2 مارس 2010 00:12
فجر إعلان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان عن تشكيل هيئة الحوار الوطني، دون تحديد موعد لانعقادها، “عاصفة” ردود فعل عنيفة رافضة ومستنكرة، وأخرى مرحبة بحذر، مما أوحى للمراقبين في بيروت بأن “الحوار” قد يتعثر مع العلم بأن بنداً وحيداً ما زال على طاولته وهو بحث الاستراتيجية الدفاعية المعنية بمصير سلاح المقاومة.
وفيما التقى الرئيس سليمان رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة وعرض معه ملف طاولة الحوار امس، أكد وزير الدولة عدنان السيد حسين أن الهيئة ليست بديلاً عن المؤسسات الدستورية، وشدد على أن “استئناف الحوار يساعد العمل الحكومي على الانطلاق”، موضحاً أن “هيئة الحوار الوطني ستبحث القضايا الكبيرة وستشكل عاملاً مساعداً في القضايا الداخلية”.
ورداً على سؤال يتعلق بالبند الوحيد المطروح على طاولة الحوار وهو البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع، قال: “الهيئة ستبحث الاستراتيجية نعم، لكن هناك قضايا ترتبط بها وتحتاج إلى بحث وستبحث”، مشيراً إلى القضايا المرتبطة وأبرزها “الوضع الأمني، السلاح خارج المخيمات وداخلها، الإرهاب والأصولية.. والأمور مفتوحة على أكثر من موضوع، ولطاولة الحوار الأمر بالتوسع في بحثها”.وعلمت “الاتحاد” من مصادر مقربة من الرئيس سليمان بأن رئيس الجمهورية سيوجه الدعوات خلال أسبوعين إلى أعضاء مؤتمر الحوار، وسيحدد موعد اول جلسة خلال الشهر الحالي.
وحول إمكانية توسيع الطاولة الحوارية، أجابت المصادر “الاتحاد”: أن هذا الأمر يعود إلى المشاركين في المؤتمر، وقد يكون هذا الموضوع بنداً أولياً على الطاولة من خارج جدول الأعمال، فإذا حظي بإجماع، عندها يمكن توسيع دائرة الحوار.
ولفت الانتباه الاحتجاج العنيف لرئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي على الإعلان الرئاسي وتلويحه بـ”اعتزال العمل السياسي استنكاراً لعدم تمثيل طرابلس في الهيئة وتساءل: “رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط: “لماذا استبعاد الطائفتين العلوية والأقلية المسيحية عن طاولة الحوار، وطالب بضم فئات أخرى إلى الطاولة.
ووجه رئيس الحزب “السياسي العربي الديمقراطي” رفعت عيد (باسم الطائفة العلوية) كتاباً إلى الرئيس سليمان سائلاً: “أين الطائفة العلوية من طاولة الحوار” ولفت في حديث تلفزيوني إلى أن رئيس الجمهورية يعلم أن الطائفة العلوية موجودة منذ نشأت لبنان وقال: “ما هو المطلوب وأنت أقسمت بالمحافظة على الدستور وعلى المساواة بين جميع اللبنانيين؟ّ.
واعتبر رئيس الرابطة السريانية الوزير الأسبق حبيب فرام “إن الأقليات المسيحية في لبنان تعودت على تغييبها” وقال: بتنا لا نعرف كيف تتكلم مع هذا النظام الذي لا يحب ألاّ من وصفهم بـ”الفاجرين”.
وأشار إلى أن النظام السياسي اللبناني لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة من خلال تصنيف المواطنين على درجات، وأضاف: “إن الذي يحصل بذور تفتيت للنظام الجديد”.
واتهم عضو تكتل “لبنان أولاً” الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري النائب محمد كبارة (نائب من تكتل طرابلس) رئيس الجمهورية باتخاذ “قرار منقوص وملتبس يترك مساحة للتفسير والاقتراض، بما يفتح باب جدال طويل سيكون سبباً في تعطيل الحوار وليس لفتح نقاش حول عناوين جديدة أو للعودة إلى نقطة الصفر في الحوار السابق”.
وحده عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا احتج على توسيع طاولة الحوار وقال: “إن ذلك لا يساعد على الوصول إلى نتائج علمية وجدية، مشيراً إلى أن ليس صحيحاً أن إسرائيل تمتلك وحدها قرار الحرب، بل هناك إيران تملك هذا الأمر، وسوريا في بعض الوقت”.
واحتج بقوة نائب حزب “البعث” (المقرب من سوريا) الوزير السابق عاصم قانصو على استبعاد كتلته عن طاولة الحوار، وقال: إن تشكيل هيئة الحوار لم يكن عادلاً، وهدد باتخاذ مواقف مضادة لهذه الهيئة، ورأى أن التوزيع الطائفي في الهيئة لم يكن عادلاً.
واتهم عضو كتلة “المستقبل” النائب نبيل دي فريج الرئيس سليمان بتخطي كل الاعتبارات والتوازنات، وقال: إن تشكيل طاولة الحوار بالصيغة المعلنة جاء مبتوراً، خصوصاً انه ادخل فئات جديدة وزاد من حجم فئات، وتنكر لوجود أخرى.
وزير لبناني يرفض مشاركة بلاده في القمة العربية
بيروت (د ب أ) - رفض وزير الشباب والرياضة اللبناني وممثل حركة أمل الشيعية في الحكومة اللبنانية الدكتور علي عبد الله امس، مشاركة أي وفد لبناني رسمي، في القمة العربية على أي مستوى كان.وقال عبدالله، أثناء مشاركته امس في احتفال تأبيني في إحدى بلدات البقاع شرق لبنان إن “أي مستوى كان هو تمثيل للبنان وهذا أمر نرفضه بقوة وسنمنع بكل ما أوتينا من قوة سياسية حصوله”.
وذكر عبدالله أن هناك مذكرة توقيف غيابية صادرة عن القضاء اللبناني بحق الزعيم الليبي معمر القذافي بسبب قضية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا متسائلا: “كيف يتمثل لبنان الرسمي في اجتماع يترأسه من هو مطلوب للقضاء اللبناني بعدة جرائم؟”.
واتهم عبدالله القذافي بأنه يريد “تعمية العرب والمسلمين عن التجاوزات والانتهاكات الإسرائيلية التي وصلت إلى الحرم الإبراهيمي وبدل الدعوة إلى الجهاد ضد العدو الصهيوني أصبحت الدعوة إلى الجهاد ضد سويسرا فأي مؤامرة وأي نفاق هذا؟”.
يذكر أن الإمام موسى الصدر هو مؤسس حركة أمل الشيعية التي يترأسها حالياً رئيس مجلس النواب نبيه بري. واختفى الصدر في عام 1978 أثناء زيارة رسمية له إلى ليبيا، وتنفي ليبيا علاقتها باختفاء الإمام الصدر وتقول إنه غادر أراضيها متوجهاً إلى إيطاليا
المصدر: بيروت