السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شريف عرفة يكتب: فيروس الطلاق!

شريف عرفة يكتب: فيروس الطلاق!
28 فبراير 2020 00:05

«أنا غير سعيد في زواجي!».. هل سمعت عبارة مشابهة في محيطك الاجتماعي؟
خمسة من أصدقائي المقربين انفصلوا عن زوجاتهم بالفعل ومنهم من يفكر في الزواج الثاني.. وغيرهم يحدثونني عن ذلك الحل الشعبي الذي يتضمن الإبقاء على الزواج لمصلحة الأولاد -فقط- مع انفصال عاطفي كامل.. فما سبب شيوع انتهاء العلاقات بهذا الشكل؟
في الإمارات، يقول الموقع الرسمي للحكومة إن معدلات الطلاق في الإمارات «من بين أعلى المعدلات في المنطقة..» مرجعاً الأسباب إلى «ضعف التواصل، وفقدان الوظيفة أو المرور بضائقة مالية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والاختلافات الدينية والثقافية، تكوين صورة مختلفة عن مفهوم الزواج، وتغير الأجيال ورسم توقعات غير واقعية…» وهي أسباب مثيرة للاهتمام حقاً كما ترى.. فالتطور الاجتماعي والفكري الذي تشهده البشرية في العصر الحديث، غيّر من الأدوار الاجتماعية التقليدية للزوج والزوجة في إطار منظومة الزواج، حيث أصبح هناك إعادة لتوزيع المهام والأدوار ما يتطلب التفاوض حول أمور عديدة لم تكن محل نقاش قبل مائة عام مضت.. كما أصبحت الصورة المثالية للزواج مختلفة من شخص لآخر حسب خلفياته الفكرية.. فمثلا، ما هي حدود تحكم الرجل في قرارات زوجته وإلى أي مدى يسري هذا التحكم في الاتجاه المعاكس؟ هل رعاية الأبناء مسؤولية المرأة فقط؟ وما هي حدود دور الرجل في الأعمال المنزلية؟ والأهم من هذا كله، هل يمتلك الزوجان الأدوات النفسية اللازمة لحل الخلافات حين تحدث؟
وهذه وحدها مشكلة أخرى.. ففي عصر السوشيال ميديا، أصبحت العلاقات البشرية «تيك أواي».. أي سطحية عابرة.. حيث أصبح كل واحد حبيس فقاعة افتراضية يملؤها بمن يشبهه ويتفق معه بشكل ظاهري، فاقداً مهارات الذكاء الاجتماعي الضرورية لحل المشكلات والوصول لاتفاقات أو حتى التجاوز عن الصغائر في سبيل الحفاظ على علاقة مهمة، مكتفيا بزر «بلوك»..
في العالم الافتراضي نصنع الأصدقاء بسهولة، و نتخلص منهم بسهولة أكبر.. وقد تجردنا من الاستعداد للتضحية في سبيل شخص آخر.. وهو أمر محوري في علاقة معقدة كالزواج..
فحسب العديد من الدراسات -أبحاث جون جوتمان مثلا- نجد الشيء المشترك في كل العلاقات الزوجية الناجحة، هو رغبة الزوجين في تحمل الصعاب (كالصفح والتجاوز عن الصغائر وتحمل الصعوبات..) في سبيل الحفاظ على شيء واحد ضروري وثمين وجوهري لكل منهما.. هو العلاقة ذاتها.
كي نعرف سبب انتشار الطلاق، علينا أن نسأل أنفسنا.. ما أهم شيء بالنسبة لي في الزواج؟
هل هو تحقيق رغباتي الأنانية فقط كما تعلمني ثقافة الاستهلاك؟ أم أن في العلاقة ذاتها ما يستدعي التفاني والتضحية للحفاظ عليها وصيانتها؟
هذا هو السؤال!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©