أبوظبي (الاتحاد)
حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عربياً، والعاشر عالمياً في معياري التأثير العالمي والعلاقات الدولية من وجهة نظر جمهور مؤلف من 55 ألف شخص شاركوا في دراسات إعداد «التقرير العالمي لمؤشر القوة الناعمة 2020» الصادر مؤخراً، خلال أعمال القمة العالمية للقوة الناعمة.
وتم إعلان نتائج التقرير الدولي الذي تعده مؤسسة «براند فايننس»، بالتعاون مع جامعة أكسفورد، خلال القمة العالمية للقوة الناعمة 2020، بمشاركة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بان كي مون، وبحضور 500 من المسؤولين الدوليين والحكوميين والدبلوماسيين والإعلاميين والمختصين في قطاعات الأعمال والاقتصاد والثقافة والعمل الدبلوماسي، في العاصمة البريطانية لندن في 25 فبراير 2020.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر «تويتر»: «وفق تقرير مؤشر القوة الناعمة العالمي الذي أطلقته مؤسسة براند فايننس البريطانية، بالتعاون مع جامعة أكسفورد.. واستفتاء أكثر من 55 ألف شخص في 87 دولة.. جاءت الإمارات الأولى في الشرق الأوسط، والـ18 عالمياً في مؤشر القوة الناعمة، والـ11 عالمياً في تأثيرها الاستراتيجي العالمي ضمن المؤشر».
وتابع سموه: «وجاءت الإمارات، وفق التقرير ضمن الأوائل عالمياً في العلاقات الدولية وبيئة الأعمال. ستبقى الإمارات مستمرة في نسج علاقات عالمية متميزة.. واستقطاب إعجاب دولي.. وترسيخ سمعة طيبة.. وتعزيز تأثيرها الإيجابي العالمي.. لأننا عاصمة ومحطة تربط العالم.. وتحتضن العالم».
واختار أفراد الجمهور الذين شاركوا في الدراسة دولة الإمارات ضمن قائمة الدول العشر الأولى عالمياً من حيث التأثير العالمي الملحوظ، مع كلٍ من الولايات المتحدة التي تصدرت، وتبعتها الصين، والمملكة المتحدة، وألمانيا، واليابان، وفرنسا، وروسيا، وكندا، وإيطاليا.
كما صنّف الجمهور دولة الإمارات في المركز الأول عربياً، والعاشر عالمياً في معيار العلاقات الدولية، مع كلٍّ من ألمانيا التي تصدرت هذا المحور، وتلتها كلٌ من بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وكندا، وسويسرا، واليابان، والسويد، وروسيا.
فئتا التقييم
واستند التقرير إلى آراء فئتي الجمهور والمختصين في تقييم القوة الناعمة للدول، واستطلع آراء الجمهور العام المكون من 55 ألف مشارك من 87 دولة، فيما شمل مسح المختصين 1012 مقابلة.
وأجمع كلٌ من المختصين والجمهور العام على أن لدولة الإمارات تأثيراً إيجابياً كبيراً على الساحة الإقليمية والدولية.
كما وضع المختصون المشاركون في إعداد التقرير دولة الإمارات في المركز الأول عربياً والعاشر عالمياً، وفق معيار قطاع الأعمال، الذي تصدرته، بحسب المختصين سويسرا، تلتها كلٌ من السويد، ثم هولندا، فاليابان، والدنمارك، وألمانيا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة.
10 معايير
وتم تقييم الدول المشمولة بالتقرير السنوي، الحائز اعتماد «الآيزو» العالمي، وفق عشرة معايير رئيسة هي التأثير العالمي الملحوظ للدولة، وسمعة الدولة، والمعرفة العامة بالدولة، والأعمال والتجارة فيها، والثقافة والتراث، والتعليم والعلوم، والحوكمة، والعلاقات الدولية، والإعلام والاتصال، والشعوب والقيم.
وحظي عنصر التأثير العالمي بالحصة الأكبر في تقييم كل دولة، بواقع 30% من إجمالي القوة الناعمة، فيما نال معيارا سمعة الدولة والمعرفة العامة بها نسبة 10% من التقييم لكل منهما، وتوزعت الـ50% الأخرى على باقي المعايير.
وعلى المستوى العام الذي يشمل المعايير العشرة للقوة الناعمة، حلت دولة الإمارات في المرتبة 11 عالمياً في معيار التأثير العالمي، والمركز 18 عالمياً في التصنيف الإجمالي بعد كلٍ من المتصدرة الولايات المتحدة الأميركية، والتي تلتها ألمانيا، والمملكة المتحدة، واليابان، والصين، وفرنسا، وكندا، وسويسرا، والسويد، وروسيا، وإيطاليا، وهولندا، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، والدنمارك، وإسبانيا، والنرويج.
السمعة العالمية
وعلى مستوى السمعة العالمية، وضع الجمهور المشارك في الدراسة التي استند إليها التقرير دولة الإمارات في المرتبة العشرين عالمياً.
ورصد التقرير سمعة إيجابية لدولة الإمارات على نطاق واسع، حيث رأى غالبية المشاركين فيه التأثير الإيجابي لها على الساحة العالمية، مع وجود المزيد من الفرص النوعية لتحسين حضورها على مستوى العالم من خلال سمعتها.
وعلى المستوى الاقتصادي، رصد التقرير حضوراً متميزاً لدولة الإمارات على مستوى المنطقة والعالم بفعل محاور الأعمال والتجارة والاقتصاد المستقر والمتنامي للدولة، وكونها وجهة عالمية مفضلة لممارسة الأعمال التجارية.
وعلى مستوى العلاقات الدولية والتمثيل الدبلوماسي، رصد التقرير حضوراً قوياً لدولة الإمارات في مجال العمل الإنساني، مع فرص واعدة لتعزيز دورها المحوري في التعاون الدولي ضمن قطاعات التعليم والعلوم والإعلام والثقافة.
المكانة المتقدمة
وتعكس نتائج التقرير، وغيره من التقارير الدولية المتخصصة نجاح الجهود التي تبذلها الدولة ومؤسساتها لتعزيز سمعتها الإيجابية، وكان آخرها إطلاق هويتها الإعلامية المرئية مطلع العام الجاري تحت شعار «لا شيء مستحيل». وتؤكد مخرجات التقرير متابعة الجمهور العالمي للإنجازات الاستثنائية التي تحققها دولة الإمارات، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وإعلامياً، حتى أصبحت تحتل مكانة متميزة على الساحة الدولية، بعد أقل من نصف قرن على تأسيس اتحادها.
ويتزامن هذا التصنيف المتقدم مع اتخاذ حكومة الدولة خطوات مدروسة خلال السنوات القليلة الماضية لترسيخ المكانة المتقدمة لدولة الإمارات في مختلف المؤشرات العالمية، بما يعزز تنافسيتها وموقعها الدولي، بما في ذلك إطلاق «مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات»، و«استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات».
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، قد شكّل في مايو 2017 «مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات» الذي يتبع مجلس الوزراء، لرسم استراتيجية عامة للقوة الناعمة، وترسيخ الصورة الإيجابية لدولة الإمارات على مستوى العالم لدى الشعوب والحكومات.
وتشمل مهام المجلس رسم السياسة العامة واستراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز سمعة الدولة ومكانتها، إقليمياً وعالمياً وترسيخ قوتها الناعمة، ومتابعة تنفيذها.
أربعة مستهدفات و7 محاور
وتهدف استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات التي أطلقها مجلس القوة الناعمة في سبتمبر 2017 إلى إعداد منظومة حكومية شاملة لبلورة برامج وسياسات عمل مستدامة ذات بعد إقليمي وعالمي، بما في ذلك مقوّمات الدولة الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية والإنسانية والمجتمعية، مع التركيز على الدور الإنساني والبعد الحضاري، والبناء على سمعة الدولة وإبراز الصورة الحضارية لدولة الإمارات وإرثها وهويتها وثقافتها المميزة.
وتشتمل الاستراتيجية على أربعة مستهدفات هي تطوير هوية موحدة للدولة في كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية والسياحية والإعلامية والعلمية، وتعزيز موقع الإمارات بوابة للمنطقة العربية ومخزونها الثقافي، وعاصمة الوطن العربي للثقافة والفن والإعلام والسياحة والعِلْم، وتطوير شبكات دولية فاعلة مع الأفراد والمؤسسات حول العالم بما يخدم أهداف الدولة ومصالحها، وترسيخ سمعة الدولة دولة حديثة، منفتحة، متسامحة ومحبة لشعوب العالم كافة.
وتعمل استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات على 7 محاور أساسية تشكل إطار الدبلوماسية العامة لدولة الإمارات، وهي الهوية الموحدة، والدبلوماسية الإنسانية، ودبلوماسية الشخصيات والتمثيل الدولي، والدبلوماسية الشعبية، والدبلوماسية العلمية والأكاديمية، والدبلوماسية الثقافية والإعلامية، والدبلوماسية الاقتصادية.
زكي نسيبة: اعتراف دولي جديد
قال معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة: «إن دولة الإمارات حرصت من البداية على الاستثمار في الإنسان، وبناء المجتمع القائم على المعرفة واستطاعت خلال عقود قليلة أن تحقق معجزة تنموية تعتبر فريدة من نوعها في حياة الأمم».
وأضاف معاليه أن «هذا الإنجاز الجديد باختيار الإمارات في مؤشر القوة الناعمة العالمي الأولى عربياً، وفي مرتبة متقدمة عالمياً.. اعتراف جديد بما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من رقي وتقدم في خدمة الإنسانية».
خبراء ومسؤولون: ركيزة أساسية في بناء اقتصاد المستقبل
مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد خبراء ومسؤولون أن القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة تشكل ركيزة أساسية في جهود تطوير ممكنات النمو، وبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار.
وقال عبدالله ناصر لوتاه، المدير العام للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، إن التقارير العالمية التي تصنف دولة الإمارات في مؤشرات التنافسية المختلفة كثيرة ومتعددة، ومنها تقرير القوة الناعمة العالمي الصادر عن براند فايننس، لافتاً إلى أن هذه التقارير تعكس جميعها من خلال المنهجيات المختلفة المستخدمة في إعدادها وعبر مؤشرات مختلفة، الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مختلف الميادين والقطاعات وتضعها في المكانة العالمية التي تستحقها الدولة.
وأوضح أن تصنيف دولة الإمارات في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والمرتبة الثامنة عشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة هو نتاج لجهود الحكومة والعلاقات الدولية القوية التي تربط الإمارات بجميع دول العالم، مشيراً إلى الدور الذي تقوم به دولة الإمارات كأكبر مانح للمساعدات الإنمائية في العالم نسبة إلى دخلها القومي، في تحقيق الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة 2030، وذلك من خلال إعادة توجيه برنامجها للمساعدات الخارجية من أجل مواءمتها واتساقها مع أهداف التنمية المستدامة مع تحديد المناطق الجغرافية والقضايا الملحة التي هي بأمس الحاجة للمساعدات التنموية والتشغيلية.
ومن جهته، قال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «تحقق دولة الإمارات مجدداً تقدماً قوياً في مؤشرات القوة الناعمة والتأثير الاستراتيجي العالمي وفي مركز الدولة بالعلاقات الدولية وبيئة الأعمال لتؤكد جدارتها بالمنافسة على الريادة العالمية في كافة المجالات، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة، ولتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بالانطلاق إلى مرحلة جديدة من التطور السريع ابتداء من 2020 عام الاستعداد للخمسين الذي يؤسس لإنجازات متصاعدة ستمثل نموذجاً يقتدي به العالم في التخطيط للتنمية الشاملة من خلال استشراف المستقبل واستباقه عبر تطوير أفضل الابتكارات الحديثة المرتكزة إلى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية».
بدوره، قال أحمد محبوب مصبح، المدير العام لجمارك دبي، إن الإمارات انضمت رسمياً إلى نادي الكبار في مستوى تأثيرها الاستراتيجي العالمي، معرباً عن سعادته البالغة بحصول دولة الإمارات على المركز الأول في الشرق الأوسط، و18 عالمياً في مؤشر القوة الناعمة، و11 عالمياً في تأثيرها الاستراتيجي العالمي، وفق تقرير مؤشر القوة الناعمة العالمي الذي أطلقته مؤسسة براند فايننس البريطانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد، واستفتاء أكثر من 55 ألف شخص في 87 دولة.
وأضاف: تجني دولة الإمارات ثمار رؤية القيادة الحكمية التي وجهت بإطلاق استراتيجية القوة الناعمة خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في العام 2017، والتي هدفت إلى تشكل منظومة عمل وطنية شاملة تسعى إلى تعزيز سمعة دولة الإمارات إقليمياً ودولياً، وتكريس مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية وإنسانية وحضارية، وترسيخ محبتها وسط جميع شعوب العالم.
في السياق ذاته، قال جمال الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج، إن دولة الإمارات تظهر رغم حداثة تأسيسها، نموذجاً اقتصادياً تنموياً لافتاً للنظر، يتزايد تأثيره على الساحة الاقتصادية العالمية عبر استثماراته الخارجية، التي تعد قوة ناعمة للإمارات تنشر بها نموذجها الهادف لجودة حياة الشعوب وتدعم بها حضورها ونفوذها خارج حدودها الجغرافية، ولاسيما أن الاستثمارات الإماراتية في الخارج لها خصائص وسمات تشتهر بها أبرزها هي الشفافية والوضوح.
وأوضح الجروان أن استثمارات دولة الإمارات في الخارج تتميز بأنها استثمارات داعمة لاقتصادات الدول التي تعمل فيها وليست استثمارات مضاربات أو أموالاً ساخنة تهدف لإفساد الأسواق، كما أنها تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بعض الدول، وتفضل عدم تحويل أرباحها للإمارات بل تضخها في شرايين الاقتصادات التي تعمل بها.
وأكد الجروان أن الاستثمارات الإماراتية في الخارج تقابل بترحاب غير مسبوق وكبير جداً من حكومات وشعوب الدول التي تستثمر فيها.
الأحبابي: «الفضاء» يعزز تنافسية الإمارات
ناصر الجابري (أبوظبي)
أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن حصول دولة الإمارات على المركز الأول إقليمياً في مؤشر القوة الناعمة، يأتي تجسيداً للرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، ونتاجاً للجهود الحثيثة التي بذلتها مختلف الجهات المعنية، بهدف تعزيز وترسيخ مكانة الدولة عالمياً في مختلف مؤشرات التنافسية العالمية. وأضاف في تصريح لـ«الاتحاد»: «يعد الفضاء محوراً رئيساً ضمن مفهوم القوة الناعمة للدولة، حيث ترتبط دولة الإمارات، ممثلة بالوكالة، بالعديد من علاقات التعاون الثنائية مع كبرى وكالات العالم، كما تعد الدولة عضواً في مجموعة من الاتفاقيات الرئيسة التي تضم أكبر دول العالم في القطاع، حيث يعزز الفضاء الشراكات الاستراتيجية، ويعتبر عاملاً لتعزيز التعاون في مجالات الأبحاث العلمية وتطوير الكوادر البشرية، وترسيخ الجهود الموحدة لإيجاد الحلول المشتركة تجاه مختلف الأمور التي تواجه العالم».
وأشار إلى أن قطاع الفضاء العالمي، وخلال السنوات الخمس الماضية، ممثلاً بجهاته العاملة في القطاع، استطاع أن يرسخ من مكانة الإمارات الدولية عبر برنامج الإمارات الفضائي الذي برهن على ما تمتلكه الدولة من كفاءات بشرية وقدرات علمية ونظرة بعيدة المدى، ليحظى اليوم بمكانة دولية مرموقة، نظراً لتكامليته ونظرته الشمولية التي تهدف إلى استدامة الأنشطة الفضائية، والإسهام في جهود المجتمع العلمي العالمي، بما يعزز من صورة الدولة الحضارية.
ولفت إلى أن وكالة الإمارات للفضاء تواصل جهودها الهادفة إلى تعزيز مكانة الدولة عالمياً، عبر المشاريع الفضائية التي تشمل الاتفاقيات مع عدد من دول العالم، وبرامج التدريب والتأهيل العلمية لتدريب الكوادر البشرية، إضافة إلى استضافة المحافل والمؤتمرات.
محمد المبارك: اعتراف دولي بأنموذج الإمارات
قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي: إن هذا الإنجاز اعتراف دولي بما تمثله الإمارات من نموذج رائع يحتذى به في مجال استخدام القوة الناعمة في كافة تجلياتها، كالتسامح والإنسانية وقيم التعددية الثقافية والحضارية والانفتاح على الآخر وحرية الانتماء، وبخاصة أنها تحتضن أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها في سلام ومساواة في ظل القوانين التي تكفل للجميع الاحترام والتقدير، ومع اتخاذها منذ قيام الاتحاد الثقافة والتسامح والتنمية القائمة على احترام التاريخ والتراث أسس التواصل مع الآخر، وهما عنصران أساسيان من عناصر القوة الناعمة، إلى جانب ارتكازها على الأدوات الرئيسة للقوة الناعمة، وهي الدبلوماسية الثقافية والدبلوماسية العامة والسمعة الوطنية.
برلمانيون : 5 عوامل وراء المركز الأول
ناصر الجابري (أبوظبي)
حدد عدد من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي 5 عوامل رئيسة ساهمت في حصول دولة الإمارات على المركز الأول إقليمياً في مؤشر القوة الناعمة، منها تأثير دولة الإمارات كمنصة فاعلة في المجالات الإنسانية والثقافية، إضافة إلى تمتع الدولة بعلاقات صلبة واستراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة مع مختلف دول العالم، ووجود نهج التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وقالت ناعمة المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي: «إن حصول دولة الإمارات على المركز الأول عربياً، يمثل تجسيداً لنهج القيادة الرشيدة وانعكاساً للخطط والمبادرات الهادفة إلى تعزيز مكانة الدولة على الخريطة العالمية، بوجود الجهود المختلفة التي منحت الدولة سمعة عالمية إيجابية، حيث يُشهد لدولة الإمارات ومواقفها في المحافل والمؤتمرات المرموقة عالمياً، وهو الأمر الذي ساهم في حصول الدولة على هذا الموقع الرفيع، والذي يأتي بالتزامن مع الكشف عن الخطط التنموية للسنوات الخمسين المقبلة».
ومن ناحيته، أكد عبيد خلفان الغول السلامي، أن تصدر دولة الإمارات لمؤشر القوة الناعمة، يعد انعكاساً للمبادرات والبرامج التي تستهدف تعزيز مكانة الدولة عالمياً، عبر نهج شامل يرتكز على إبراز المقومات الاقتصادية والثقافية والفنية والسياحية، حتى أصبحت دولة الإمارات الدولة الأكثر بروزاً بمنجزاتها التنموية المتواصلة، وببرامجها المبتكرة التي تستهدف الاستثمار في بناء الإنسان، وإبرازه وتعزيز حضوره والعلاقات الدولية الصلبة التي ترتكز على مفاهيم الأخوة والصداقة المشتركة والتعاون الثنائي في مجالات التنمية باختلاف أنواعها.
ومن جهته، قال ناصر محمد اليماحي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، إن تصدر دولة الإمارات مؤشرات القوة الناعمة، يعد نتاجاً لمجموعة من الجهود التي أنجزتها الدولة في مجالات دبلوماسية متعددة، منها الدبلوماسية الإنسانية، وحجم المساعدات الإماراتية إلى دول العالم، انطلاقاً من قيم التسامح والأخوة الإنسانية والمبادئ والقيم التي تنتهجها الدولة، إضافة إلى التمثيل الدولي الفاعل عبر مختلف مؤسسات الدولة والسمعة الإيجابية التي ترسخت لدولة الإمارات، بفضل دورها التنموي ومشاركتها المتواصلة في تعزيز التعاون العالمي لمواجهة التحديات المشتركة بأشكالها كافة.