5 ديسمبر 2012
أسهم الإنفاق على الفعاليات التي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي خلال العام الماضي 2011، في إيجاد نحو 36,5 ألف وظيفة جديدة في الدولة، وفقا لتقرير أعدته شركة "أكسفورد إيكونومكس" المتخصصة في القياسات الاقتصادية والتحليلات السياحية.
وذكر التقرير أن كل مليون درهم تم إنفاقه خلال الفعاليات، التي استضافها المركز، أسهم في توفير 5 وظائف جديدة، مشيراً إلى أن حجم الإنفاق على المشاركة في الفعاليات التي نظمت في مركز دبي التجاري العالمي، بلغ نحو 10,9 مليار درهم خلال العام الماضي، وذلك بدون احتساب قيمة الصفقات والشراكات الاستراتيجية التي تمت خلال أو بعد الفعاليات، حيث جمع التقرير بيانات شاملة حول 106 فعاليات كبرى استضافها المركز خلال 2011.
وقال آدم ساكس، المدير التنفيذي لمؤسسة "أكسفورد إيكونومكس" في بيان صحفي اليوم "يعد مركز دبي التجاري العالمي عاملاً محفزاً مهماً في دفع عجلة النمو الاقتصادي في دولة الإمارات. ففي ظل المناخ الاقتصادي الحالي، والموقع المركزي لدبي، والمرافق عالمية المستوى التي يوفرها المركز، فإنه يمتلك القدرة للاستفادة من سياحة الأعمال كمولّد مستدام للدخل في الاقتصاد".
وأضاف أن "الأثر المتضاعف لأنشطة مركز دبي التجاري العالمي على الشركات المحلية والوظائف محرك قوي للنمو، فكل دولار ينفق في فعاليات مركز دبي التجاري العالمي يضخ أربعة دولارات إضافية في الاقتصاد المحلي، وكل وظيفة جديدة في مركز دبي التجاري العالمي تدعم 30 وظيفة إضافية في دبي".
وذكر التقرير أن مساهمة الإنفاق المصاحب لفعاليات المركز في اقتصاد الإمارة بلغ نحو 6,5 مليار درهم، تعادل 2,1? من إجمالي الناتج المحلي للإمارة خلال العام الماضي.
وبحسب البيان، فقد بنى التقرير نتائجه على تحليل دقيق للأثر الاقتصادي باستخدام نموذج الشركة للقياس الاقتصادي المتكامل الذى يقيس التأثيرات المباشرة وغير المباشرة والمحفزة الناتجة عن الانفاق المتراكم (الطلب) للمشاركين في فعاليات مركز دبي التجاري العالمي بدبي، وقياس آثارها على الناتج الإنتاجي (العرض) لتلبية الارتفاع في حجم الطلب بالاقتصاد المحلي، وجرى تحديث النموذج بقاعدة بيانات شاملة جمعت إحصائيات 106 فعاليات كبرى تمت استضافتها في مركز دبي التجاري العالمي خلال عام 2011، وكذلك البيانات المالية مثل الإيرادات والنفقات المتعلقة بقطاع المعارض والمؤتمرات وغيرها، كما تم استطلاع آراء أكثر من 5,000 مشارك بصورة مباشرة شملت زوارا ومشاركين وعارضين ومنظمين، لتحقيق مستوى ثقة مرتفع في نتائجها.
فوائد للمنطقة
وقدّر التقرير قيمة التبادل التجاري الإقليمي والمحلي الذي تحقق نتيجة للمبيعات التي تمت خلال الفعاليات أو كمحصلة مباشرة لها بـ 37 ضعف القيمة التي ساهم بها قطاع المعارض والمؤتمرات في اقتصاد دبي، محققا بذلك فوائد بعيدة المدى لدول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويبرز حجم مساهمة مركز دبي التجاري العالمي بصورة أكبر عند النظر إليه كمؤسسة عاملة في صناعة المعارض لها نفس التأثير الذي يحدثه قطاع المعارض في إحدى أكثر الوجهات الرائدة في سياحة الأعمال كمدينة هونج كونج التي يسهم فيها القطاع بـنسبة 2,1 %من إجمالي الناتج المحلى لمدينة هونج كونج.
وقال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي "تؤكد هذه الدراسة على العلاقة الاستراتيجية بين قطاع سياحة الأعمال ودور مركز دبي التجاري العالمي كمحركين اقتصاديين رئيسيين على مستوى دولة الإمارات والمستوى الإقليمي".
وأضاف المري "لقد عززنا مكانتنا كمركز عالمي للأعمال التجارية في المنطقة، كما عززنا قدرتنا على توليد حافز نقدي مؤثر في قطاعات الفنادق والسياحة والطيران والضيافة والنقل كنتيجة مباشرة لإنفاق منظمي الفعاليات والعارضين والرعاة والمشاركين."
وقال المري "جذبت أجندة فعاليات مركز دبي التجاري العالمي ما يقرب من 5%من إجمالي عدد الزائرين الأجانب لدولة الإمارات عام 2011، وهم يلمسون مستوى الجودة العالية وتنوع وسائل الراحة وأماكن الجذب في دبي بمجرد وصولهم إليها"، مؤكدا بأن "قدرة دبي على جذب أعداد متزايدة من الزائرين الدوليين لمركز دبي التجاري العالمي تزيد من أثر الإنفاق الأجنبي في الاقتصاد المحلي الذى يؤدى بصورة مباشرة إلى زيادة المبيعات في قطاع الأعمال المحلي، والمساعدة على خلق فرص عمل جديدة".
مبيعات مباشرة
وأوضح التقرير أن مجموع الزوار البالغ عددهم 1,3 مليون زائر من المشاركين في 106 فعاليات متوسطة وكبيرة الحجم في المركز هم المسؤولون عن المبيعات المباشرة في قطاع الأعمال في دبي والمقدرة بقيمة 7,8 مليار درهم، بينما تمثل المصروفات المرتبطة بقطاع الفعاليات والمؤتمرات الثلث تقريبا بما يساوي 2,7 مليار درهم، وتشمل المصروفات إيجار مساحة العرض، والخدمات المقدمة للعارضين، وخدمات صيانة مرافق الفعاليات، والخدمات اللوجستية الأخرى وخدمات التسليم المتعلقة بالأعمال، ويكمن الأثر البارز لكل درهم ينفق داخل قطاع الفعاليات والمؤتمرات بأربعة أضعاف قيمته كمبيعات في ثلاثة قطاعات رئيسية هي الفنادق، والبيع بالتجزئة، والطيران، وقد استحوذت على 59%من حجم الانفاق المباشر.
وقد ساهم الإنفاق الشخصي على السلع والخدمات التي تشمل الترفيه، والتسوق، والأغذية والنقل، بأكثر من 5,1 مليار درهم في الاقتصاد المحلي، وبلغ ما تم إنفاقه على الفنادق وأماكن الاقامة 1,3 مليار درهم إضافية، بينما حقق قطاع الطيران الذى يشمل طيران الإمارات، وفلاي دبي، والفروع المحلية لشركات الطيران الأجنبية، ومطار دبي، مبيعات تراكمية بلغت قيمتها 1,3 مليار درهم، بينما يقدر الإنفاق على المصروفات الحكومية كتأشيرات الدخول والهجرة بمبلغ 238 مليون درهم.
وبجانب هذه المصروفات المباشرة الخاصة بالزائرين، أشار التقرير إلى الفائدة المتغلغلة في اقتصاد دبي الكلي، الناتجة عن زيادة النشاط الإنتاجي لتلبية النمو المتزايد في الطلب على السلع الاستهلاكية، أو من خلال ارتفاع مستوى الدخل بسبب خلق الوظائف الجديدة أو رفع أجور الموظفين الحالين في القطاعات المرتبطة والذى ينتج عنه زيادة في القدرة على الشراء والإنفاق.
أنواع المعارض
وأبرز التقرير أنواع الفعاليات التي تجتذب باستمرار أعدادا كبيرة من الزائرين، محققة نموا مصحوبا بزيادة في أعداد الزائرين الدوليين، ما يؤدي لارتفاع في تأثيرها على اقتصاد دبي، فمعارض القطاعات الرئيسية مثل الغذاء، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والسياحة، والصحة تعتبر من الفعاليات الكبرى وتجذب من 25,000 الى 50,000 مشارك، وتشهد نسبة عالية من الحضور الأجنبي، وكلما ارتفعت هذه النسبة كانت مؤشراً للعلاقة المتشابكة بين أهمية القطاع للإقليم وحجم الفعالية ومكانتها الدولية، والقيمة التي تحققها لدبي.
وسلط تقرير أكسفورد إيكونومكس الضوء على قدرة قطاع المعارض والمؤتمرات والحوافز على الاستمرار في رفع قيمة إجمالي الناتج المحلي لمدينة دبي، وقدرة مركز دبي التجاري العالمي على جذب فعاليات عالمية وإقليمية رفيعة المستوى ساهمت مساهمة كبيرة في اقتصاد دولة الامارات.
وقال هلال المري إن مركز دبي التجاري العالمي ساهم في تعزيز مكانة دبي التجارية على المستوى العالمي، مستفيدا من تاريخها كمركز للتجارة، كما تعززت روابط دبي التجارية العالمية بفضل التقاء أهم 1000 شركة مسجلة على قائمة "فورشن" وعملائها في دبي كل عام لتنفيذ الصفقات التجارية، وبناء علاقات العمل الجديدة، واكتشاف فرص الاستثمار في مركز دبي التجاري العالمي.
وأضاف: "استفاد مركز دبي التجاري العالمي على مدى 33 عاما من العمل في صناعة الفعاليات من الموقع الجغرافي المتميز لمدينة دبي، ووفر بنية تحتية على أرقى مستوى وقدم لزوار الفعاليات المقامة به تجربة متميزة، رافعا بذلك مستوى الفعاليات التجارية والاستهلاكية في المنطقة، وسوف نستمر في الاستثمار في المرافق والخدمات العالمية المستوى لضمان استضافة الفعاليات العالمية والحفاظ على القيمة التي تولدها في الاقتصاد".