السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خلف الحبتور لـ«الاتحاد»: مؤشرات تعزز التفاؤل باقتصاد الإمارات

خلف الحبتور لـ«الاتحاد»: مؤشرات تعزز التفاؤل باقتصاد الإمارات
26 فبراير 2020 01:33

حوار: مصطفى عبدالعظيم

كشف خلف الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، عن مؤشرات تحسن في أداء العديد من الأنشطة الاقتصادية منذ الربع الأخير من العام 2019، متوقعاً استمرار هذا النمو خلال العام الجاري، خاصة مع انطلاق إكسبو 2020 دبي، والذي سيسهم في ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، وجهة جاذبة للأعمال والاستثمار والسياح.
وطالب الحبتور بضرورة العمل على تعزيز الاتجاه الإيجابي للاقتصاد الوطني من خلال مواصلة دعم القطاعات الرئيسة، ومعالجة التحديات التي تحول دون تحقيق معدلات نمو تفوق ضعف المعدلات الحالية، لاسيما وأن الاقتصاد الإماراتي يقوم على مرتكزات راسخة من السلامة والأمان والاستقرار.
وأشاد الحبتور في حواره مع «الاتحاد» بالمبادرات الحكومية التي تم اتخاذها مؤخراً، سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي لتحفيز الأعمال، فيما أبدى في الوقت ذاته بعض المقترحات التي يراها ضرورية للحفاظ على مكتسبات النمو والازدهار التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتضمنت هذه المقترحات ضرورة الحد من منافسة الشركات شبه الحكومية لشركات القطاع الخاص، ومراجعة ودراسة الأثر الذي أحدثته ضريبة القيمة المضافة على القطاعات المختلفة، وضرورة تدخل الجهات المختصة لضبط السوق العقاري، ومراقبة ممارسات بعض المطورين العقاريين التي قد تضر بسمعة السوق، بالإضافة إلى تعليق بناء فنادق جديدة في دبي، خلال الفترة المقبلة.

مؤشرات إيجابية
أكد مؤسس ورئيس مجموعة الحبتور، أن المشهد الاقتصادي العالمي لا يبعث على التشاؤم، كما يروج بعض المحللين، فالمؤشرات الاقتصادية في العديد من الاقتصادات الرئيسة، مثل الصين والهند، مازالت إيجابية، وتشهد تحسناً نسبياً، كما أن الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصاد في العالم يحقق أداءً إيجابياً في كثير من المؤشرات، خاصة فيما يتعلق بتوفير فرص العمل للأميركيين، مع اعتماد شعار «أميركا أولاً» لاتخاذ الإجراءات التي تحقق مصلحة الاقتصاد والمواطن الأميركي.
وأشار الحبتور إلى أنه لا يجب أن ينظر للاقتصاد العالمي من قبل المحللين في سياق مجمل عام، بل ينبغي تتبع مؤشرات أداء كل اقتصاد من الاقتصادات الكبرى والرئيسة على حدة، فمعدلات النمو في الاقتصاد الصيني والاقتصاد الهندي، على سبيل المثال، حتى وإن تراجعت بنسبة ما، فإنها ما زالت تحقق معدلات نمو جيدة.

انتعاش الحركة
وعلى صعيد الاقتصاد الإماراتي، أكد الحبتور أن مؤشرات التحسن بدأت تظهر على الاقتصاد الوطني منذ الربع الأخير من العام الماضي، وذلك بعد التباطؤ الذي شهدته بعض القطاعات في العام 2018، مشيراً إلى أن انتعاش الحركة في المراكز والمحال التجارية وفي المدارس وأنشطة تأجير السيارات يعكس مستوى التحسن الذي نشهده حالياً.
وأوضح أن مؤشرات النمو بدأت تظهر كذلك في بعض القطاعات الرئيسة، مثل السياحة والفنادق، منذ بداية العام الجاري، وذلك بدعم من الزخم الذي تشهده دبي من مؤتمرات ومعارض وتدفقات سياحية، مشيداً بالجهود التي تقوم بها الحكومة ومختلف الدوائر في هذا المجال، وهو ما يعكس مدى التعاضد بين الجميع لترسيخ نجاح دبي، لافتاً في الوقت ذاته إلى أهمية مراقبة ميزان العرض والطلب في القطاع الفندقي، وذلك لإحداث التوازن المطلوب ودعم استدامه النمو بمعدلات مرتفعة، فضلاً عن أهمية تعليق بناء المزيد من الفنادق في الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بأداء قطاع العقارات، أشار الحبتور إلى ضرورة العمل على ضبط القطاع العقاري في دبي، والحد من منافسة مشاريع شبه الحكومية للقطاع الخاص، وأن يتم مراقبة الممارسات التي تقوم بها بعض شركات التطوير العقاري الرئيسة، وخاصة إذا كانت من فئة شركات المساهمة العامة.
وأكد الحبتور تفاؤله وثقته بالاقتصاد الوطني، فيما يتعلق بتوقعاته لعام 2020، وقدرته على مواصلة النمو بمعدلات ضعف المسجلة حالياً، مؤكداً أن الإمارات تتفرد بجاذبيتها للمستثمرين ورجال الأعمال والكفاءات والسياح من جميع الجنسيات، وترحب بهم جميعاً، من دون تميز أو تفريق، حيث يعمل الجميع وينجح في بيئة أعمال تعد الأفضل عالمياً.

الاستعداد للخمسين
وحول استعدادات دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة، أكد مؤسس ورئيس مجموعة الحبتور، أن مسيرة الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية يشهد لها العالم أجمع، خاصة أن وتيرة الإنجازات والنجاحات التي أثمرت هذه النهضة كانت متسارعة بشكل غير مسبوق، ولم تحدث في أي بلد، واستفاد منها الجميع، من مواطنين ومقيمين وزوار.
وأوضح أن من ثمار هذه النهضة ما تتمتع به دولة الإمارات ليس فقط في أبوظبي أو دبي، بل في كافة إمارات الدولة الأخرى، من بنية تحتية تعد الأفضل عالمياً بما تتضمنه من جسور وأنفاق ومطارات ومستشفيات ومدارس وجامعات عالمية وتكنولوجيا حديثة، ما يعكس مستوى التقدم الذي تم تحقيقه في كافة القطاعات، مؤكداً أن إنجازات الماضي هي بمثابة مؤشر جيد لمستقبل مزدهر لدولة الإمارات التي تسير على الطريق الصحيح، لترجمة ما تضعه القيادة الرشيدة من خطط ورؤى وبرامج لاستشراف المستقبل، والبناء على قصص النجاح التي شارك في صنعها المخلصون من أبناء هذا الوطن.
وأضاف: «دولة الإمارات، أنعم الله عليها بشعب محب لأرضه، مخلص لترابها، يفديها بالغالي والنفيس، ساهم بكل فئاته بنجاحها ورفعة اسمها حول العالم، والكل يعمل بقلب واحد، حباً بالأرض، وحرصاً عليها».

إكسبو 2020
ويرى الحبتور أن استضافة دبي إكسبو 2020، الذي يُعد من أكبر الأحداث العالمية، نظراً لحجم المعرض وعدد الدول المشاركة فيه، ونوعية زواره والنماذج المعمارية التي تزين منشآته، واحداً من أهم الأحداث التي سيكون لها مردود إيجابي وقوي ليس فقط على صعيد العائد أو الدخل، وإنما على صعيد ترسيخ السمعة والمكانة العالمية لدولة الإمارات.
وقال إن هذا الإنجاز العظيم يتحقق بفضل رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها لاستضافة هذا الحدث، مشيداً بالجهود الكبيرة التي يبذلها مكتب إكسبو 2020 وكل القائمين على المشروع الذي سيشكل علامة فارقة في مستقبل دولة الإمارات، كون مردوده لن يقتصر فقط على فترة انعقاده التي ستمتد لستة أشهر، بل سيكون مردوداً طويل الأجل.
وأوضح أن إكسبو سيشكل منصة مثالية لتعريف العالم، وتحديداً المشاركين الذين يزورون دولة الإمارات للمرة الأولى من مناطق بعيدة في أميركا وآسيا وأفريقيا، بالقيم والتقاليد الإماراتية التي ستكون حاضرة في كل تفاصيل المعرض، متوقعاً أن يكون المعرض بمثابة المحفز لتكرار عودة المشاركين فيه لزيارة دولة الإمارات بعد انتهائه الحدث، سواء للاستثمار أو السياحة، أو حتى الإقامة في الإمارات، والاستفادة بما تقدمه من خدمات، وما تتميز به من مقومات لا تتوافر في كثير من دول العالم.

فرص استثمارية في السعودية ومصر
كشف خلف الحبتور، عن دراسة مجموعة الحبتور لفرص استثمارية في كل من المملكة العربية السعودية ومصر، خلال الفترة المقبلة، منوهاً بالتطورات الاقتصادية التي يشهدها البلدان. وقال الحبتور: «إن المجموعة بصدد الإعلان عن استثمارات جديدة في القطاع العقاري والفندقي في مصر بمدينتي (القاهرة والعلمين الجديدة)، موضحاً أن المباحثات جارية مع المسؤولين في مصر لبحث الأمور الفنية المتعلقة بهذه المشاريع، وصولاً إلى اتفاق يحقق النجاح للجميع».
كما كشف كذلك عن دراسة المجموعة لفرص استثمارية في المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أنه بحث مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية مؤخراً، الفرص الاستثمارية في المملكة التي تشهد توسعات وتطوراً اقتصادياً متسارعاً.
وأكد أن المملكة العربية السعودية زاخرة بالفرص الواعدة، بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©