هناء الحمادي ( دبي) - كان وما زال طائر النورس من بين كل الطيور حاضرا في سطور الكتاب والأدباء والشعراء، فقد كان ملهماً للعديد منهم، فالنورس يعبر عن الغربة والشوق والأمل، وقد ذُكر في شعر نزار قباني، وفي قصة غادة السمان، «القلب نورس وحيد». مناسبة ذلك أنه بدأت الكثير من طيور النورس الملقبة بـ»قرصان البحر»، والتي تقطع ما يقارب خمسة آلاف كيلومتر، من مناطق بعيدة في العودة إلى الإمارات خلال شهري نوفمبر وديسمبر من كل عام بحثا عن الدفء، وقد اعتاد الإنسان في الإمارات على مشاهدة طيور النورس بشكل دائم منذ الماضي البعيد، حيث تحوم حول السواحل وفوق البحر في المناطق القريبة من الساحل، وتأتي أسماك «العومة» السردين، فتنقض عليها النوارس لتصيد طعامها.
إلى ذلك يقول الدكتور سيف الغيص، عضو هيئة التدريس جامعة الإمارات قسم علوم الحياة والمدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة: «يعد طائر النورس من أنواع الطيور طويل الجناحين، وهو يعيش قرب السواحل والجزر والمدن المطلة على البحار، وحاليا تتكاثر وتتواجد في جزيرة بوطينة وجزيرة الجرنين التي تقع على بعد 85 ميلاً من داخل مياه الخليج العربي في محاذاة شواطئ أبوظبي، وهي تحب الحياة ويوجد منها العديد من الأنواع والأشكال مثل ذكير، بوزط، والصلال أو الحصني، وهي أسماء متداولة في دول الخليج، وتستخدم تلك الطيور المناطق الرملية والصخرية مستعمرة لها من أجل وضع بيوضها».
وأضاف الغيص قائلاً: «يتراوح طول طائر النورس بين 20- 76 سنتيمتراً، وهو ذو رأس كبير وعنق قصير، ومنقار ضخم، وهو يتغذى على الأسماك والنباتات والقشريات والرخويات. ويعدو على الأرض بسرعة ويعوم ويسبح برشاقة، ويغوص في الماء كالسهم. يبني عشه بين الصخور في المواقع البحرية الموحشة، وحجم النورس مثل حجم الحمامة أو أكبر بقليل ويمكن مشاهدة طيور النورس في الغالب وهي تحلق فوق كل رقعة كبيرة من المياه». لافتا: «النورس يشبه طائر الخرشنة ويتميز الجزء العلوي من جسم طيور النورس المكتملة النمو في كل أنواعها بلون رمادي لؤلؤي، بينما الجزء السفلي يكون أبيض اللون ويعكس ريش بعض الأنواع مجموعة من الألوان منها الأسود والرمادي، وتتغير هذه الألوان مع تغير الفصول ومع اختلاف عمر الطائر، وتبدو صغار الطيور في لون أقرب إلى الرمادي أو ضارب إلى السمرة.
وأشار الغيص إلى أن من أهم أنواعها هو «النورس الفضي» الذي يعد من النوارس الكبيرة المألوفة ذات الريش الرمادي الأزرق الفاتح من الأعلى مع بياض الرأس والرقبة والذنب والأجزاء السفلية، والمنقار أصفر عليه نقطة حمراء قرب نهاية فكه السفلي، والقدمان صفراوتان ويعيش حول تجمعات المياه والسيول وفي المدن التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومعروف أنه يتغذى على الأسماك والحيوانات البحرية، بينما «النورس العملاق» الأسود الظهر من بين أكبر أنواع النوارس حجما، يبلغ طوله 75 سم، ويتواجد غالباً قرب الشواطئ ويقوم بكنسها ويتغذى على البقايا والفضلات الكثيرة التي يجدها على هذه الشواطئ. كما يتكاثر هذا النوع من على امتداد السواحل الشمالية للأطلسي.
عدد اليوم
