13 مارس 2008 00:23
ظلت خدمة النفاذ إلى البريد الإلكتروني عبر الهاتف المحمول حتى وقت قريب مقصورة على حفنة من التنفيذيين ورجال الأعمال قبل أن يكسر الطوق وينتشر في الأجهزة العادية على الرغم من أن الشركات المشغلة للهاتف ما زالت مترددة بشأن هذه الخدمة التي من شأنها أن تقلص إيراداتهم من سوق الرسائل النصية المربح·
والنفاذ إلى البريد الالكتروني في الهاتف المحمول أصبح يتسم بالمزيد من السهولة كما أخذ في الانتشار خلال العام الماضي بعد أن أدرك المشغلون انه لم يعد بإمكانهم الوقوف أمام هذا المد·
ويقول بينويت فيلتن كبير المحللين في مجموعة يانكي للدراسات في باريس: ''تنتشر النفاذ إلى البريد الإلكتروني عبر المحمول حالياً بواسطة نفس المشغلين الذين كانوا في السابق أبطأ من غيرهم في إطلاقها بعد أن أدركوا أنها أصبحت ظاهرة جماهيرية''·
واستطرد: ''دخلت الشركات المشغلة إلى هذا المجال بحذر شديد لأنهم كانوا يعلمون أن الخدمة سوف تقضي في نهاية المطاف على خدمة الرسائل النصية المصدر الأكثر أهمية للإيرادات في الوقت الذي لا تكلف فيه شيئاً تقريباً''·
وفي السابق كان معظم المشغلين يطلقون خدمة البريد الالكتروني كأحد التطبيقات الحصرية تقريباً للشركات ورجال الأعمال بسبب أن الأعمال التجارية نادراً ما تستخدم الرسائل النصية·
ولكن على الرغم من الانتشار العالمي لهذه الخدمة، فإن نموها مازال متفاوتاً بين الدول، ففي فرنسا فإن حوالي 5% فقط من الشركات التي لديها عدد يزيد على 250 مستخدماً يوجد بها شخص واحد على الأقل يستخدم البريد الالكتروني عبر المحمول، أما في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية فإن هذه النسبة تتراوح ما بين 14 و17% وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة يانكي مؤخراً·
وفي الوقت الذي لا توجد فيه أرقام مدققة عن أعداد المستخدمين للبريد الالكتروني في خارج قطاع الشركات فإن جميع الدلائل تشير إلى أن السوق يشهد نمواً بوتيرة متسارعة، فشحنات الهواتف الذكية التي يحتوي معظمها على خدمة البريد الالكتروني قفزت بنسبة 53% في العام الماضي إلى مستوى 118 مليون هاتف محمول وفقاً لاحصائيات شركة كاناليز المعنية باستشارات وبحوث السوق·
وأدى اتباع نموذج تحصيل رسوم ثابتة مقابل تحويل ونقل البيانات التي يحتاجها البريد الإلكتروني أيضاً إلى تنشيط وتحفيز السوق لعدم وجود تكلفة إضافية على كل بريد إلكتروني فردي·
علماً بأن الرسائل النصية تكلف عادة حوالي 15 سنت يورو للرسالة الواحدة إي مبلغاً إجمالياً بحوالي 18 يورو ''26 دولاراً'' في كل شهر بالنسبة لشخص يبعث بأربع رسائل في كل يوم· وظلت الشركات المشغلة مجبرة على التصدي للانتقادات بسبب احتفاظها بأسعار نقل البيانات عالية من أجل تجنب تراجع إيرادات الرسائل النصية، ولم تعمد هذه الشركات إلى تخفيض الأسعار إلا مؤخراً بعد أن أقرت بأن الأسعار هي التي أعاقت النجاح الذي كان يمكن تحقيقه مبكراً في خدمة البريد الالكتروني عبر المحمول·
ويقول بريان بوجوسيان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فيستو المصنعة لبرنامج معلومات البريد الإلكتروني للمحمول: ''هناك ثلاثة متطلبات أساسية لنجاح إطلاق خدمة البريد الإلكتروني للمحمول على نطاق واسع تتمثل في الأمن والخيارات وسهولة الاستخدام؛ فمن دون وجود الأمن فإن الأعمال التجارية لن تثق في البريد الإلكتروني عبر المحمول في تداول معلوماتها السرية ومن دون خيارات عديدة في أنواع الأجهزة فإن الشركات والأفراد لن يتمكنوا من تبني الخدمة على نطاق واسع، ومن دون سهولة الاستخدام ومن ضمنها القدرة على تحمل الأسعار فإن الخدمة لن تحقق نمواً في أعداد المشتركين بها''·
وفي هذه الأثناء درج المزيد من التنفيذيين والشركات على شراء الملحقات التي يمكن إدخالها في أجهزة اللاب توب بحيث تسمح لهم الارتباط بالانترنت عبر شبكة الهاتف المحمول، وهذا النوع من ''بطاقات البيانات'' أو ما يعرف باسم ''موديمات يو اس بي'' تتيح لهم استغلال ميزة التغطية الشاملة للهاتف المحمول أثناء التمتع باستخدام لوحة للمفاتيح بكامل حجمها وبشاشة كبيرة في الوقت نفسه·
وفي الوقت الذي يوجد فيه إجماع على أن استخدام البريد الالكتروني عبر المحمول سوف يحظى بجماهيرية واسعة مع الوقت إلا أن الجدل ما زال محتدماً بشأن الموعد الذي سيحدث فيه هذا الأمر·
وذكر بوجوسيان أن البريد الالكتروني سوف يقف على أرجله كمحور لخدمة الرسائل عبر المحمول في غضون فترة تتراوح ما بين 18 شهراً وعامين، في حين توقع فيلتن أن تشهد خدمة البريد الالكتروني عبر المحمول نمواً ملحوظاً هذا العام، إلا أن المرجح هو أن تصبح الخدمة منتشرة في أوساط العامة في خارج دائرة الأعمال التجــارية فقط خــلال العام ·2009
عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي