مسرح بني ياس يقدم رؤية جديدة في «سبيس زون» اليوم بالشارقة

يقدم مسرح بني ياس في أبوظبي اليوم ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في الشارقة عمله المسرحي الجديد “سبيس زون” والذي يتنافس فيه مع أربعة عروض أخرى تقدم في المهرجان، والمسرحية من تأليف المصري أشرف شوقي الرسول وإخراج محمود الجارحي ومن تمثيل علاء النعيمي وعبدالله بن حيدر ومنصور الغساني وحسن بلهون ومهند المازم وريحان العريمي وريماس الحمدان وميرا علي. يتمحور نص المسرحية حول فكرة غرائبية ذات أهداف سامية وأخلاقية عبر علاقة الإنسان بالفضاء، وهي مقدمة بشكل تقني عالٍ سوف يستمتع بها الجمهور كونها تناغم شغفه وتوجهاته وبخاصة الأطفال. وفي لقاء مع مخرج العمل وممثلين من داخل كادر المسرحية التقينا بالممثل علاء النعيمي الذي أبدى رأيه بطبيعة العمل المسرحي فقال “تدور فكرة العمل الرئيسية حول قصة المحافظة على كوكب الأرض بما فيها من خيرات بطريقة فنية وترميزية وليست مباشرة، حيث تتجلى الحكاية حول فريق من العلماء انطلقت من الأرض في مكوك فضائي عام 2010 وتاه في الفضاء، وبعد ذلك تم العثور على أعضاء الفريق من قبل مجموعة من الأشرار في عام 2099 أي بعد تسعين عاماً، وبعد أن تاهوا في منطقة من الفضاء يسير فيها الزمن ببطء شديد، ولا يعلمون ماذا حدث في الأرض بعد انقطاعهم عنها كل هذه المدة، إلا أنهم اكتشفوا أن التطور العلمي الهائل أدى الى دمار الأرض وهلاك معظم سكانها، وبالتالي فإن هذه الحكاية الترميزية غير الواقعية تقودنا إلى أن نصيغ رسالة نحاول توصيلها إلى الناس تتمحور حول أهداف محددة منها ضرورة استغلال المعرفة العلمية في ميدان إنساني وبيئي لصالح كوكبنا”. عشق المسرح ويعود النعيمي إلى التمثيل بهذه المسرحية بعد انقطاع طويل وبهذا الصدد يقول “أنا سعيد بعودتي إلى التمثيل بعد غياب ست سنوات قضيتها في الإخراج، لهذا أجد أن عودتي عبر مسرح الطفل كوني أشارك في هذا العمل ممثلاً تعطيني روحاً حية ودفعاً إنسانياً كبيراً افتقدته طوال هذه المدة، وبخاصة أن عشقي للطفولة يعطيني قوة أكبر كوني قد تأسست مع الطفل وأنا سعيد بأن مسرح بني ياس اتخذ هذه الخطوة المهمة حين أخذ على عاتقه أن يقوم بإنتاج هذا العمل بوجود نخبة من النجوم المهمين والواعدين أيضاً. من جانبه قال عبدالله بن حيدر رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس كونه ممثلاً في هذا العمل ومصمماً لديكوره وملابسه “في هذا العمل أجد أنني مرتبط به بشكل قوي، ولهذا فضلت أن أوظف أكثر طاقاتي الإبداعية ممثلاً ومصمماً في إطار الاشتغال الفني فيه، رغم انشغالي بكثير من الأمور الإدارية والوظيفية إلا أن هذا العمل أصبح تحدياً بالنسبة لي وذلك بسبب الملاحظات الصادمة التي قدمتها لجنة التقييم والمشاهدة والتي حفزتني شخصياًَ على أن أنجز أفضل ما لدينا من رؤية مسرحية”. وأضاف “لقد عودنا مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في كل دوراته أن نقدم أعمالاً ترتقي الى مستوى المهرجان وننافس بها بقوة كوننا أكدنا تواجدنا في مهرجانات عدة بأعمالنا التي حازت على جوائز متنوعة، ولهذا فإننا مصرون على تقديم الأفضل دائماً رغم مشاكل العمل التي واجهتنا عبر اعتذار ممثلين أدوا أدوارهم وانقطعوا فجأة”. القصة فضائية وحول تصميمه للديكور وهو الملفت للنظر والذي اشتغل فيه على تقنيات حديثة كون القصة فضائية متقدمة جداً، وعن طغيان اللون الأصفر على الديكور قال بن حيدر “أعتقد أن اللون الأصفر في مركبات الفضاء يستخدم كإشارة تحذير وانتباه، ولهذا كانت تلك غاية استخدامنا له، إذ أن كل شيء محسوب في عملية توظيفه داخل النص المسرحي”. وتقدم بن حيدر بالشكر الى المساهمين في العمل المسرحي وبخاصة الى علاء النعيمي ومنصور الغساني وريحان العريمي وحسن بلهون وريماس وميرة ومهند المازم ومخرج العمل محمود الجارحي، وخص بالذكر علي الغساني كونه يخوض أول تجربة له في الإنتاج بطاقة إنسانية وإبداعية كبيرة”، كما شكر بن حيدر سبران القبيسي رئيس جمعية أبوظبي للفنون الشعبية والمسرحي لتعاونه مع مسرح بني ياس لتوفير مكان لإجراء بروفات مسرحية “سبيس زون”. ومن جهته قال مخرج العمل المسرحي محمود الجارحي”إنني أخوض تجربة الإخراج الأولى لي، وسبق لي أن اشتغلت مساعداً للمخرج في كثير من الأعمال المسرحية وحاولت قدر استطاعتي أن أستفيد مما تعلمته وبذلك استطعت أن أكون لي ركيزة مهمة أعتمد عليها في إخراج هذا العمل”. الإبهار البصري وأضاف”لقد أبهرتني قصة العمل التي تخاطب عقل أطفال اليوم وتمنح خيالاتهم أبعاداً مضافة ورحبة، ولكون مسرح الطفل يعتبر من أصعب الفنون المسرحية، حاولنا قدر الإمكان أن نرتقي لمستوى تفكير الطفل الذي يجد أن التكنولوجيا تحيط به من كل مكان”. وحول رؤيته الإخراجية قال “لقد استخدمت موظفات فنية وعلمية وتقنيات تساعد في الإبهار البصري وتولد الرغبة في عقل الطفل لانطلاق خيالاته الى فضاءات أوسع”. وأضاف “أعتقد أن ما قدم لي من ثقة كبيرة من مسرح بني ياس وبخاصة من رئيس مجلس إدارة المسرح عبدالله بن حيدر الذي اشتغل ممثلاً في هذا العمل وأنجز ديكوره وصمم ملابس الممثلين سيمنحني الاعتداد بالنفس كوني أنجز عملاًِ مهماً سوف يدخل الى مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بكل قوة”.