كينيا تبحر عبر الألياف الضوئية

انطلقت مؤخراً مباحثات مكثفة بين الحكومة الكينية ومجموعة من الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الاتصالات تهدف إلى الإعداد لتنفيذ مشروع طموح سيؤدي للمرة الأولى إلى ربط البلدان الشرقية من أفريقيا بشبكة الاتصالات العالمية ذات الحزمة العريضة· وجاء في تقرير بقلم بارني جيبسون نشرته صحيفة (فاينانشيال تايمز) أن أفريقيا تضم على الأقل 12 بلداً لا تزال مقطوعة عن الاتصال بالشبكة العالمية لكوابل الألياف الضوئية الممتدة على قيعان المحيطات والبحار مما يجبر مستخدمي الإنترنت في تلك البلدان على استخدام محطات الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية من أجل الإبحار في المواقع التي تبثّ من القارات البعيدة· ويعرف عن هذه الطريقة للاتصال بالإنترنت أنها بطيئة جداً وغير عملية ومكلفة للغاية· وقالت مصادر الحكومة الكينية أن الدخول السريع والرخيص إلى الإنترنت أصبح أمراً حيوياً وضرورة ماسة في إطار تنفيذ المشاريع التنموية الاقتصادية وخلق مناصب العمل الجديدة للملايين من الكينيين العاطلين عن العمل وخاصة مع توجّه الحكومة لفتح الأبواب أمام الشركات الاستثمارية العالمية· وأبدت دولة جنوب أفريقيا التي تحقق سرعة نمو لافتة، اهتماماً كبيراً بالاشتراك في (الكابل) الجديد لأنها تحتاج الآن إلى مدخل اتصالي يتميز بالعرض الكبير لحزمة البثّ والاستقبال من أجل نقل الصور التلفزيونية ذات الوضوح العالي إلى بقية أنحاء العالم في أثناء تغطية وقائع مباريات كأس العالم في كرة القدم التي ستستضيفها في عام 2010 · ومنذ شهر سبتمبر الماضي، عرضت الحكومة الكينية دفتر الشروط لمشروع إنشاء الكابل البحري الخاص بها وتوقعت من خلاله أن يتكلف 100 مليون دولار· وهي منشغلة الآن في مناقشة إمكانية تنفيذ مشروع موازٍ يتكلف 300 مليون دولار اقترحته شركة (سيكوم) Seacom المدعومة من بعض الشركات الخاصة· ويقول التقرير أن التجاوب مع مشروع (سيكوم) سوف يضمن للحكومة الكينية الاستفادة من خدمات اتصالية رخيصة تغطي شبكة ضخمة· ويقف وراء شركة (سيكوم) مجموعة من المدراء التنفيذيين من شركة (سيث جلوبال) Sithe Global التي تمتلك شركة (بلاكستون) الأميركية 80 بالمئة من أصولها· وتتوزع أسهم شركة (سيكوم) على أربع مجموعات تنتمي إلى كل من كينيا وجنوب أفريقيا وبعض المجموعات الأفريقية والفريق الإداري لشركة (بلاكستون) ذاتها· وتستفيد دولة جنوب أفريقيا الآن من الكابل الذي يمر بمحاذاة الشاطىء الغربي لأفريقيا إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن استخدام هذا الخط يكلف ما بين 7500 و12000 دولار شهرياً وتوقعوا أن يؤدي إنشاء كابل شرقي أفريقيا إلى تخفيض هذه التكلفة إلى ما بين 500 و800 دولار شهرياً· وتشتمل الصفقة التي ينتظر توقيعها بين (سيكوم) والحكومة الكينية على مشروع إنشاء خط كابل مزدوج من الألياف الضوئية من أجل تخفيض التكاليف· ويحذّر بعض الخبراء من أن تتكرر الأخطاء التي رافقت تنفيذ بعض المشاريع المنفذة في قطاع الاتصالات في أفريقيا في مرحلة (فقاعة الإنترنت) وحيث أدت المبالغة في تحميل الأنظمة بالطاقات التشغيلية والتنافس الكبير على أسعار العروض إلى إفلاس العديد من الشركات العاملة في تشغيل الكابل العابر للأطلسي· وتقول مصادر (سيكوم) بأن كابل شرقي أفريقيا سوف يكون جاهزاً للتشغيل خلال الربع الأول من عام 2009 فيما قالت مصادر الحكومة الكينية بأن الكابل الأقصر الذي تزمع إنشاءه سوف يكتمل في منتصف عام ·2008