القاهرة (الاتحاد)
أكد دبلوماسيون وعسكريون أن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كان له دور عسكري وعربي مؤثر وتاريخي، ظهر من خلال مشاركته في حرب أكتوبر وأيضاً من مواقفه العربية المعروفة خاصة خلال حرب تحرير الكويت.
وقال اللواء سمير فرج، المدير الأسبق للشؤون المعنوية بالجيش المصري، إن مبارك له دور عظيم على المستويين العسكري والعربي، موضحًا أنه على المستوى العسكري نجح منذ توليه رئاسة كلية الطيران في رفع كفاءة المطارات وإعداد الطيارين الذين حاربوا في أكتوبر، وخطط للضربة الجوية في حرب أكتوبر في العمق الإسرائيلي والتي نجحت في تقويض الدفاعات الإسرائيلية.
وعلى المستوى العسكري أيضاً، أكد فرج أن الرئيس الراحل أدار أكبر وأطول معركة جوية في التاريخ الحديث وهي معركة المنصورة ودمر 18 طائرة إسرائيلية خلال هذه المعركة.
وأوضح أنه على المستوى العربي ساهم بحجم كبير في طرد القوات العراقية من الكويت في حرب الخليج الثانية، ونظم مؤتمر قمة في مصر وأرسل 3 تحذيرات لصدام حسين لسحب قواته من الكويت، لافتا إلى أنه بعد رفض صدام سحب قواته جمع العالم العربي في حرب الكويت.
ومن جانبه أكد السياسي والدبلوماسي المصري الدكتور مصطفى الفقي، أن الرئيس الراحل مبارك كان رجلاً صبوراً وثابتًا وعلاقته بالزمن كانت بها خصوصية، موضحا أنه كان وطنيا مصريا وحريصا على مصالح البلاد.
وأكد الفقي لـ «الاتحاد» وهو عمل مباشرة 8 سنوات على الأقل مع مبارك وربطته به علاقات طويلة، أن الرئيس مبارك قائد عسكري جسور وواحد من أبرز قادة حرب أكتوبر، لافتا إلى أن مبارك سيبقى في ضمير أمته واحدا من أبطال الحرب ومن الذين عملوا من أجل هذا الوطن بقدر ما أتيح لهم من رؤية. وأشار إلى دور مبارك العربي ونجاحه في أن يكون قريبا من الدول العربية وعلى رأس كل مؤتمر وكل قمة، موضحا أن دوره لا يقتصر فقط على حرب الكويت ولكن أدواره كثيرة في المنطقة العربية.
وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن الرئيس مبارك كان يؤمن بالتضامن العربي ويحاول دائما جمع الصف العربي بما في ذلك الصف الفلسطيني وتوحيد العرب على مواقف محددة بهدف الدفاع عن مصالحهم وحقوقهم لتمكين الأمة العربية من مواجهة التحديات والتهديدات التي واجهتها خلال فترة تحول النظام الدولي إلى القطب الواحد وانتقاله بعد ذلك إلى نظام متعدد الأقطاب. وشدد هريدي لـ «الاتحاد» على أنه كان دائما حريصا على أن الدول العربية تكون متفقة على حد أدنى من المواقف ويحاول أن يقلل بأكبر شكل من الأشكال الخلافات العربية العربية ويحتويها، والحيلولة من دون وقوع حرب بين سوريا وتركيا والدور القومي الكبير الذي اطلع به عند غزو العراق للكويت في عام 1990 وكيف ناشد الرئيس العراقي الأسبق أن ينسحب من الكويت حقنا للدماء العربية ودافع عن استقلال واحتلال الكويت.
وأكد أن الرئيس الراحل بذل كل جهد ممكن من أجل توظيف معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وتوظيف العلاقات المصرية الأميركية من أجل تسوية القضية الفلسطينية بما يتفق مع المرجعيات الدولية وأيد المبادرة العربية. من جانبه قال السياسي مصطفى بكري، إن الرئيس مبارك كان دائم التواصل مع الدول العربية خاصة دول الخليج العربي، موضحة أنه جنب مصر مخاطر الأزمات مع الدول الأخرى وافتعال المشاكل وسعى إلى إحداث مصالحات بين الدول العربية.
وشدد على أن الرئيس الراحل ساهم بجهد كبير في دعم العلاقات العربية العربية، من أجل تسوية مختلف الأزمات التي شهدتها المنطقة، مشيرا إلى أنه نجح في إقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية والغربية، وأن هذه السياسة جنبت مصر العديد من الأزمات.