إقبال كبير وأعمال عنف في انتخابات مصر

القاهرة (الاتحاد) - شهدت المرحلة الثانية لانتخاب أول برلمان مصري بعد ثورة 25 يناير التي جرت أمس في تسع محافظات هي الجيزة والسويس والاسماعيلية وبني سويف واسوان والشرقية والمنوفية والبحيرة وسوهاج إقبالاً كبيراً من قبل الناخبين للإدلاء بأصواتهم وسط منافسة ساخنة بين مرشحي الأحزاب والمستقلين البالغ عددهم 2271 مرشحاً لشغل 60 مقعداً فردياً و1116 مرشحاً من القوائم الحزبية لشغل 120 مقعداً. وتم إغلاق صناديق الاقتراح في السابعة مساء بتوقيت القاهرة واستئناف عملية التصويت اليوم. وأكد رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم أن 99 في المئة من لجان الاقتراع بدأت العمل في موعدها في الثامنة من صباح أمس، بعد تلافي كل سلبيات المرحلة الأولى، فيما يخص تأخر القضاة وأوراق الانتخابات. وقال إنه في لجنة “الصف” بالجيزة حدث تبادل لإطلاق نار بين انصار بعض المرشحين الذين حاولوا اقتحام اللجنة وردت قوات الجيش المكلفة بتأمين اللجان بإطلاق نار كثيف في الهواء دون حدوث اصابات، أو القبض على أحد وانتهت المشكلة، وتم إعادة فتح اللجنة من جديد بعد نحو ساعة من توقف عملية الاقتراع. وفي إحدى لجان المنوفية حدث اشتباك بالأيدي بين انصار مرشحي حزب “الحرية والعدالة” الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وانصار حزب “النور” السلفي بسبب قيام حزب “النور” بنقل الناخبين بحافلات الى مقر لجان الاقتراع وتدخل الجيش وفض الاشتباك وأحيل من تم إلقاء القبض عليهم الى النيابة العامة للتحقيق. وشهد احد المراكز الانتخابية بمركز بلبيس بمحافظة الشرقية مشاجرة بالأسلحة البيضاء بين انصار اثنين من المرشحين المستقلين تبادلوا خلالها التعدي بأسلحة بيضاء، وأصيب احدهم بجرح في الوجه، وتمكنت قوات الجيش والشرطة المكلفة بتأمين اللجنة من السيطرة على الموقف وضبط طرفي المشاجرة. وفيما عدا ذلك مر اليوم الانتخابي بسلام، وان كان قد شهد في بعض الدوائر إطلاق إشاعات بوفاة مرشحين أمام لجان الاقتراع حتى ينصرف أنصارهم دون الإدلاء بأصواتهم. وقام ممثلي حزب “الوسط” بتحرير محاضر في اقسام الشرطة بمدينة 6 اكتوبر وامبابة ضد حزبي “النور” و”الوفد” لقيامهما بالدعاية الانتخابية أمام لجان الاقتراع بالمخالفة للقانون. وتابع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة من داخل غرفة عمليات القوات المسلحة سير العملية الانتخابية. وأعطى توجيهاته لأعضاء المجلس العسكري بالمتابعة ميدانياً للجان الانتخابات بالمحافظات التسع والعمل على تذليل أي عقبات أو معوقات من شأنها التأثير على سير العملية الديمقراطية. وأكد مدير الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين وقوف المؤسسة العسكرية على مسافة واحدة من كافة القوى والتيارات والائتلافات والأحزاب السياسية خلال المراحل الانتخابية. وقال “لا توجد مصلحة للجيش في الوقوف مع الليبراليين او الاخوان او اليسار او غيرهم فهي امانة وحتى لا يحسب علينا أحد”. واضاف بدين أن ذلك تأكد للكافة خاصة مع إلقاء القبض على عدد ممن حاولوا القيام بأعمال دعاية انتخابية داخل عدد من لجان الاقتراع وخارجها امس. مشيراً الى انه تم إلقاء القبض على 9 افراد وإحالتهم الى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية، وان تنسيقا كاملا تم في هذا الصدد مع رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم. وأكد بدين أنه تمت إزالة ملصقات الدعاية من أمام اللجان، كما تم منع مندوبي المرشحين من استخدام أجهزة “اللاب توب” في الدعاية الانتخابية عبر استخراج رقم الناخب ولجنته، لافتاً الى أنه تم بتحرير العديد من المحاضر بهذه المخالفات وإبلاغ اللجنة العليا بها. لكن الوضع في المجمل هادئ، والناخبون في إقبال كبير على التصويت. وشدد على معاونة القوات المسلحة للشرطة المدنية في تأمين الصناديق بشكل كامل، كما حدث في الجولة الأولى تمهيدا لاستكمال التصويت اليوم. وشدد بدين على مواجهة أي تجاوزات بالحسم ضد اي فرد مهما كان موقعه، وسيتم اتخاذ الإجراء القانوني ضد كل من يحاول القيام بأعمال دعاية من خلال توزيع كروت داخل أو خارج اللجان خلال العملية الانتخابية نفسها، او التواجد بجهاز كمبيوتر. وأقر بدين بزيادة الاجراءات التأمينية خلال المرحلة الثانية للانتخابات. وقال “لقد زادت الإجراءات التأمينية حتى لا يحدث تراخ من جانب القوات المكلفة والقوات المسلحة تتواجد باللجان بجانب قوات الشرطة من دون تغيير أي خطط عن المرحلة الاولى”. وتلقت غرفة العمليات المركزية بوحدة دعم الانتخابات بالمجلس القومي المصري للحقوق الإنسان 105 شكاوى من المحافظات التسع التي تجري فيها المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية. وذكرت غرفة العمليات أن من أبرز هذه المخالفات استمرار الدعاية الانتخابية والتي تجاوزت 60 من الشكاوى الواردة للغرفة، وذلك من أحزاب “الحرية والعدالة” و”النور” و”الكتلة المصرية” وبعض المرشحين المستقلين، كذلك عدم فتح بعض مقار الاقتراع في موعدها المنتظر، بسبب تأخر وصول القضاة المشرفين عليها، مشيرة الى ان الوحدة تواصلت على الفور مع مسؤولي اللجنة العليا للانتخابات التي أفادت بتعاملها مع هذه الانتهاكات. وقامت السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون أمس بزيارة احدى اللجان الانتخابية بحي الدقي في محافظة الجيزة بمدرسة “جمال عبد الناصر” الاعدادية الثانوية، وأجرت حوارات مع عدد من الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام مقر اللجنة الانتخابية.