قتل 3 أشخاص وأصيب 133 آخرون في اشتباكات وقعت أمس في محيط مجلس الوزراء المصري بوسط القاهرة بين محتجين معتصمين وقوات الشرطة العسكرية.
وقال الدكتور عادل عدوي مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية، إن الإصابات ما بين كسور وجروح وكدمات نتيجة الاشتباكات والتراشق بالحجارة وطلق ناري وخرطوش، مشيرا إلى أنه تم الدفع بنحو 16 سيارة اسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات ووضع 10 سيارات إسعاف احتياطية اخرى على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طوارئ.
وأكد عدوي عدم وجود وفيات من بين الحالات التي استقبلتها المستشفيات، مشيرا الى أن هناك حالة من بين المصابين تم اجراء عملية جراحية لها وهناك بعض الحالات يشتبه في إصابتها بخرطوش. وفي وقت لاحق ، قالت مصادر طبية إن قتيلين على الأقل سقطا في الاشتباكات .وقال مسعف في مستشفى ميداني إن شخصا ثالثا توفي متأثرا بجروحه إثر إصابته بطلق ناري. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه الطلقات ذخيرة حية أو رصاصات مطاطية.
وكان التراشق بالحجارة قد عاد مرة أخرى بين المعتصمين أمام مقر مجلس الوزراء وقوات الشرطة العسكرية المكلفة بتأمين مقري مجلس الوزراء والبرلمان. وقال شهود عيان إن هناك بعض الأشخاص يعتلون المباني المجاورة لمبنى مجلس الوزراء ويرشقون المعتصمين بالحجارة وبعض ألواح الأخشاب من أعلى في الوقت الذي كست فيه الحجارة أرضية شارع مجلس الشعب وتقاطعه مع شارع قصر العيني. وتراجع المعتصمون إلى داخل شارع القصر العيني فيما قام أفراد يعتلون سطح مبنى مجلس الشعب بإلقاء الحجارة على المتظاهرين الذين حاولوا اقتحامه بينما قامت قوات الشرطة العسكرية بإبعاد المعتصمين باستخدام خراطيم المياه.
وتواصلت الاشتباكات مساء امس بين المعتصمين وبعض أهالي المنطقة القادمين من عابدين والسيدة زينب. وقال شهود عيان إن بعض أهالي المنطقة وأصحاب المحال حضروا للدفاع عن المنشآت العامة بعد أن قامت قوة تأمين المنشآت الحيوية بشارع القصر العيني بسحب عناصرها من المنطقة حيث لا يتواجد أي من أفراد القوة بالشارع. وقام متظاهرون بإشعال إطارات السيارات وإلقائها على مبنى مجلس الشعب مما تسبب في وقوع حرائق بداخله وتعرضت بوابته للكسر نتيجة محاولتهم اقتحامه، فيما قال شهود عيان إن المتواجدين على سطح المبنى قاموا بإلقاء الحجارة على المتظاهرين.
وقال مصدر مسؤول إن هذه الاشتباكات الهدف منها محاولة جر البلد إلى الفوضى. وقال “كلما تقترب مصر من حالة الاستقرار يتم اصطناع مشكلة جديدة للنيل من استقرارها وجرها للفوضى، خاصة أتناء سير العملية الانتخابية حيث إن هناك بعض الفئات ترى أن مصر بدأت تسير على خطى الاستقرار من خلال إجراء الانتخابات وهو ما يؤدي إلى فقدان شرعية تواجدهم بميدان التحرير مما جعل هناك محاولات لافتعال أزمة مع قوات الأمن”. وأشار إلى أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة ضابط من القوات المسلحة بطلق ناري وتم نقله الى احد مستشفيات القوات المسلحة. وأوضح أن القوات المكلفة بتأمين مقر مجلس الوزراء من قوات المظلات.
ونفى مصدر مسؤول عدم تواجد أي من أفراد الشرطة أو القوات المسلحة فوق اسطح مباني مجلسي الشعب والشورى والمباني المجاورة لهما بشارع القصر العيني. وأصدر المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أوأمره بعلاج جميع المصابين من المدنيين في الاشتباكات في مستشفيات القوات المسلحة. ورفض الدكتور كمال الجنزوري رئيس حكومة الإنفاذ الوطني التعليق على الأحداث وخرج من مقر معهد التخطيط القومي بمدينة نصر والحزن يخيم على ملامح وجهه ونظر إلى الصحفيين لثوان معدودة في صمت ثم ركب سيارته مكتفيا بإشارات الرفض على التعليق أو الإدلاء بأي كلمة. ودعا رئيس المجلس الاستشاري منصور حسن أعضاء المجلس لاجتماع طارئ، لبحث أحداث العنف التي شهدتها الشوارع المحيطة بمجلس الوزراء وشارع القصر العيني.
وقال منصور حسن إن الاجتماع سيناقش الأوضاع المشتعلة أمام مجلس الوزراء لإعلان موقف رسمي في حال ثبوت استخدام العنف المفرط ضد المعتصمين وإجبارهم على فض الاعتصام بالقوة.
للمزيد من الصور
اضغط هنا
عدد اليوم
