معتز الشامي (أبوظبي)
أغلق منتخبنا الوطني ملف مباراته أمام شقيقه البحريني، والتي انتهت بتعادل إيجابي بهدف لكل منهما، في لقاء لم يظهر فيه «الأبيض» بكامل قوته، لأسباب عدة منها الفني ومنها النفسي، حيث تأثر اللاعبون بالضغط الذي يصاحب مباريات الافتتاح، ولاسيما أن التشكيلة التي بدأ بها منتخبنا المباراة ضمت لاعبين يشاركون مع المنتخب للمرة الأولى.
وعقد الجهاز الإداري لمنتخبنا اجتماعاً باللاعبين فور العودة لمقر الإقامة عقب مباراة أمس الأول، وطالبهم بالتركيز في تقديم الأفضل خلال المباراة المقبلة، لتكون هي البداية القوية والحقيقية لمنتخبنا في البطولة، فيما تعاهد اللاعبون على تصحيح الصورة بالفعل خلال باقي المباريات، وأولها مباراة الهند في الجولة الثانية، وتقديم أداء يرضي الجماهير، وحسم صدارة المجموعة بالفوز في قادم المواجهات، ولاسيما أن الفريق قد صادفه سوء توفيق أمام مرمى البحرين، رغم نجاحه في صناعة فرص للتسجيل كانت كفيلة برفع غلة الأهداف.
وظهر الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة الإيطالي زاكيروني غير قلق من التعادل الأول في الافتتاح، وذلك لأنه أعاده لذكريات اليابان في نسخة 2011، التي فاز بلقبها، عندما تعادل في افتتاح المجموعة أمام الأردن بهدف لكل منهما، ولكنه واصل زحفه وارتفع مستواه الفني في باقي المباريات ليتوج في النهائي باللقب مع الساموراي، ويعلم الجهاز الفني لمنتخبنا أن مباريات الافتتاح أمر لا يمكن التنبؤ به، خاصة أنه كان بالإضافة لكونه في بطولة آسيوية، إلا أنه أيضاً مثـّـل ديربي خليجياً بين الإمارات والبحرين، ما وضع كلا الفريقين تحت الضغوط.
ويواصل منتخبنا الوطني تدريباته على استاد جامعة نيويورك بأبوظبي، بمعنويات عالية ورغبة في تقديم الأفضل، بمشاركة جميع اللاعبين، حيث زادت فرص الدفع بإسماعيل مطر في جزء من مباراة الهند لزيادة القدرات الفنية للأبيض، بالإضافة لاحتمالات عودة إسماعيل أحمد للتشكيلة الأساسية هو الآخر بعد شفائه من الإصابة وانضمامه إلى التدريبات الجماعية للفريق.
وينتظر أن يجري زاكيروني تغييرات كبيرة على شكل وطريقة لعب المنتخب، كما سيعود للدفع ببعض الأسماء في التشكيلة خلال مباراة الهند، لاسيما سيف راشد وأحمد خليل ومحمد عبدالرحمن، حيث قدم اللاعبون البدلاء الذين شاركوا في الشوط الثاني أداء أفضل، كما كانوا سبباً في إحكام السيطرة على مجريات المباراة بمجرد دخولهم للتشكيلة، وهو ما سينطلق منه الجهاز الفني للتحضير لمباراته المقبلة أمام الهند، والتي تفرض ضرورة تحقيق الفوز وبنتيجة كبيرة، لضمان المنافسة على تصدر المجموعة قبل مواجهة تايلاند الأقوى والأكثر تنظيماً من المنتخب الهندي.
ويتوقع أن يكون الأداء الهجومي الكاسح مسيطراً على طريقة لعب وتشكيلة المنتخب، خاصة من حيث خماسي الوسط والهجوم، حيث سيعود منتخبنا للعب بطريقة 4-2-3-1 بالاعتماد على محورين للارتكاز فقط بدلاً من 3 كما كان التشكيل أمام البحرين، وهو ما يعني الدفع بسيف راشد أو محمد عبدالرحمن في الوسط، بالإضافة لاحتمال الدفع بأحمد خليل منذ البداية ليلعب منتخبنا برأس حربة وهو علي مبخوت ومهاجم متأخر خلفه وهو أحمد خليل، وعند امتلاك الكرة، ينطلق الجناحان ويتقدم لاعبا الوسط لتشكيل حضور هجومي قوي يصل إلى 5 لاعبين في منطقة العمليات أمام المرمى الهندي، فضلاً عن تركيز الجهاز الفني على ضرورة الضغط العالي على المنافس، من وسط ملعبه، وعدم ترك أي مساحات تعطيه حرية التحرك.
ويعول زاكيروني على استعادة المنتخب للحماس والروح القتالية العالية، لاسيما بعد أن ظهر الفريق من دون تركيز في أغلب فترات مباراة الافتتاح أمام البحرين، وهو ما لا يريد الجهاز الفني أن يتكرر خلال المباراة المقبلة أمام الهند، بعد أن تجاوز اللاعبون مرحلة رهبة البداية، والضغوط النفسية للافتتاح.