23 ديسمبر 2011 22:09
اكتشفت شركة “بتروتشاينا” الصينية غازاً صخرياً في إقليم سيشوان بالصين، الأمر الذي يؤكد أن الصين المتعطشة للطاقة ترقد فوق احتياطيات هائلة من الغاز. وينتظر للغاز الصخري أو الغاز الطبيعي المحصور داخل تكوينات من الصخر الصفحي أن يزيد إمدادات الصين من الطاقة لعقود مقبلة من خلال توفير مصدر وقود وفير وزهيد التكلفة لأكبر دول العالم استهلاكاً للطاقة. وكشفت “بتروتشاينا” - التي تعد الشركة المسجلة التابعة “لشركة الصين الوطنية للبترول” عملاقة إنتاج النفط والغاز - عن أنها حفرت في إقليم سيشوان جنوبي الصين وأن النتائج الأولية كانت إيجابية. وقال ماو زيفنج، كبير الأمناء المساعدين بمجلس إدارة “بتروتشاينا”: “تنتج الآبار مايزيد على 10 آلاف متر مكعب من الغاز لكل بئر يومياًَ، ونحن لا نزال نقيس حجم الاحتياطيات المحتملة بدقة”. وينتج الغاز الصخري بعملية تسمى التفتيت الهيدروليكي التي تفتت الصخر لاستخلاص الغاز الطبيعي منه. وأحدثت هذه التقنية تغيراً مفصلياً في أسواق الطاقة في دول كالولايات المتحدة الأميركية التي تعد أكبر منتج للغاز الطبيعي، وذلك عن طريق خفض أسعار الغاز الطبيعي.
ورغم ذلك، لا يوجد بالصين أي آبار غاز صخري تنتج على نحو مجزٍ تجارياً. ولكن الشركات التي لديها مشروعات تنقيبية تشمل “سينوبك” “ورويال داتش شل و”بي بي” و”شيفرون”. لدى الصين غاز صخري أكثر من أي دولة أخرى باحتياطيات قابلة للاستخراج تبلغ 1275 تريليون قدم مكعب، حسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهو ما يكفي لإمداد الصين لأكثر من 300 عام حسب معدلات الاستهلاك الراهنة. وتعتبر بكين الغاز الطبيعي أحد أركان حل تنامي احتياجات الصين من الطاقة، وشجعت بالفعل تطوير حقول غاز طبيعي غير تقليدية مثل الغاز الصخري وميثان الفحم. وفي نهاية المطاف، ينتظر أن يزيد إنتاجها من الغاز الصخري عن إنتاج الولايات المتحدة، بحسب الملاحظات التي أبداها فو تشينجيو، رئيس مجلس إدارة “سينوبك” في أحد الموتمرات التي عقدت مؤخراً.
كما قال جافين تومسون، رئيس بحوث غاز الصين في مؤسسة “وود ماكنزي” الاستشارية، إن النتائج الأولية في إقليم سيشوان الجنوبي تشير إلى أن الحقول يمكن أن تقارن بأفضل حقول الغاز الصخري العالمية، وأن ذلك سيظهر جلياً عند حفر الآبار الأفقية. يذكر أن معظم الآبار التي حفرت حتى الآن هي آبار رأسية، وأن الآبار الأفقية يجري الإعداد لها حالياً، بحسب “بتروتشاينا”. وأضاف تومسون: “إن هذه أوقات شديدة الأهمية من حيث تطوير الغاز الصخري في الصين، فإن لاقت (بتروتشاينا) أو (سينوبك) نجاحاً حقيقياً في العام أو العامين المقبلين في حقول الغاز الصخري فربما نشهد تطوراً سريعاً وضخماً في هذا المجال بالصين مستقبلاً”. غير أن بعض المحللين يتشكك في مدى قدرة الصين على جعل إنتاج الغاز الصخري مجزياً بالنظر الى تدني سعر الغاز الطبيعي نسبياً في الصين والافتقار الى بنية خطوط أنابيب أساسية. وقال اثنان من علماء الجيولوجيا إن 10 آلاف متر مكعب من الغاز يومياً لا تعتبر كمية كبيرة مقارنة مع الحقول البرية بالولايات المتحدة.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»