إماراتي يفتتح صناعة المنازل العائمة في الدولة

كان معرض القوارب واليخوت الذي اختتم فعالياته في دبي يوم أمس مناسبة للاطلاع على أحدث التطورات التي طرأت على هندسة الملاحة والإبحار الرياضي، وكان من بين القطع المعروضة اللافتة للأنظار، المنزل العائم والذي تمّ تصميمه وتنفيذه بإمكانات محلية· وقطع المنزل الجديد أول رحلة طويلة له استمرت 5 ساعات فوق مياه البحر حتى قطع المسافة من أم القيوين إلى دبي للمشاركة في معرضها الكبير، كما قال سعيد راشد الشعالي صاحب شركة (المنزل للبيوت والأرصفة العائمة) التي يوجــد مقرهــا في أم القيوين، والتي طورت المنزل العائم· وقال الشعالي لـ''الاتحاد'' في اليوم الأخير من المعرض إن الفكرة لقيت ترحيباً كبيراً من قبل الزوار وخبراء القوارب واليخوت؛ وأضاف: ''أبدى الكثيرون ممن تجولوا في المنزل العائم إعجابهم بهندسته وتجهيزاته المتكاملة ومستوى الذكاء الاصطناعي الذي تم وضعه في مختلف أركانه؛ وخاصة ما يتعلق منها بأنظمة التحكم عن بعد بالقيادة والإبحار والتكييف المركزي وإدارة القنوات التلفزيونية والموسيقية''· وأوضح الشعالي أن تملك أو بناء مثل هذه الوحدة يحتاج إلى ترخيص من الجهات الرسمية شأنه في ذلك شأن بقية أنواع القوارب واليخوت· والجهات المخولة منح تراخيص المنازل العائمة هي وزارة المواصلات وحرس الحدود والسواحل؛ بعد التأكد من مطابقتها لكافة المواصفات والشروط المتعلقة بضمان أمن وسلامة المستخدمين· وتتكفل إدارة حرس الحدود والسواحل بوضع هذه المواصفات والشروط، وهي المسؤولة عن التأكد من أن المنزل العائم يستوفيها كاملة قبل منح الرخص· ويضم المنزل العائم 3 غرف وصالة واسعة وعدة مجالس سطحية مفتوحة على الهواء الطلق، ويحتوي أيضاً على مطبخ كامل مجهز بكل متطلبات تحضير المأكولات المتنوعة· وتم تنفيذ سطوحه وجدرانه الداخلية باستخدام أندر أنواع الخشب وأغلى أنواع الرخام -على حد قول الشعالي- ومنه رخام (هاني اونيكس) الإيطالي، فيما تم تغطية جدران وأرضيات الحمامات برخام (أزولا بايا) المستورد من أميركا الجنوبية· ومن المهم الإشارة إلى أن هذا المنزل العائم اقتبس الكثير من خصائص ''بيوت المستقبل'' أو ''البيوت الذكية'' التي أصبحت تستأثر بالعناوين البارزة لوسائل الإعلام منذ بضع سنوات· فهو يعتمد على أنظمة التحكم عن بعد (الريموت كونترول) لقيادته من أي مكان يوجد فيه صاحبه؛ وهذا يعني أنه لا ضرورة لبقائه محبوساً في مقصورة القيادة حتى يتحكم في ملاحته وتوجيهه، وهناك نظام آخر للتحكم الآلي بنظام الإضاءة وبدرجات قوة مختلفة بحسب الحاجة وفي أي مكان من القارب· وتتكفل بقية أنظمة التحكم عن بعد بحركة الستائر، والتنبيه من اندلاع الحريق، والتحذير من دخول متسللين غرباء إلى المنزل من دون معرفة صاحبه، كما يعتمد تشغيل أجهزة التلفزيون والموسيقى على نظام لاسلكي متطور يقوم بتوزيع البرامج المختلفة على المجالس بحسب الطلب، وهو يسمح بعرض مواد أو أقنية مختلفة في وقت واحد· والمنزل العائم يحتوي على حوض سباحة مجهز بشاشة تتيح المراقبة التلفزيونية للبيئة البحرية أسفل القارب· ويتلقى المنزل العائم طاقته الكهربائية من مولد ديزل كهربائي كاتم للصوت باستطاعة عظمى تبلغ 24 كيلوفولط، وهو مدفوع بمحركين خارجيين من نوع ياماها يولدان 450 حصاناً ويعملان بطاقة احتراق البنزين ويدفعانه لسرعة قصوى تصل إلى 12 عقدة بحرية في الساعة· ويتسع خزان الوقود لـ300 جالون من البنزين (1200 لتر) تكفي لدفعه لمسافة 320 كيلو مترا، وهو مجهز بخزان ماء سعته 1200 جالون (4800 لتر)· وقال الشعالي إن هذه النسخة الأولى من المنزل العائم خاصة وشخصية وغير معروضة للبيع بالرغم من أن خبراء قدروا سعره بمبلغ 3 ملايين و300 ألف درهم، وقال الشعالي إن هذا المنزل لا يحتاج للصيانة الدورية بالمقارنة مع القوارب العادية، كما أن تكلفة صيانته بسيطة للغاية· وربما يكون هذا المنزل الفخم الأشبه بالقصور، دليلاً على أن ارتباط البيوت بالأرض الثابتة بواسطة الأعمدة والأوتاد الإسمنتية الصماء لم يعد فكرة مجدية بالنسبة لأولئك الذي يبحثون عن منح بيوتهم قدراً من حرية الحركة حتى يتمكنوا من الانتقال إلى الأماكن التي يشعرون فيها بالسكينة والهدوء والشاعرية·