السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام الجديد سلاح ذو حدين في أيدي أقليات أوروبا

الإعلام الجديد سلاح ذو حدين في أيدي أقليات أوروبا
18 ديسمبر 2011 21:01
لدراسة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأقليات في عدد من الدول الأوروبية، سواء منها الأقليات الإثنية أو اللغوية أو الثقافية والاجتماعية (مثل المهاجرين) والجنسية، نظم «المركز الأوروبي لمشاكل الأقليات»، وهو مؤسسة أبحاث ورسم سياسات تقع في مدينة على الحدود الألمانية الدانماركية، ورشة نقاش استضاف خلالها فريقا من الباحثين الأوروبية ومحللي شبكة الويب. وتناولت الورشة على وجه التحديد الأقليات في كل من هنغاريا وروسيا وبولندا ورومانيا وألمانيا والدنمارك وبلجيكا وصربيا. جاءت الورشة التي نظمها «المركز الأوروبي لمشاكل الأقليات»، لتغطي نسبيا النقص الكبير في دراسة علاقة شبكات التواصل والأقليات رغم العدد المتزايد من الأبحاث التي نالها دور شبكات الإعلام الاجتماعي كمنصات للاتصال والتعاون والتحفيز الاجتماعي. وأظهرت ورشة عمل «الأقليات ووسائل الإعلام الاجتماعي» أنه بالتزامن مع التنوع الضخم للأقليات في أوروبا، يوجد هناك تنوع أكثر في طرق حضور هذه الجماعات على شبكة الإنترنت بشكل عام، وعلى منصات التواصل الاجتماعي بشكل خاص، لكن هذا الحضور ليس دائما إيجابيا. وفاق وطني شاركت لاريسان رينكوفيك، وهي باحثة ومستشارة إعلام من بلجراد، عاصمة صربيا، ومؤلفة كتاب «خليط الإعلام»، في الورشة وكتبت عنها مقالا في موقع مركز الصحافة الأوروبية (إي جي سي)، وذكرت فيه أن الورشة بينت أن أقلية إثنية تعيش في دولة أوروبية ما، يمكن أن تستخدم مواقع الإعلام الجديد بهدف تقوية تعزيز الوعي بهويتها ولغتها وإنتاجها الثقافي وتراثها التاريخي. فعلى سبيل المثال، يتشارك أقراد أقلية «الكاشوبية»، التي تعيش في محيط مدينة جدانسك البولندية، أعمالا أكاديمية وأدبية على هذه المواقع كما يقومون بترجمة الأعمال على موقع هذه الأقلية المسمى «سكاربنايكا كازوبسكا» ويستخدمون البوابة الاجتماعية «ناسزي كايزوسبي» من أجل عرض الفولكلور والترويج للهوية الكاشوبية المعاصرة. ولعبت هذه البوابة دورا مؤثرا في فرض الاتنية الكاشوبية في عملية الوفاق الوطني وفي استحداث «يوم الوحدة الوطنية الكاشوبية». ولكن الأقليات اللغوية التي تعيش في المناطق الأقل كثافة سكانية مع نسبة أمية عالية بين أفرادها، ومصادر قليلة للوصول إلى عالم الإنترنت، تواجه تحديات أكثر في حماية لغتها وتراثها الثقافي. وقد ظهرت أمام ذلك بعض الحلول المبتكرة، مثل قاموس «توفان» للمحادثة على الأونلاين الذي طوره «معهد الألسن الحية للغات المهددة بالزوال»، والذي يورد مداخل مكتوبة مع ملفات صوتية تظهر كيف يجب لفظ الكلمات من قبل متحدث أصلي بلغة توفان من جمهورية توفان في وسط جنوب سيبريا. كما تم توفير هذا القاموس من خلال تطبيق خاص على هواتف آيفون وجهاز آيباد. «أنا من روما» هناك أقلية إثنية مثل «شعب روما» المنتشرين في مناطق جغرافية متعددة، أو عموم الأقليات التي لا تزال تعاني من صورة نمطية سلبية عن ناسها، وهذه الأقليات تشعر بحاجة للاتصال فيما بينها عبر الإنترنت. في هذا الإطار، تم إطلاق مشروع «أنا امرأة أوروبية من روما»، الذي يتخذ من بودابست مقرا له، من قبل نساء «رومانيات» ناشطات يردن تحدي طرق عرض وسائل الأعلام للنساء من أقلية روما بطريقة غير منصفة لهن، سواء من الناحية الإثنية أو من ناحية النوع الاجتماعي. وقد أعددن لذلك حملة فيديو خصصوا لها ميزانية صغيرة، واستخدمن التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل يوتيوب وفيسبوك، من أجل إيصال رسالتهن. وقد قوبلت الحملة بردود متنوعة، تتراوح بين خطاب الكراهية في تعليقات موقع يويتوب وبين رسائل من نساء «رومانيات» يعبرن فيها عن شعورهن بالضعف أو العجز إثر مشاهدة هذه المقاطع. كما جرى إنشاء موقعين للتواصل الاجتماعي لـ»شعب روما «، الأول هو «زورايبن . نت» في هنغاريا، والثاني «كاشكوشان» في ورمانيا، وذلك من أجل جمع المتحدرين من أصل «شعب روما» والذين يعيشون في بلاد أوروبية متعددة. دور المهاجرين قالت رينكوفيك إن مداولات ورشة العمل أظهرت كذلك أن توفر أدوات الاتصال الرقمي يمكن أن يكون له أثر واضح على حياة المهاجرين. فقد أعطت الشبكات الاجتماعية المهاجرين فرصة غير مسبوقة للاشتراك في الحياة السياسة والاجتماعية، سواء في بلادهم الأصلية أو في بلاد إقامتهم. وتم خلال الورشة عرض نتائج بحث ميداني، وفيه قال المهاجرون المصريون والليبيون في اليونان إن وجودهم على الشبكات الاجتماعية ساعدهم على امتلاك وجهة نظر أكثر وضوحا تجاه الوضع السياسي في بلادهم الأم، وأن تبادل المعلومات مع أصدقائهم وعائلاتهم عبر موقع فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى أسهم في زيادة الوعي بالحاجة للتغيير السياسي. وفي روسيا، تلعب مواقع موجهة خصيصا لأقليات قيرغية (من قيرغستان) أو الطاجيك، أدورا تصالحية أكثر مع بيئتهم. فموقع «كجينفو. آريو»، الذي أسسته عدة مؤسسات تربوية غير حكومية من روسيا وقيرغستان لاستهداف الأقلية القرغية في روسيا، وكذلك موقع «تاجميغرانت.كوم» التابع لمنظمة العمال المهاجرين الطاجيك التي يقودها كاراموت شاريبوف، يزودان المهاجرين بمنصات للاتصال مع السلطات الروسية ومع المواطنين في بلادهم الأم بمساعدتهم على تطوير استراتيجيات من أجل الاندماج في بلدهم الجديد. تأثيرات سلبية لكن نجاح مواقع التواصل للأقليات ليس مضمون دائما، فتحليل استخدام الإنترنت بين العمال المهاجرين في روسيا، الذين يقيمون في المناطق الريفية أو المنازل فقيرة في آسيا الوسطى والقوقاز، أظهر ندرة في زيارة المواقع الموجهة لمثل هذه المجموعات أو أن هذه المواقع لا تنشط إلا في حالات الطوارئ. في مقابل الاستخدامات والتأثيرات الإيجابية بينت الورشة أن ثمة مخاطر يجب عدم تجاهلها. فخلال السنوات القليلة الماضية استخدمت جماعات وطنية متعصبة في صربيا المواقع والمدونات وفيسبوك كمنصات لتكثيف حضورها وزيادة شعبيتها وتنظيم بعض أعمال العنف أحيانا. كما يمكن لمثل هذه الجماعات استخدام الشبكات في نشر الكراهية والعداء للأقليات الأخرى. وهكذا فإن أهداف الأقليات يمكن أن تختلف وتتنوع، ويمكن أن تؤدي أحيانا إلى نتائج غير مرغوبة. وتعتبر رينكوفيك أن السلطات المحلية والمجتمع المدني يمكن أن يلعبوا دوار رئيسا في إيجاد مناخ صحي وضامن للأقليات، مشيرة إلى إبداء بضعة آلاف من زوار فيسبوك إعجابهم بصفحات بعض الأقليات «لا تكفي لهذه المهمة». مفاتيح استثمارية أصبحت بعض الشبكات التابعة لبعض الجماعات الإثنية ناجحة جدا لدرجة بدأ معها أرباب مشاريع الإنترنت يستهدفون المجموعات الإثنية كمفتاح لمشاريعهم التجارية الإلكترونية. فموقع «كاشكوشان»، الذي يتوجه إلى شعب روما يقدم لزواره إعلانات تجارية لبيع نغمات الهاتف والموسيقى والهدايا وخدمة إرسال بطاقات بريد إلكترونية. وبينت أبحاث مسح ميدانية أن نسبة مستخدمي الإنترنت والمتسوقين عبر الإنترنت من هذه المجموعات تشهد تزايدا مستمرا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©