سلوم حداد قبضاي حلب!

يلعب النجم سلوم حداد دور (القبضاي) في حارة شعبية حلبية قديمة، إضافة إلى إدارته لمقهى الحارة، وذلك في دراما تلفزيونية جديدة تدور حول كفاح الناس الطيبين ضد الاستعمار الخارجي وقوى التسلط المحلية وعصابات الأشرار معاً· في هذا المسلسل الجديد الذي تعود أحداثه إلى ثلاثينات القرن الماضي، نرى الحياة الاجتماعية والاقتصادية لحي شعبي حلبي، وقرية (كوم الحجر) من خلال تداخل حياة الناس وتشابكها، ومعاناتهم المشتركة في مواجهة الاستعمار الخارجي وظلم الإقطاع وتسلط عصابات اللصوص· وهنا يبرز دور سلوم حداد (أبو بكري) الوجيه وصاحب المقهى الشعبي، وقبضاي الحارة، الذي يتمسك بالقيم الشعبية الأصيلة، ويتصدى لقوى الشر الخارجة على القانون، والتي تحاول فرض سطوتها على الحي، وفرض (الأتاوات) على سكانه، ويساند أهل الحارة (أبو بكري) ويدعمونه، لأنه يمثل انتفاضتهم ضد الظلم، وهم يكنون له المحبة والاحترام· ومن خلال معاناة أهل الحي، ودفاعهم عن وجودهم وقيمهم، يقوم فوزي شقيق (أبو بكري) بقتل ضابط فرنسي من قوات الاستعمار، ويفر إلى قرية (كوم الحجر)، حيث يوفر له (أبو عايد) مكاناً آمناً في الجبل قريباً من القرية، وهذا ما يوثق الصلات بين الحي الشعبي في حلب وقرية (كوم الحجر)، ونكتشف أن القرية أيضاً تعاني من ظلم الآغا الشرير الأنيق (بسام كوسا)، حيث يتحكم بحياة ومصائر أهل القرية، ويشعر بمتعة في قهره للفلاحين وتسلطه عليهم، لكن أهل القرية يتمسكون بكرامتهم، ويقاومون الظلم بقيادة أبو عايد (عبد الهادي الصباغ) الذي يتصدى لظلم الآغا وقوات الاحتلال، ويفقد حياته نتيجة لمقاومته البطولية· المسلسل من تأليف كمال مرة، وإخراج رضوان شاهين، ويقع في ثلاثين حلقة، وهو يبرز الصورة الفطرية البسيطة لحياة الناس، ومقاومتهم للظلم، وأسلوب تكيفهم مع صعوبة العيش، وتنشأ من خلال أحداثه حكايات حب صغيرة وأمثولات أخلاقية، تحمل قيم الشهامة والأمانة والبطولة والكبرياء، ومن خلال المزج بين بيئة المدينة والقرية، نقف عند حبكة درامية شديدة التشويق والإثارة، لينتهي العمل بانتصار قوى الخير وهزيمة قوى الشر، فالمجاهد فوزي شقيق (أبو بكري) الهارب من حلب، يلتحم مع المجاهدين (أبو عايد) و(عبد الرحمن) الذين يخوضون المعركة ذاتها في قرية كوم الحجر· المسلسل لا يتطرق إلى الأحداث السياسية مباشرة، وإنما تمر كخلفية للمشهد الاجتماعي والاقتصادي، وهو يحاول توثيق بعض جوانب الحياة الفنية من خلال نماذج من المغنين الشعبيين، ومنهم المغنية نازك أو وردة التي تلعب دوراً مهماً في الأحداث· يشارك في هذه الدراما التلفزيونية سلوم حداد، وبسام كوسا، والمطربة نورا رحال (في ثالث عمل درامي لها، حيث تؤدي دور المطربة وردة)، إضافة إلى سلمى المصري، وصباح الجزائري، وعبد الهادي الصباغ، وعمر حجو، وزهير رمضان، وثراء دبسي·