السبت 30 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الصيحة».. كود الألفة بين الناقة وصاحبها

«الصيحة».. كود الألفة بين الناقة وصاحبها
21 ديسمبر 2011 01:58
يعد أسلوب “الصيحة” أو مناداة الإبل بأسمائها خلال وقوفها أمام لجان التحكيم من الأساليب المتعارف عليها في مزايين الإبل والمسموح بها حيث يقف كل صاحب ناقة مشاركة في المسابقة بمناداة ناقته باسمها أو الاسم المعتادة عليه من خارج أسوار موقع التحكيم حتى يلفت انتباهها عندما ينتابها الخمول والكسل وتخفض رأسها وتختفي مواطن جمالها، فتنشط الناقة بعد سماع الصوت وترفع رأسها بحثاً عن صاحبها فتبرز جمالها أمام لجنة التحكيم فيضمن صاحبها حصولها على جميع نقاط الجمال الموجودة في ناقته. وعلى الرغم من أن أصوات المشاركين تتعالى من خارج أسوار موقع التحكيم كل ينادي على ناقته فتتداخل الأصوات وتختلط الحروف ببعضها فلا يكاد يميز الجمهور الأسماء التي يناديها أصحابها على إبلهم، فهذا يصيح بشكل متقطع وآخر ينادي “هي مرغوبة”، وآخر يصدر أصواتاً غير مفهومة، وثالث يصدر صفيراً مصحوباً باسم ناقته وأصوات غريبة وكلمات متداخلة موجهة نحو إبله، ومع ذلك تعرف كل ناقة صوت صاحبها وتميزه من وسط هذا الكم من الأصوات والأسماء. وبحسب محمد المنهالي أحد المشاركين في المسابقة، فإن الإبل لديها مقدرة عجيبة على معرفة صوت صاحبها حتى لو كان وسط مئات الأصوات، فتنتبه وتبدأ في البحث عن مصدر هذا الصوت لتحديد موقع صاحبها. ومهما تداخلت الأسماء والأصوات وتعددت صيحات المشاركين من خارج أسوار لجنة التحكيم، فإن الإبل قادرة على الانتباه لصوت صاحبها وهو ما يسعى كل مشارك في المسابقة إلى تحقيقه حتى يضمن انتباه ناقته وبالتالي رفع رأسها وإبراز جمالها أمام لجنة التحكيم. وأشار فيصل المري، مشارك من قطر، إلى أن هناك بعض الإبل تشعر بالكسل والخمول عندما تكون بعيدة عن صاحبها وفي أجواء غير المعتادة عليها، وبالتالي فإن هذا الكسل والخمول يتسبب في فقد الناقة لنقاط عديدة من المحسوبة على جمال رأسها وعلوها وارتفاعها، لذلك يجب أن يتدخل صاحب الناقة بأسلوب الصيحة وهو متعارف عليه ومسموح به في مسابقات المزاينة لجذب انتباهها ورفع رأسها لتبرز جمالها. ويتعجب عساف الرشيدي، إعلامي سعودي، من مقدرة الإبل على تمييز أصوات أصحابها، رغم تداخلها وسط عشرات بل مئات الأصوات والأسماء الأخرى. وإذا كانت الإبل تتميز بقدرتها على تحديد صوت صاحبها بدقة متناهية من بين جميع الأصوات، فإنها كذلك تتميز بعدد من الخصال والصفات الأخرى ومنها قوة الذاكرة حتى أنها لا تنسى موطنها الأصلي الذي تربت فيه ولو بعد سنين طويلة حيث تستطيع العودة إليه بكل يسر وسهولة ومن غرائب الإبل أن صغيرها يستطيع العودة إلى آخر مكان رضع فيه الحليب من أمه في حال ضياعه. كما أن الإبل لديها قدرة عجيبة على معرفة أماكن تجمعات المياه أو نزول الأمطار والأراضي المعشبة لما تتمتع به من حاسة شم قوية.
المصدر: المنطقة الغربية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©