4 فبراير 2011 20:25
اشتهر ستيفن إيلوب بين زملائه بلقب “الجنرال” نظراً لصرامته والتزامه خلال السنوات التي أمضاها في تطوير صناعة البرمجيات في الولايات المتحدة.
وبعد أربعة أشهر من توليه إدارة نوكيا يبدو أنه يستحق بالفعل هذا اللقب إذ ينشغل إيلوب الكندي الجنسية والبالغ من العمر 47 عاماً في إعداد خطة للحفاظ على مكانة مجموعة نوكيا الفنلندية بصفتها الشركة المهيمنة في مجال تصنيع الهواتف المحمولة.
ويتوقع أن تحدد الأسابيع القليلة المقبلة احتمالات نجاح إيلوب كما ينتظر أن تعلن نوكيا قريباً عن نتائج ربع سنتها المالية الرابع التي ستكشف عما إن كانت سلسلة هواتفها الذكية الأخيرة المتوافقة مع شبكة الانترنت قد نجحت في إيقاف تضاؤل حصة نوكيا في السوق.
كما يعتزم إيلوب الشهر الجاري أن يكشف عن مزيد من تفاصيل خطته السنوية قبل أن يحضر معرض الأجهزة المحمولة العالمي في برشلونة.
من المفترض أن تكشف تلك الفعاليات عن توجهات الشركة الراهنة والتي يعتبرها بعض المحللين مرحلة فاصلة لإحدى كبرى شركات التصنيع في أوروبا.
تفوق مبيعات هواتف نوكيا مبيعات أقرب منافس لها بنسبة الثلثين تقريباً وهي شركة سامسونج الكترونيك، غير أن حصتها في السوق تناقصت من 36,7 في المئة في الربع الثالث من عام 2009 إلى 28,2 في المئة في الفترة ذاتها في العام الماضي، بحسب مؤسسة جارتنر البحثية.
ويأتي أكبر ضرر لنوكيا من خسارة حصتها النسبية لصالح آي فون من آبل وأجهزة تستخدم نظام اندرويد من جوجل في قطاع الهواتف الذكية المتنامي والمنطوي على هامش ربح عال.
ويقول منتقدون إن برمجيات اندرويد من جوجل وبرمجيات اي او اس IOS من آبل تكفل استخداماً ملائماً للمستخدم على نحو يفوق منصة سيمبيان من نوكيا، المعيبة على حد وصفهم، الأمر الذي يقلص من مزايا مجموعة نوكيا الفنلندية في عصر يختار فيه المستهلكون على نحو متزايد هواتف مرتكزة على تطبيقات شبكة الإنترنت مثل البريد الإلكتروني والخرائط والفيديو.
يذكر أن هواتف سيمبيان التي تكاد تكون نوكيا هي الوحيدة التي تصنعها تراجعت من 44,6 في المئة في سوق الهواتف الذكية إلى 36,6 في المئة العام الماضي بينما زادت اندرويد حصتها من 3,5 في المئة فقط إلى أكثر من 25 في المئة.
ويقول محللون إن اندرويد (الذي يستخدمه مصنعون مثل اتش تي سي التايوانية وسامسونج الكورية الجنوبية) في سبيله إلى تجاوز سيمبيان هذا العام.
وهناك توقعات متزايدة أنه لكي تتغلب نوكيا على هذا التراجع فإنها قد تتخلى عن تطوير برمجياتها وتتبع التوجه السائد وتستخدم اندرويد. وهناك شائعة تقول إن إيلوب الذي سبق له العمل في مايكروسوفت ربما يلجأ إلى إبرام عقد مع شركته السابقة لاستخدام أحد نظم تشغيل ويندوز.
ويعتبر كلا التوجهين تحولاً جذرياً بعد سنوات من الاستثمار في برمجيات نوكيا الداخلية التي تشمل خدمات او في اي OVI الرامية إلى منافسة مخزن تطبيقات آي فون.
وقالت كارولينا ميلانيسي المحللة في مؤسسة جارتنر: “إن توجهت نوكيا إلى استخدام اندرويد فستكون كمن أهدر كل هذا الجهد لتربط نفسها في نهاية المطاف بجوجل. ولا أعتقد أن لديها أي خيار سوى الاستمرار في تطوير برمجياتها والسعي تدريجياً إلى اكتساب بعض القوة”.
يحذر محللون من أنه ما لم تستعمل نوكيا نظام تشغيل خاص بها فإنها ستتحول إلى شركة تصنيع أجهزة متدنية الهامش أشبه ما تكون بشركة ديل في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
ويشير هؤلاء المحللون إلى أنه رغم تناقص نسبة حصة نوكيا الكلية فإنها لا تزال مرتفعة نسبياً عند 31 في المئة بالمقارنة مع نسبة هامش ديل البالغة 18 في المئة. يعود فضل تعيين إيلوب إلى خبرته العميقة بمجال البرمجيات حيث حل في سبتمبر الماضي محل اولي بيكا كالسفو أحد موظفي نوكيا المخضرمين.
ولم يكن قد مضى على تعيين إيلوب فترة كافية للتأثير على إن 8 (N8) أحدث جهاز أطلقته نوكيا يعمل بنظام سيمبيان في شهر أكتوبر الماضي. والأهم من ذلك سيكون إطلاق نوكيا المقرر هذا العام لأول جهاز يستعمل نظام تشغيل يسمى ميجو MeeGo والذي اشتركت نوكيا مع انتل في تطويره والرامي إلى استعادة نوكيا قوتها. وسيطلب المستثمرون بجانب تقرير تقدم أداء ميجو أن يتعرفوا على خطط إيلوب لحماية وضع نوكيا المهيمن في الهند وغيرها من الأسواق الصاعدة الأخرى عقب خسائر حصتها.
وهناك مشكلة أخرى لنوكيا في أميركا الشمالية التي طالما اعتبرت منطقة ضعيفة لنوكيا تكاد لا تشهد هواتفها الذكية.
ولا يعتقد مارتن جارنر المحلل في سي سي اس انسايت أن تتقلص مكانة نوكيا التي طوَّرت نفسها وتحولت من شركة عادية إلى أنجح اسم في مجال تكنولوجيا المستهلك في أوروبا. غير أنه يقول إن على نوكيا أن تعيد اكتشاف طرائق تقديم منتجات ذات قدرة على المنافسة والنجاح إن أرادت أن تستعيد ثقة المستثمرين الذين تضرروا بتراجع سعر سهمها بنسبة الثلثين في السنوات الثلاث الماضية.
ويضيف: “لو لم يحدث ذلك في فترة اثني عشر شهراً ستواجه نوكيا بعضاً من أصعب قراراتها”.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
ترجمة: عماد الدين زكي