أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
أوصى أكاديميون في منتدى محمد بن زايد العالمي للروبوت بضرورة وضع ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتدريسه في المراحل الدراسية المختلفة بما يخدم المجتمعات، مشيرين إلى ثلاثة تحديات تواجه تطوير تطبيقاته تتلخص في عدم وجود حدود في علوم الهندسة والبرمجيات، وضرورة تدريس مناهج البرمجة في المراحل الدراسية الأساسية لإعداد أجيال قادرة على استخدام هذه التقنيات الجديدة، وعدم مواكبة قدرات المجتمعات للتطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكدوا خلال مناقشات المنتدى التي سلطت الضوء على 10 عروض لاستخدام الروبوت شاركت في تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت 2020، أن حضور المنتدى يرفع من مستوى الخبرات لدى الطلاب والباحثين المشاركين في المسابقة بنسختها الثانية لما تخلقه من فرص لتبادل الخبرات ومناقشة الابتكارات التي عملوا عليها خلال السنوات الماضية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبرمجة وتنافسوا بها خلال التحدي مع الفرق الأخرى.
والتقت «الاتحاد» أساتذة جامعات وباحثين وطلاباً شاركوا في تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت والمنتدى المصاحب له الذي اختتم فعالياته أمس في مركز أبوظبي للمعارض «أدنيك» بمشاركة أكثر من 400 خبير دولي في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي، حيث أفادوا بأن أعداداً كبيرة من الطلاب جاؤوا من أبرز الجامعات وأجروا مناقشات حول التطورات الجارية في مجال الروبوت، مؤكدين أهمية تطوير المناهج المخصصة للطلاب في المراحل الدراسية الأساسية وما قبل الجامعات لضمان إعداد أجيال قادرة على الابتكار.
ضوابط
وقال دكتور جورج مانويل دياز أستاذ الهندسة الكهربائية والحاسوب بجامعة خليفة: «ناقشنا ضرورة بدء تعليم أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الروبوتات والتعامل معها بما يخدم المجتمعات، حيث إن هذا المجال لا حدود له وبالتالي لابد من وضع آليات لتوجيه هذه الابتكارات بالشكل الصحيح».
وأضاف أن المستقبل يحمل المزيد من التطور في هذا المجال المهم، إلا أن هناك بعض الدول لا تضع ضوابط ما يؤدي إلى احتمالية إساءة استخدام الروبوت والذكاء الاصطناعي في أغراض غير نافعة لمجتمعاتها، وعليه يجب البدء في اتخاذ خطوات لوضع ميثاق أخلاقي لهذا التخصص الذي أصبح يدخل في تفاصيل الحياة اليومية، مشيراً إلى أن المناقشات في المنتدى شملت ضرورة أن يكون هناك ميثاق أخلاقي موحد في المجتمع العلمي بين الباحثين لضبط تطوير واستخدام هذه الروبوتات.
إلى ذلك، قال دكتور الاكمل سنيفيراتني الأستاذ بجامعة خليفة: «إن المنتدى فرصة لإزالة الحواجز بين الباحثين الذين يعملون على تطوير الروبوتات وتعد خطوة جديدة لنهضة الذكاء الاصطناعي، خاصة في حياتنا اليومية، حيث إن تحويل هذه التطبيقات إلى منتجات من خلال الروبوت لخدمة المجتمع أمر جدير بالاهتمام، ويلمس قطاعات مثل الأمن والتفتيش والمستشفيات، والآن بعد انتهاء التحدي يناقش الباحثون ابتكاراتهم بغية تبادل المعرفة والخبرات».
تبادل خبرات
وقالت يسرا الكندي طالبة درجة الدكتوراه هندسة طيران جامعة خليفة وعضوة فريق النخبة الإماراتي: «المنتدى فتح لنا الباب لمناقشة التحديات التي واجهت الفرق المشاركة »، لافتة إلى أنه بين فريق النخبة شارك تسعة طلاب من جامعة خليفة، وأضافت أن «المنتدى أسهم في توفير قنوات التعاون مع جامعات أخرى، حيث كانت هناك فرصة لتبادل الخبرات مع الفريق الصيني الفائز بإحدى التحديات»، مشيرة إلى أن المشاركة مفيدة جداً.
إلى ذلك قال باحث الماجستير تاو سون من معهد بكين للتكنولوجيا: «إن التواجد في التحدي والمنتدى أسهما إلى حد كبير في تبادل المعرفة العلمية والخبرات مع مختلف الفرق المشاركة وإنها فرصة مهمة لاكتساب مهارات جديدة من خلال البحث والمناقشة للتحديات التقنية التي تواجه تطوير الروبوت».
ومن جانبه، قال فرناندو كاباليرو باحث ماجستير في جامعة بابلو دي أولافيدي الإسبانية: «إن التحدي والمنتدى كانا فرصة رائعة للتنافس في عرض ابتكاراتنا، وتلت ذلك الجلسات التي أضافت إلينا بعداً جديداً للتعرف على عروض ابتكارية لم نشاهدها من قبل».
حلول مبتكرة
أكدت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، المنظمة لـ«تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت 2020»، أن النسخة الثانية من التحدي الذي يقام كل عامين، حققت إنجازات مهمة تتعلق بإيجاد حلول مبتكرة للمدن الذكية في المستقبل، والتي تشمل الأمن والدفاع والبناء والبنية التحتية، إضافة لإطفاء الحرائق والاستجابة في حالات الطوارئ.