لكبيرة التونسي (أبوظبي)
على وقع الطبول وصوت الناي والكوتو وضيافة الشاي الياباني، اختُتمت أمس فعاليات «اليوم الياباني» بجامعة زايد بأبوظبي، تحت عنوان «أيام في اليابان»، والتي شهدت حضوراً لافتاً للطلاب ولعشاق الثقافة والعادات والتقاليد اليابانية، وفتح الحدث المجال لعشاق هذا البلد العريق لاستعراض مجموعة من المهارات في الموسيقى ومختلف الفنون، من تنظيم «النادي الياباني»، وبحضور أكيهيكو ناكاجيما، السفير الياباني لدى الدولة، والدكتور عبدالمحسن أنسي نائب مدير جامعة زايد، وعدد من الشخصيات العامة، وذلك احتفاءً بـ«عام التسامح» بدولة الإمارات، والذي يدعو للتعايش وقبول الآخر والسلام والمحبة بين الشعوب.
فن «الأوريغامي»
وتضمنت الفعاليات الثقافية والفنية، فنون الحياة اليابانية في الضيافة والأزياء التقليدية وفن تنسيق الزهور «إيكيبانا» وفن تصاميم طي الورق «الأوريغامي» وفن الخط الياباني بالتوازي مع فن الخط العربي، والرسم والتشكيل وتصميم الكتب.
وصرحت الدكتورة خديجة العامري مستشارة النادي الياباني، بأن النادي يعمل من خلال هذه الفعاليات على تشجيع طلبة جامعة زايد على استكشاف الثقافة اليابانية، وما تتفرد به من غنى وعمق ووجوه متعددة تضرب بجذور عميقة في التاريخ عبر آلاف السنين، وهو ما يعزز خبرات هؤلاء الطلبة في التواصل الثقافي مع أقرانهم في اليابان.
جسر تواصل
من جهته، قال محمد علي باديب رئيس النادي الياباني بجامعة زايد أبوظبي، إن الفعالية اشتملت على عروض متنوعة للتعريف بجانب من الثقافة والعادات والتقاليد اليابانية، منها عزف على «آلة الكوتو» وهي آلة يابانية تشبه «آلة القانون»، حيث قدمت عازفتان مقطوعتين استحوذتا على إعجاب الحضور من فن «الكوتو» التقليدي الياباني، الأولى بعنوان «تاكّا» التي تعني «النسر»، والأخرى بعنوان «ماتريكا» التي تعني «مهرجان الزهور».
وأوضح باديب، أن النادي يسعى إلى تعميق الروابط بين الثقافة الإماراتية واليابانية لمد جسور التواصل بين الثقافتين، لاسيما أن النادي يبحث سبل تنظيم رحلات تعليمية وتثقيفية ومعرفية لليابان.
أما حمد الحوسني نائب رئيس النادي الياباني بجامعة زايد، فأكد أنه من عشاق هذه اللغة والثقافة، لافتاً إلى أن الحدث جاء لتعزيز العلاقات والانفتاح على ثقافة الآخر لاسيما أنه يتزامن مع «عام التسامح»، الذي يحتفي بالتعددية الثقافية التي تعتبر مصدر قوة المجتمع الإماراتي.
فرقة «خرشة»
كما شهد الحفل عروضاً موسيقية للفرقة الموسيقية الإماراتية اليابانية «خرشة»، والتي قدمت أربع معزوفات موسيقية، الأولى عزف منفرد على الناي يصاحبها نقر خفيف على الطبل، بينما الثانية كانت معزوفة حربية، أما الثالثة فكانت على الفلوت، وتمثلت آخر معزوفة في الضرب على الطبول على الطريقة اليابانية.
طقوس تقديم شاي «ماتشا»
تم عرض حي لخبيرات متخصصات حول تقاليد تقديم الشاي الياباني، الذي يسمى «ماتشا»، وهو مسحوق أخضر يقدَّم ممزوجاً بالماء الساخن، ومصحوباً بقطع خاصة منفصلة من السكر، ويعد عنصراً أساسياً وفاعلاً في حياة اليابانيين، حيث ترك في ثقافتهم أثراً واسعاً وعميقاً، كما لم يفعل في أي بلد آخر.
وأول من قدم «الماتشا» هم رهبان إحدى الطوائف البوذية، الذين استخدموه بعد عودتهم من الدراسة في الصين كمنبه لطيف لتنقية العقل أثناء التأمل، كما تم تقييمه كدواء، بالإضافة إلى استخدامه الرمزي في المراسم، وبعد ذلك انتشر «ماتشا» بين الطبقات الحاكمة وطبقات النبلاء التي تعددت لديها وظائف الشاي، ومع هذا التباين في استخدامه تطورت فكرة اجتماعات الشاي، بغرف مصممة خصيصاً لهذه الطقوس، ومن ثم كان ظهور المفهوم الجمالي البسيط القائم على تقدير الجمال البسيط والرقيق الذي يمكن اكتشافه في أشياء تبدو متواضعة، ويشار إلى أن تجمع الناس حول طقوس الشاي اليابانية يمثل وقتاً ممتعاً، وكوب الشاي يُقَرِّب الغرباءَ بعضهم إلى بعض. وقد أضفى مؤسسو هذا الفن قبساً من الروحانية، لتحقيق الهدوء، وبلوغ حالة من السلام الروحي، كما أن الدارسين لفن الشاي الياباني يولون الاهتمام لكل العناصر المحيطة بتقديمه، المكان، والأدوات المستخدمة، وآداب التعامل، والأغذية، وحتى المياه المستخدمة.