تشكل القمة العربية الأوروبية التي تعقد اليوم وغداً في شرم الشيخ، انطلاقة استراتيجية لمرحلة جديدة من التعاون المشترك حول الكثير من الملفات، لاسيما مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وقضايا وأزمات فلسطين وسوريا واليمن وليبيا، ناهيك عن التحديات الاقتصادية.
أهمية القمة أنها الأولى من نوعها التي توافق الجانبان العربي والأوروبي على أن تحدياتها واحدة من منطلق أن ما يحدث في أوروبا تتأثر به الدول العربية، والعكس صحيح، وبالتالي لا بد من خريطة طريق للتعامل مع هذه التحديات واحتوائها. كما أن القمة بحضورها العربي الأوروبي المكثف، تعزز فرص الحوار البنّاء بين الدول، بما يدفع إلى ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار للمنطقتين.
ويأتي حرص الإمارات على المشاركة في القمة، انطلاقاً من سياستها الخارجية بالانفتاح على العالم، وبناء جسور الصداقة والتعاون مع مختلف الدول، بما يعزز مكانتها واحترامها على الصعد العالمية كافة، مؤكدة في هذا الصدد متانة الروابط الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي، وعمق وقوة العلاقات الاقتصادية التي تربط الإمارات بدول الاتحاد، خاصة في مجال القطاعات التنموية.
مستقبل العلاقات العربية الأوروبية نحو مرحلة جديدة من التعاون والشراكة إذا تم طرح التحديات بكل صراحة وشفافية لمواجهتها بدلاً من تأجيلها. فالجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، باعتراف الجانبين، في قارب واحد.
"الاتحاد"