السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خارطة طريق مناخية

18 ديسمبر 2011 01:07
مؤتمر الأمم المتحدة الذي عُقد في دوربان في جنوب أفريقيا نهاية الشهر الماضي، كان لرسم خريطة طريق خاصة باتفاقية تغير المناخ، ومازلنا نذكر قمة كانكون وقمة كوبنهاجن وبروتوكول كيوتو، ولا نعلم كم سيبلغ عدد القمم التي عقدت وسوف تعقد، لأجل الوصول إلى صيغة أو آليات لتنفيذ القرارات التي تتخذ إثر كل تجمع للوزراء أو المفاوضين أو ممثلي دول العالم، خاصة أن اتفاقية بروتوكول كيوتو سوف تنتهي فترة الإلزام الأولى لها في العام المقبل 2012، ونحن على بعد خطوات من دخوله، فماذا بعد دوربان؟ ذكرت مفوضية شؤون المناخ في الاتحاد الأوروبي أن أنماط التلوث تشكل تحدياً للتمييز بين البلدان النامية والمتقدمة، ووفقاً للوكالة الدولية فإن نسبة التلوث بثاني أكسيد الكربون ترجع في الأساس إلى الاقتصاديات الناشئة بالاعتماد على الفحم، وحتى عام 2035 ستصل نسبة الزيادة على طلب الطاقة إلى 90 في المائة، ولو رصدنا عدد الفيضانات في العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية بالمقارنة مع ما قبل الخمسينيات، فسنجد أنها أصبحت في ازدياد وتتكرر في العام الواحد عدة مرات. ولم ننس الفيضانات التي ضربت تايلاند هذا العام وجفاف القرن الأفريقي، وكلها نتائج الخلل في المناخ، ولذلك نحن اليوم بحاجة لتنفيذ القرارات وبشكل صارم وملزم. ولا نريد أن نرصد الملايين لعقد تلك المؤتمرات، ولا نريد تجمعاً ترفيهياً لكبار المسؤولين عن البيئة من حول العالم، وفي النهاية نصل للنتيجة ذاتها أن هناك دولاً لم تسع إلا بخطوات مترددة لتطبيق التزامها تجاه البيئة، عن طريق خفض الانباعاثات وتشغيل مصادر جديدة للطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري. ولأجل نجاح أي مؤتمر أو قمة أو اتفاقيات لابد من معيار لذلك، وهو أن يتم الحصول على موافقة جميع الدول المتقدمة للتوقيع على فترة التزام ثانية لبروتوكول كيوتو، وأن يتم إنهاء التمييز الحاد بين البلدان المتقدمة والنامية، فهناك دولة مثل الصين تصدر عنها أعلى نسبة من الانبعاثات على مستوى العالم، ولذلك لا يمكن لدول أن تكافح التغيرات المناخية دون خطوات عملية جادة من الصين، وإن نظرنا إلى روسيا وكندا واليابان سنجد أن تلك الدول أعلنت صراحة، أنها لا نية لديها لتوقيع فترة التزام جديدة. فهل هذه الدول ستعيش خارج نطاق كوكب الأرض في السنوات المقبلة؟.. إن جميع سكان الأرض وكل كائنات هذا الكوكب، تتضرر أو تستفيد من ذات المكان، ولذلك على بقية الدول أن لا توافق على أن تدفع ثمن فاتورة الأضرار البيئية، عن دول أخرى مستفيدة أمنياً وصحياً وبيئياً واقتصادياً، فيما الانبعاثات مستمرة والأضرار لا تنتهي.. وكما ترفض تلك الدول ومعها الولايات المتحدة التي لم تنضم إلى بروتوكول كيوتو ولن تنضم أبداً- حسب مفوضية شؤون المناخ بالاتحاد الأوروبي، فإن بقية دول العالم لن تستطيع تحقيق الخطط والقرارات، التي تستهدف مكافحة التغيرات المناخية في كل أنحاء الأرض. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©