدم احترام المساعي الدولية لتمديد الهدنة، موضحاً أن ميليشيات السراج والأتراك هم مجموعة من المتطرفين التي لا تنتمي لقواعد الأخلاق والقيم الإنسانية للبشرية.
بدوره، أكد القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، أن أي بلد يخطط لاحتلال ليبيا تحت أي ذريعة، هو عدو سنقاتله بكل طاقاتنا. وأوضح حفتر في كلمة له خلال استقباله وفداً من أعيان ومشايخ وممثلي المكونات الاجتماعية وشباب قبيلة الجوازي أن تركيا لا تريد استقرار ليبيا، متهماً أنقرة بإرسال الأسلحة والإرهابيين، وأنه من واجبهم الدفاع عن الأمة، معبراً عن شكره لأبناء القبائل ولجهودهم المبذولة والمستمرة في مؤازرة الجيش الوطني الليبي والقيادة العامة في محاربة الغزو التركي الغاشم للبلاد.
من جانبه، حذر المبعوث الدولي إلى ليبيا، غسان سلامة، في مؤتمر صحفي، من تداعيات «انهيار الهدنة في ليبيا خلال الـ 24 ساعة الماضية». وأعرب سلامة عن خشيته من تحول الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية مع تدخل أطراف خارجية.
وقال إن «مناطق كثيرة في العاصمة الليبية طرابلس تعرضت للقصف»، مشيراً إلى أن «مطار طرابلس تعرض للقصف فجراً، وفقدت أسرة 5 من أفرادها».
وتابع في ختام جولة مفاوضات بين فرقاء ليبيا: «خضنا 3 أيام من المفاوضات على المسار السياسي بين الأطراف الليبية في جنيف، ووضعنا جدول أعمال للمسار السياسي».
وأضاف: «لا يمكن لمسارات التفاوض الاستمرار تحت القصف، ولا بد من احترام الهدنة الموقعة في 12 يناير الماضي، مع تواصل المفاوضات على المسارات الثلاثة: الاقتصادي والسياسي والعسكري».
وأعلن أنه «سيتم توجيه الدعوة خلال أيام لعقد جلسة ثانية من المفاوضات في جنيف بين الفرقاء، مع محاولة إقناع من لم يحضروا الجولة الأولى بالمشاركة».
وشدد سلامة على أن «المسارات الثلاثة للتفاوض متزامنة ولكنها غير مترابطة، وأن التعثر أو التقدم في أي مسار لن يؤثر على المسارين الآخرين». إلى ذلك، واصلت مباحثات المسار السياسي الليبي في يومها الثالث بجنيف، ولم تفصح بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قوائم المشاركين والقضايا المدرجة في جدول الاجتماعات، حيث لم يحدد موعد نهايتها.
بدورها، عبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن بالغ استيائها وإدانتها الشديدة للقصف العشوائي المكثف الذي طال عدة مناطق في طرابلس ، وأدانت ما وصفته بـ«الاعتداء الصارخ» الذي أودى بحياة خمسة أفراد من أسرة واحدة يوم الخميس الماضي في منطقة الرواجح جنوب العاصمة طرابلس، والذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
وأكدت في بيان أن انطلاق المسارات الثلاثة المنبثقة من قرار مجلس الأمن رقم 2510 لن يمسها لا القصف، ولا التصريحات المضللة والتحريضية.
ودعت جميع الدول التي شاركت في مؤتمر برلين حول ليبيا إلى الالتزام بتعهداتها، ومحاسبة معرقلي الجهود الرامية إلى إنهاء الاقتتال في ليبيا، مجددة تذكير كافة الأطراف بالتزاماتها وضرورة الكف عن استهداف المدنيين محذرة من تحول القتال في ليبيا إلى حرب إقليمية.