25 ديسمبر 2011 21:12
تتعدد مظاهر الإعاقة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة، بحسب نوع الإعاقة المصابون بها، ومن تلك المظاهر التي تسبب للمعاق كثيرا من المشكلات الحياتية في التعامل مع الوسط المحيط به، يحتل التأخر اللغوي، أو ما يعرف بعيوب النطق والكلام، موقع الصدارة من بين تلك الحزمة من الأمراض التي قد يولد بها الكثيرون، غير أنه يمكن علاجها والتغلب عليها عن طريق العلاج المبكر.
إلى ذلك قال محمد وجدي اختصاصي النطق والتخاطب، إن معرفة مدى إصابة الطفل بحالة التأخر الكلامي، تتطلب أن نعرف أولا متى يعتبر الطفل متأخرا في الكلام؟ موضحاً أن التطور اللغوي له مراحل مختلفة لابد وأن يمر بها الطفل الطبيعي منذ أول شهور الولادة وحتى اكتمال اللغة تماما?، ويمكن تقسيم مراحل تطور اللغة عن الطفل إلى مرحلتين الأولى مرحلة ما قبل اللغة، والثانية المرحلة اللغوية، وذلك على النحو التالي:
أولاً، مرحلة ما قبل اللغة وتشمل السنة الأولى من العمر ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أشكال، حيث ?يبدأ الطفل شهوره الأولى بالبكاء والصراخ، كونها وسيلته الوحيدة للتواصل مع الآخرين وهي طريقة لم يعلمها له أي شخص ولكن هي وسيلة فطرية عند الأطفال، ثم تتطور هذه الوسيلة ليستخدمها الطفل ليعبر عن عدة مشاعر مثل الجوع أو الألم أو عدم الراحة والتأذي من شيء معين وتستطيع الأم في هذه المرحلة أن تحدد وتفرق بين كل نمط من أنماط صراخ طفلها مع الوقت وخبراتها مع بكاء وصراخ طفلها.
الأفعال والضمائر
يتابع وجدي: بعد ذلك يقوم الطفل بنطق وإصدار بعض المقاطع الصوتية التي قد يعبر بها الطفل عن إرتياحه في هذا الوقت، وتكون هذه المقاطع بدون معنى ولا ترتقي إلى مستوى الكلمة وتبدأ في عمر ثلاثة أشهر إلى خمسة شهور. أما في الفترة من ستة أشهر إلى اثنى عشر شهراً تبدأ مرحلة المناغاة وهي عبارة عن مجموعة من الأصوات، ولكن أيضا بدون معنى مثل ( دد – كك – غغ ) وهكذا، ويقوم الآباء بدورهم بالاستجابة لطفلهم من خلال الاهتمام ومحاولة تقليد طفلهم مما يساعد على تحفيز الطفل وتحويلها إلى كلمات لها معنى في المستقبل
ثانيا - المرحلة اللغوية، وتبدأ هذه المرحلة في بداية العام الثاني للطفل، حيث يبدأ باستبدال المراحل السابقة إلى كلمات لها معنى ,وعادة ما تبدأ هذه الكلمات بالأصوات الأمامية مثل ماما- بابا- ( أمو ) يقصد بها (عمو).
وتحسب عدد الكلمات المنطوقة للطفل في نهاية العام ونصف بحوالي خمسين كلمة، وفي نهاية العام الثاني حوالي مئتين كلمة، وفي نهاية العام الثالث حوالي أربعة مائة كلمة، ?ثم يبدأ الطفل في عمر العام ونصف إلى عامين في استخدام كلمة مفردة يوظفها ليخبر أهله عن شيء معين أو يطلب طلب معين أو يسأل عن شيء معين، مثل أن يشير إلى الكوب ويقول (ماما) فهو بذلك يعني ماما أعطني أشرب وهكذا.
وأوضح وجدي أنه في نهاية العام الثاني يقوم الطفل باستخدام جملة من كلمتين وتبدأ هذه المرحلة بصعوبة ثم ينطلق الطفل في استخدام الجمل المكونة من كلمتين، وليس معنى ذلك أن يقوم الطفل بنطق الكلمات باستخدام جميع الأصوات بها ولكن قد يقوم بعملية إبدال أو حذف أو تحوير لبعض الأصوات.
أما في عمر ثلاث سنوات ونصف تقريبا تزيد الحصيلة اللغوية المنطوقة عند الطفل وكذلك يستطيع أن يستخدم صيغة المؤنث والمذكر، واستخدام الأفعال والضمائر.
وفي السنة الرابعة تقريبا يستخدم الطفل حصيلته اللغوية في الاستفسار والتعرف على الأشياء من حوله من خلال استخدام الأسئلة التي يوجهها إلى من يحيطون به وتكون جملته المكونة من ثلاث إلى أربع كلمات مع الحفاظ على استخدام قواعد اللغة بشكل أفضل من المرحلة السابقة.
وفي نهاية العام الخامس تكون قد اكتملت اللغة عند الطفل لتصبح مثل الراشدين مع تحسين استخدام ضمير الملكية وظرف الزمان والمكان والمفرد والجمع.
أهمية القراءة
ويبين وجدي أنه عندما تكتشف الأسرة أن طفلها متأخر عن ذويه في الكلام، عند مقارنته بمن في عمره الزمني، لابد أولا أن يتم الاستعانة بأخصائي النطق والكلام لعمل تقييم لغوي للطفل وتحديد مدى تأخر الطفل وأسبابه وتحويل الطفل للمختصين إذا لزم الأمر لعمل الفحوصات اللازمة، ثم وضع خطة للتدريب والتأهيل التخاطبي.
ثم تقوم الأسرة بمساعدة أخصائي النطق بالعمل على إثراء الجانب المعرفي عند الطفل من خلال الحديث مع الطفل باستمرار عن الأشياء والمجموعات المحيطة به والأدوات التي يستخدمها ويتعامل معها، وأن توفر له الأسرة بعض الألعاب والبرامج الإلكترونية التي تساعد في تطور اللغة عند الطفل. وأن يقوم الأب والأم بالحديث مع الطفل باستمرار عن المجموعات السابق ذكرها وبكلمات مفردة وبسيطة حسب مقدار التأخر لديه، مثلا عندما تقوم الأم بإطعام طفلها تقوم بالحديث معه عن الطعام وأدوات الطعام. ومن الأمور الهامة التي يلفت إليها وجدي أن تقوم الأم بالغناء لطفلها، و قراءة القصص القصيرة، ويجب أيضا عليها الاستماع جيدا لطفلها.
أخطاء شائعة
أشار محمد وجدي اختصاصي النطق والتخاطب إلى بعض الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء والأمهات أمام بعض الأقارب والأصدقاء، حيث يقوم بعض الآباء أحيانا بإرغام الطفل على الكلام من خلال الطلب منه باستمرار أن يحكي.
وقال، قد يصل الأمر في بعض الحالات إلى معاقبة الطفل إذا لم يتكلم، وقد يكون الطفل من النوع الخجول أو المنطوي ويخشى الكلام مع الآخرين، وبالتالي قد يوقع الآباء طفلهم في فخ التلعثم.
المصدر: أبوظبي