هناء الحمادي (أبوظبي)
تعلم اللغات بوابة العبور للحضارات الأخرى.. من هذا المنطلق استطاع مجموعة من شباب الإمارات نشر ثقافة التعايش والتسامح الذي تُعرف بها دولة الإمارات في جميع أنحاء العالم، من خلال إجادة اللغات «الصينية واليابانية والتايلندية والفلبينية والكورية» والتعامل مع متحدثيها.
لكل لغة جمالياتها ووقعها الخاص، وللصينية أثرها اللطيف، كما يقول حامد الهنائي في الصف الحادي عشر في مدرسة حمدان بن زايد بأبوظبي ولاعب منتخب الإمارات للجو جيتسو» والذي يتقن اللغة الصينية: والداي أحد الأسباب التي دفعتني لتعلم تلك اللغة، حيث كانت لهما نظرة مستقبلية، ونصحاني بأن تكون البداية دخول المدرسة الصينية ومن ثم الانطلاق في مشوار اكتشاف العالم الآخر، مشيراً إلى أن مخارج الحروف في اللغة الصينية سهلة، وقد أحب وقعها على الأذن كونها لطيفة، إضافة إلى إعجابه الشديد بالشعب الصيني وحضارته، وقد بدأ تعلم اللغه من عمر 3 سنوات ولازال يتعلم، حيث كان لديه الشغف والحماس بالتعلم والتعمق في معرفة المزيد، مما ساعده على تنمية مهاراته وتحدث اللغة بطلاقة.
ويرى أن دخوله عالم رياضة الجو جيتسو كان أفضل قرار بالنسبة له، لأن هذه الرياضة أسلوب حياة أكثر من أنها رياضة يمارسها، وقد حولته إلى شخص واثق وايجابي وقوي، كل ذلك دفع به إلى الدخول لعالم المسرح والتحدث باللغة الصينية من دون خوف أو تردد، مما زاد ثقته بنفسه.
ولدى الهنائي الكثير من الأصدقاء الصينيين، الذين اقترب منهم لتعلم لغة وثقافة بلادهم باعتبارها بحراً واسعاً يتعلم منه كل يوم، ولم يتوقف تعلمه اللغة عند ذلك، بل قام بزيارة جمهورية الصين الشعبية، مما أتاح له معرفة المزيد عن الثقافة الصينية، والمشاركة في مسابقة «جسر التواصل الصيني» والحصول على المركز الأول والتأهل للمرحلة نصف النهائية في الصين، وسط مشاركة 105 دول، ولكل دولة فقط ممثل واحد، وحصل على المركز 20 على العالم، وكانت الإمارات الدولة العربية الوحيدة في هذه المسابقة، مبيناً أن اكتساب عدة لغات أمر بالغ الأهمية في عالمنا الحالي فهو يعزز التواصل الاجتماعي والثقافي والذكاء والقيادة، وأعرب عن أمله أن يكون سفير الإمارات في الخارج ليرفع اسم الدولة عالياً في جميع الميادين.
جسر الثقافات
تعلم اللغات جسر العبور للتواصل مع الثقافات الأخرى، عن ذلك يقول سيف يوسف طحنون آل علي، خريج هندسة الطاقة المتجددة والإلكترونيات من اليابان: أعمل حاليا بالقطاع الخاص مسؤول مراقبة للعمليات بشركة كبيرة، وعضو في الدورة الثانية لمجلس شباب الإمارات، ممثلاً عن إمارة أم القيوين، وأجيد الإنجليزية واليابانية، بالإضافة إلى العربية، فمنذ الصغر كان لي شغف بتعلم اللغات ومعايشة الثقافات الأخرى، وتعلمت أساسيات اللغة اليابانية من خلال الوالدة والزيارات العائلية في الإمارات واليابان، مما كان له الأثر في إتقان اللغة اليابانية، وقد ساعد على ذلك الاتفاق بين الوالدين أن يكلمانا «الأب بالعربية والأم باليابانية، وكذلك الإنجليزية» لكي نتعلم الأساسيات الصحيحة والنطق الفصيح ونعوّد سمعنا على اللغات الثلاث، وبعد التحاقي بببعثة دراسية لليابان، سعيت لإتقان اللغة واكتشاف واكتساب المزيد حول الثقافة اليابانية، وإلى الآن اتذكر كيف كنت اتحدث اليابانية في معهد اللغة ومع أصحاب المحال في طوكيو.
وأثناء دراسته في اليابان سعى سيف للتعرف على نواحي الحياة العملية بالتطوع في المناسبات والفعاليات، واكمال تدريبه العملي بعد التخرج في المختبر الوطني للطاقة والاقتصاد وقد حظي بالمشاركة في برنامج «هنا الإمارات» على قناة أبو ظبي الرياضية والذي كان فرصة ومنصة لإبراز الثقافة اليابانية وروح الأمن والآمان والتعايش والتسامح الذي تُميز دولة الإمارات.
وتقدم بالشكر إلى اللجنة المنظمة المحلية لبطولة كأس آسيا 2019 بدولة الإمارات، حيث أتاحت له الفرصة ليكون منسقًا للمنتخب الياباني طوال فترة تواجده في الدولة، واضعاً أولى خطوات مستقبله وطموحاته المستقبلية بأن يكون خير سفير لبلاده أينما تواجد، وأن يساهم في مواصلة مسيرة البناء والتطور.
ثقافة تايلند
بشاير خالد النقبي خريجة بكالوريوس كليه الاتصال الجماهيري والوسائط المتعددة، والتي تعمل في القياده العامة لشرطة دبي، مجالها يركز على الابداع، من خلال تخصص التصاميم الفنية والاعلام، وجدت اللغة التايلندية وسيلة التواصل مع شعب مهم من الشعوب الآسيوية، ونظرا لشغفها باكتشاف ثقافات جديدة، تعرفت على هذه اللغة أكثر من خلال متابعتها للفنون والاعلام المرئي التايلندي، وهي تجيد الإنجليزية أيضا باعتبارها اللغة الأولى، وتعلمها يعني وجودها في وسط الأحداث، حيث تتيح لها التواصل مع أغلب الشعوب واكتساب معرفة وثقافات جديدة لان معظم سكان العالم يجيدون اللغة الانجليزية.
النقبي تعلمت اللغة التايلندية من خلال الزيارات العائلية للأهل والأصدقاء، وهذا ما جعلها تتقنها ومن ثم تكتشف عادات وتقاليد وفنون مملكة تايلند، لذا تتطلع لتكون سفيرة الإمارات وتساهم في نقل ثقافة بلادها، من خلال معرفتها باللغة التايلندية، محاولة أن توجد علاقة ثقافية سياحية، فيما بين بلدها ومملكة تايلند.
وتقول بشاير: برنامج «هنا الامارات» على قناة أبوظبي الرياضية أتاح لي الفرصة لاستضافة شخصيات من مملكة تايلند، عبروا عن شكرهم لدولة الامارات ولقناة أبوظبي لاستضافتهم، وعن سعادتهم بتواجدهم في دولة الامارات التي توفر للجميع الأمن والأمان، وبيئة عمل ممتازة تتيح التعليم والابتكار والتطور في جميع المجالات والبرنامج، وقد ساعدها ذلك كثيرا في التواصل مع عدد الشخصيات التايلندية المهمة.
وتتطلع في المستقبل أن تعكس جمال الامارات وتسامح شعبها للشعوب الأخرى من خلال تقديم رسائل إيجابية لشعوب العالم والعمل على ترجمة ثقافة وفنون وإنجازات دولة الامارات في جميع المجالات وإيصالها لجميع دول العالم.
اللغة التقالوقية
تعلم لغة أخرى، هو الهدف الذي سعى إليه مايد حسن محمد السخاوي، خريج كلية التقنيه العليا «تكنولوجيا المعلومات»، وموظف في شركة أدنوك للتوزيع «مشرف محطة»، فهو يتقن «الفلبينية»، منذ الصغر بتشجيع والده، ووالدته التي كانتتعلمه كيفية استخدامها بشكل يومي، مما سهل عليه اتقانها، وزاد فضوله لمعرفة تاريخ اللغة، حيث تتعدد إلى 9 لهجات، لأن الفلبين مكونة من7641 جزيرة.
وعن العوامل التي ساعدته على تعلم اللغة، قال يمكن اجمالها في كثرة السفر للفلبين والعيش وسط أنحائها، بالإضافة إلى أن الجالية الفلبينية تجد سعادتها في رؤية شخص يستطيع التحدث بلغتهم، لذا تلاحظ ودهم وحسن تعاملهم مع الآخرين، مبينا أن الغاية من تعلم تلك اللغات هي سهولة ومرونة التعامل مع هذه الجاليه والتميز والتفاعل في مجال حياته والعمل واكتساب المزيد من الخبرات عن الفلبين ومعرفة تاريخها وحضارتها.
وأضاف السخاوي: أطمح إلى المساعدة في تقوية العلاقة والترابط مع الشعب الفلبيني، وإظهار قوة التواصل بين شعب الفلبين وأبناء الإمارات وأبين لهم اهتمامنا بهم عندما اتحدث اليهم بلغتهم في عام التسامح، معبراً عن شكره لقناة أبوظبي الرياضية على إتاحة الفرصة له للظهور إعلامياً متحدثاً باللغة الفلبينية في عام التسامح في برنامج «هنا الإمارات»، حيث كان الهدف في ظهوره تسليط الضوء على بعض الشخصيات الفلبينية، التي تقيم في الدولة منذ فترات طويلة وأثبتت حبها للبلاد وشعبها وتمكنت من العيش والتفاعل بشكل ايجابي مع الشعب الإماراتي، ومن خلال البرنامج تم التأكيد على مدى الحب والتعاون والتواصل مع الجالية الفلبينية في عام التسامح والتعريف عنهم وعن أعمالهم وتطورهم وإبداعهم.
لغة عصرية
سعاد الحمادي موظفة في مستشفى الشيخ خليفة التخصصي وسفيرة جمعية الشباب في نيويورك ومسؤولة عن مبادرة التسامح بالجمعية، تتحدث اللغة الكورية، التي تجدها من أجمل اللغات، أحبت ممارستها، وتعلمتها في أقل من سنتين، باعتبارها لغة عصرية وممتعة في الدراسة وتحتاج ممارسه مستمره نظرا لتطورها المستمر والمصطلحات الجديده التي تدخل بها.
وعن بداية اتقانها للغة الكورية تقول الحمادي تعلمتها من خلال برنامج سفراء شباب الامارات لكوريا الجنوبية، وهو برنامج يعمل على تجهيز كادر إماراتي شبابي ليكون سفيراً لبلاده في الخارج ويدربه ليكون على دراية بالعلاقات الاستراتيجية من بين دولة الإمارات وشركائها الاستراتيجيين وقد تم اختيارها وأكملت تدريبها في كوريا الجنوبية في شركة نيفر للتكنولوجيا في 2013 ومستشفى جامعة سيول الوطنية وفي أربعة مستشفيات أخرى «مستشفى جامعة سيول العام ومستشفى الأمراض ومستشفى الأطفال ومستشفى بونداق» في2016، وقد حرصت خلال تلك الفترة أن تتحدث عن حاضر الإمارات وتتميزها بين الدول وما تتبعه من نهج يضعها في الصدارة، من خلال ما حقتته في فترة قصيرة، وما ينتظرها من مستقبل باهر.
وأضافت: الكورية لغة مهمة للتواصل، وما يعجبني بالشعب الكوري تقديرهم لمن يتعلم لغتهم، وأنا أرى أن هذا أعلى مستوى يصل له التعليم ألا وهو التسامح.