الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سينمائيون: الطريق ممهد لانطلاق الفيلم المحلي

سينمائيون: الطريق ممهد لانطلاق الفيلم المحلي
28 فبراير 2020 00:05

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

شهدت السينما الإماراتية في عام 2019 تطوراً كبيراً لناحية إنتاجات أفلام جماهيرية، حيث تم تنفيذ وعرض أكثر من 12 فيلماً في صالات السينما المحلية والخليجية، والتي شارك في إنتاجها وإخراجها نخبة من صناع السينما، حقق أغلبها نجاحاً، ليشهد 2020 انطلاقة العصر الذهبي للسينما الإماراتية كما صرح سينمائيون مواطنون، معتبرين أن الطفرة في إنتاج الأفلام التجارية في الإمارات، والنجاح الذي حققته بعضها، كان دافعاً لتقديم المزيد، إذ راهن عدد من المخرجين والمنتجين على أن يكون هذا العام عام انتعاش الحركة السينمائية المحلية بأعمال متعددة الأفكار ومختلفة القصص، يصل عددها إلى أكثر من 20 فيلماً من المنتظر أن تنتج خلاله.

طفرة وتحديات
حول الطفرة التي تشهدها السينما المحلية والتحديات التي تواجه صناعها، التقت «الاتحاد» مجموعة مخرجين ومنتجين وممثلين تحدثوا عن النقلة التي حققتها السينما، وتكاتف المنتجين من خلال تنفيذ أفلام تجارية تكون منافسة للأفلام العربية والعالمية الأخرى. إلى ذلك، قال فيصل بن أحمد، المدير التنفيذي لـ«إكس موفيز»، إن الشركة بصدد إطلاق 10 أفلام محلية في العام الجاري، ومنها «فيتك»، و«العم ناجي 2»، و«ضحي في الدوام»، و«المهمة» و«السباق السري»، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال إنتاجاتها السابقة مثل «ضحي في أبوظبي»، و«ضحي في تايلاند»،
مشيراً إلى أن «إكس موفيز» تهدف إلى تقديم أفلام محلية ترتقي بذائقة المشاهد، وتقدم الكوميديا الهادفة والأكشن المختلف، كما تسعى إلى زيادة الإنتاج السينمائي المحلي. ولفت إلى أنه كان يطمح قبل بضع سنوات لمشاهدة 4 أفلام محلية في دور العرض كحد أقصى، لكن حالياً يمكن مشاهدة أكثر من 10 أفلام في الموسم الواحد، وهذا مؤشر على التطور الذي وصلت إليه سينما الإمارات، وقدرتها على تحقيق المعادلة الصعبة، في جذب الجمهور واكتساب ثقته لحضور الفيلم المحلي في صالات العرض، ودخول المنافسة على شباك التذاكر.

خلال تصوير أحد مشاهد فيلم «شبح» (الصور من المصدر)

منافس قوي
من ناحيته، أكد المخرج والمنتج والكاتب عامر سالمين المري، أن السينما المحلية أصبحت منافساً قوياً في دور العرض التجاري، بل إنه تصدر مراكز متقدمة في شباك التذاكر، وحصل على ردود أفعال إيجابية من الجمهور، وإشادات من صناع السينما. وقال: «الأهم من زيادة الإنتاج، وهو تنفيذ أفلام بمقاييس فنية سينمائية عالية المستوى، والاهتمام بعناصر الفيلم التجاري كلها، كالسيناريو والإخراج والصورة البصرية والتمثيل لتقديم أفلام تجارية بلغة سينمائية تليق بالجمهور المحلي والعربي الذي أصبح مثقفاً سينمائياً، ما يتطلب تكاتف جميع الجهات المعنية بصناعة السينما، سواء الجهات الفنية أو الموزعون ومسؤولو صالات العرض السينمائية، لدعم الفيلم الإماراتي بشكل أكبر، وإيجاد صيغة مناسبة من جميع الأطراف لخدمته.
وأكد سالمين، الذي تعاون مع المنتجين هاني الشيباني وعلي المرزوقي في تنفيذ أفلام مثل «سوشيال مان» و«خلك شنب2»، إلى جانب إنتاج أفلام أخرى من خلال شركته «سينما فيجن فيلمز» مثل «رحلة إلى المستقبل» و«الملياردير» و«شبح»، أنه يحاول خلق حالة من التنوع في الطرح السينمائي تتناول الكوميدي والرعب والاجتماعي، إلى جانب صنع الأفلام متخصصة بالأطفال مثل «رحلة إلى المستقبل»، واكتشاف مواهب جديدة في عالم «الفن السابع»، وإعطائهم فرصة إظهار طاقاتهم التمثيلية، وتنفيذ أعمال بمستوى فني عالٍ، حتى يكون الفيلم المحلي على قدر المنافسة.

دعم السينما
أما المخرج راكان، الذي يتولى إخراج 4 أفلام لعرضها هذا العام، وهي «أزمة مالية» من تأليف سيف الشامسي، و«السباق السري» قصة وسيناريو أحمد إبراهيم، و«المهمة» قصة ثاني الظاهري وهو أول عمل إماراتي يروي بطولات القوات المسلحة، و«الإمبراطور» لبطله أحمد صالح والذي سيعرض في شهر مارس المقبل، فأوضح أنه «على الرغم من الحراك الذي تشهده السينما المحلية، وتعدد الإنتاجات خلال العامين الماضيين، فإننا لا نزال في حاجة إلى دعم أكبر من الجهات المعنية بالفن وصناعة السينما».
وقال: «الساحة السينمائية تشهد حراكاً مميزاً في صناعة السينما المحلية، ولا ننكر أن صناعها تفانوا في خدمة الفيلم الإماراتي، من خلال تأسيس شركات خاصة، وضخ أموال على نفقتهم الخاصة، إيماناً منهم بأهمية السينما كقوى ناعمة، ومرآة للمجتمع، وكذلك كمصدر دخل، ولكنني أشدد على ضرورة دعم الجهات المعنية بالفن بدعم الأفلام الإماراتية، وتكاتف الموزعين داخل الدولة لإعطائها حقها من العرض في صالات السينما كالأفلام الأجنبية والعربية»، معتبراً أن الفيلم المحلي حقق مؤخراً، تقدماً كبيراً من ناحية القصص المتنوعة، والإخراج المحترف، والتنفيذ الفني، وصولاً إلى المشاركة في مهرجانات عالمية، وهذا دليل على حضوره القوي.
وأوضح أن «عملية إنتاج الأفلام مكلفة جداً، وتحتاج إلى ميزانية ضخمة لتنفيذها على مستوى رفيع من نواحٍ فنية وتقنية وإخراجية، لذلك فإن شركات الإنتاج التي تعمل بجهود فردية، لن تستطع مواصلة الإنتاجات من دون وجود الدعم من الجهات كافة».

ناصر التميمي أثناء تصوير فيلم «نحس إكس لارج»

حالة انتعاش
وقال المخرج والمنتج هاني الشيباني إن ما يميز السينما المحلية في الفترة الأخيرة، موضوعاتها التي تناقش القضايا في إطار هادف، وتحث على تبني القيم المجتمعية والتفاعل الإنساني من خلال الحبكة الدرامية في الأعمال التي شاركت في مهرجانات دولية كثيرة، وأشاد بها النقاد والجمهور معاً، وأضاف: «السينما المحلية تعيش حالة انتعاش، وفي العام الجاري ومع توجه شركات الإنتاج الإماراتية لتنفيذ عدد كبير من الأعمال تصل إلى نحو 22 فيلماً، ستغزو صالات السينما بأفلام من المتوقع أن تكون منافساً حقيقياً في شباك التذاكر». ورأى أن صناع السينما المواطنين يملكون الكفاءة والقدرة والإبداع على تنفيذ أعمال تصل إلى العالمية، ولكن ينقصهم الدعم الحقيقي.
وأضاف: «لكي تستمر السينما المحلية وتزداد ازدهاراً وتطوراً، فهي في حاجة إلى دعم أكبر من الجهات المعنية بالفن في الدولة، ولا سيما أن هذه الفترة تشهد اهتماماً كبيراً من صناعها، خصوصاً فئة الشباب، وكذلك الجمهور الذي أصبح لديه ثقة كبيرة بالفيلم الإماراتي».

عصر ذهبي
من جهته، أوضح المخرج أحمد زين، الذي سيبدأ في الشهر المقبل تصوير الجزء الثاني من فيلم «العم ناجي في الإمارات»، استعداداً لعرضه في الصيف المقبل، أن «تواجد عدد من الأفلام الإماراتية في صالات العرض في السنوات الماضية ومنافستها بقوة مع أعمال عربية وعالمية عرضت في التوقيت، دفع صناع السينما المحلية إلى الاستمرار في تقديم أعمال جاذبة للجمهور في صالات العرض»، لافتاً إلى السينما المحلية حققت إنجازاً كبيراً في عدد الإنتاجات التي قدمت في الفترة الأخيرة. واعتبر أن 2020 سيكون العصر الذهبي للسينما الإماراتية، مشدداً على ضرورة استغلال هذا التألق السينمائي، وتقديم دعم أكبر لصناع السينما، ما يجعل المخرجين والممثلين والمنتجين يتجهون إلى تنفذ أعمال سينمائية قادرة على المنافسة.

علامة مسجلة
أما المنتج علي المرزوقي، الذي يستعد لتنفيذ الجزء الثاني من فيلم «هجولة»، إلى جانب تعاونه في «غبشة فيلمز» لإنتاج أفلام أخرى هي «سوشيال مان» و«خلك شنب2»، فأكد إيمانه بقدرات صناع الأفلام في صناعة الفرق في الإنتاج السينمائي المحلي وخصوصاً في الأفلام التي تحمل قصصاً قريبة من الواقع المحلي، والتي تجذب قاعدة عريضة من الجماهير. وقال:«الاهتمام الواضح بالسينما من قبل صناع الأفلام التجارية، أسهم في وجود حراك فني على أساسه تم إنتاج أفلام تركت بصماتها في مهرجانات سينمائية مختلفة، وتصدرها قائمة صالات العرض»،
مضيفاً:«في السنوات الخمس الأخيرة، نفذ صناع سينما محليون أفلاماً سينمائية روائية طويلة، وظلت السينما الإماراتية تتحرك إلى الأمام بثقة كبيرة، حتى شهدت في الأعوام الثلاثة السابقة قفزة ملحوظة في إنتاج عدد من الأفلام التي حققت انتشاراً وصدى كبيرين، والتي أنتجت ونفذت بجهود فردية»، لافتاً إلى أن نجاح بعض الأفلام في الفترة الأخيرة دفع صناعها إلى تنفيذ أجزاء أخرى منها، لتكون علامة مسجلة في تاريخ السينما الإماراتية.

مشاريع جديدة
كشف مسؤولو «غبشة فيلمز»، عامر المري وهاني الشيباني وعلي المروزقي، عن تفاصيل المشاريع السينمائية الجديدة، التي سيتم إنتاجها وتصويرها وعرضها في صالات السينما المحلية والخليجية خلال العام الجاري، وهي فيلم «سوشيال مان»، كوميدي درامي، من بطولة سعد عبد الله وعمار آل رحمة وسوسن سعد، وهو من تأليف طلال المحمود وإخراج علي بن مطر.
والفيلم الكوميدي الآخر هو «الملياردير»، كتابة وإخراج عامر سالمين المري، والذي بدأ تصويره في فبراير الجاري. بالإضافة إلى فيلم «رحلة إلى المستقبل»، من نوعية أفلام المغامرات، كتابة عامر المري، وبطولة لبنى الحسن وراسم ذهب ومايد البلوشي، والمقرر أن يبدأ تصويره في أبريل المقبل. والجزء الثاني من فيلم «خلك شنب» الذي يبدأ تصويره الشهر المقبل، وسيتولى إخراجه هاني الشيباني، وهو من تأليف خالد الجابري، ويلعب بطولته سعد عبد الله ومحمد الكندي وعمار آل رحمة.

أفلام 2019
أبرز أفلام العام 2019 ما يلي: «مسك» و«العم ناجي في الإمارات» و«سفر اضطراري» و«خلك شنب» و«علي عليا» و«فلفل أبيض» و«شباب شياب» و«راشد ورجب» و«بتاع كلو» و«11 يوم» و«المقاتل الذي لا يهزم».

أفلام 2020
بينما تستعد أفلام باتت جاهزة للعرض في صالات السينما المحلية، مثل «شبح» لعامر سالمين المري، و«أزمة مالية»، و«الإمبراطور» لراكان و«نحس إكس لارج» لناصر التميمي، و«ثم ومن بعدك» لسعود الشحي، و«بداية عشق» لحسين الأنصاري، يتواجد نحو 14 فيلماً قيد التصوير وتحت التنفيذ، منها «سوشيال مان» و«الملياردير»، و«رحلة إلى المستقبل»، و«العم ناجي 2» و«خلك شنب 2» و«اتصال»، و«هجولة 2»، و«ضحي في الدوام» و«المهمة» و«السباق السري» و«أهرب يا خلفان» و«123 أكشن» و«فيتك».
وفي أولى تجاربه السينمائية الطويلة، يستعد فيصل بن حريز لتأليف وإخراج الفيلم الجديد «شباب ثانوي»، تمهيداً لعرضه في الموسم السينمائي للصيف المقبل، ومن المقرر أن يبدأ المخرج حسين عبد الرحمن خلال الأسابيع المقبلة تصوير فيلمه الجديد «الشنفرة»، ومع بداية شهر أبريل سيبدأ لؤي السعدي تصوير فيلمه «رمسة كريم».

تطور ملحوظ
أكد المخرج والمنتج ناصر التميمي الذي عرض فيلمه «نحس إكس لارج» مؤخراً، أن السينما هنا تشهد تطوراً ملحوظاً، خصوصاً بعد ظهور عدد من المنتجين الشباب، وتأسيس شركات إنتاج محلية تحرص على تواجد الفيلم الإماراتي على الشاشات، مشيراً إلى أن الأعمال السينمائية التي عرضت في السنوات الثلاث الأخيرة حققت رواجاً كبيراً، لدرجة أن بعضها عرض في المسابقات الرسمية لمهرجانات عالمية وعربية، وهذا الأمر يحسب للسينما الإماراتية التي بدأ التنوع الدرامي يدق بابها، من تراجيديا وكوميديا وأكشن وكذلك الرعب، بالإضافة إلى تنفيذها بمستويات عالية من التقنيات والتصوير والأداء التمثيلي العالي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©