السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القناعة كنز المؤمن ترضي النفس بما قسمه الله

القناعة كنز المؤمن ترضي النفس بما قسمه الله
15 ديسمبر 2011 20:31
القناعة كنز المؤمن وهي فضيلة من الفضائل التي حث عليها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والنفس القنوعة ترضى بما قسمه الله لها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يسأل ربه أن يجعل رزقه قوتا أي مقدار حاجته، كما جاء في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن النبي، كان يقول:«اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا». وأوضحت الشريعة الإسلامية السمحاء أن الإنسان يجب أن يكون راضياً عن حاله في كل الحالات. (القاهرة) - أشار الدكتور محمد نبيل غنايم رئيس قسم الشريعة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة إلى قوله تعالى«ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما» سورة النساء الآية 32، التي جاء في تفسيرها أن الله تعالى ينهي المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي بها فضلهم ولا يتمنى صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال، لأن هذا هو الحسد بعينه الذي يقتضي السخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل ولا كسب والمفروض أن يسعى العبد على حسب قدرته بما ينفعه من مصالحه الدينية والدنيوية ويسأل الله تعالى من فضله فلا يتكل على غير ربه. الحياة الطيبة وأضاف: لهذا قال تعالى«للرجال نصيب مما اكتسبوا»، وقال تعالى«من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» سورة النحل الآية 97، وقال علي رضي الله عنه الحياة الطيبة في هذه الآية القناعة، وأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولذلك ذكر في هذه الآية جزاء العاملين في الدنيا والآخرة فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها بل لا تسمى أعمالا صالحة إلا بالإيمان ومن يجمع بين الإيمان والعمل الصالح فإن الله تعالى يحييه حياة طيبة وذلك بطمأنينة قلبه وسكون نفسه وعدم التفاته لما يشوش قلبه ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب وليجزينهم في الآخرة أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون من أصناف اللذات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيؤتيهم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. السنة النبوية وبين الدكتور محمد نبيل غنايم أنه ورد في السنة النبوية أحاديث كثيرة تحث على القناعة وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس»، والعرض في الحديث هو متاع الدنيا والمراد أن الغنى المحمود هو غنى النفس وشبعها وقلة حرصها لا كثرة المال مع الحرص على الزيادة لأن من كان طالبا للزيادة لم يستغن بما عنده فليس له غنى. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه». وأكد رئيس قسم الشريعة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حث المؤمنين على النظر إلى من هم أقل منهم حتى يشعروا بكثرة نعم الله عليهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال«انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله». وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس قناعة وزهدا في الدنيا وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة ابن أختها:«إنا كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قال: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء إلا أنه قد كان للرسول ، جيران من الأنصار كان لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم فيسقيناه. وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أصحابه بالقناعة وحثهم على عيشة وحياة الكفاف فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس، وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأخذون بهذا التوجيه النبوي الكريم فعن أنس بن مالك قال: اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي فقال له سعد: ما يبكيك؟ أليس قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم -؟ أليس؟ أليس؟ قال سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين ما أبكي حبا للدنيا ولا كراهية للآخرة ولكن رسول الله عهد إلينا فما أراني إلا قد تعديت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهــد إلي أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب فقال ثابت: فأحصوا ما تركه سلمان فإذا هو بضعة وعشرون درهما. ووذكر أنه كتب بعض بني أمية إلى أبي حازم يعزم عليه إلا رفع إليه حوائجه فكتب إليه «قد رفعت حوائجي إلى مولاي فما أعطاني منها قبلت وما أمسك عني قنعت» وقيل لبعض الحكماء: ما الغنى؟ قال: قلة تمنيك ورضاك بما يكفيك. وقال الإمام الغزالي- رحمة الله عليه–: كان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد. كما أشار الدكتور محمد نبيل غنايم رئيس قسم الشريعة الإسلامية كلية دار العلوم جامعة القاهرة إلى قول عمر رضي الله عنه : إن الطمع فقر وإن اليأس غنى إنه من ييأس عما في أيدي الناس استغنى عنهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©