منى الحمودي (أبوظبي)
استعرضت المؤسسات الوطنية الإماراتية خلال «آيدكس2017» مختلف المجالات التي أثبتت الكوادر الإماراتية فيها قدرتها الإنتاجية والاستشارية والإدارية التدريبية.
وأثبتت المؤسسات الوطنية قدرتها على منافسة المؤسسات العالمية المشتغلة بذات مجالات الدفاع والأمن، والمشاركة في الحدث من 57 دولة.
وقد حظيت المؤسسات الوطنية على اهتمام المسؤولين والجهات المحلية والعالمية وبرز ذلك من خلال العقود التي تم توقيعها مع هذه المؤسسات.
«تصنيف» الجهة المشرفة على سفينتي «الهيلي» و«أريلة»
أوضح المهندس راشد محمد الحبسي، الرئيس التنفيذي لهيئة الإمارات للتصنيف «تصنيف»، أن «تصنيف» هي الجهة المشرفة على بناء سفينتي «الهيلي» و«أريلة» اللتين تم تسليمهما خلال اليومين الأول والثاني لمعرض نافدكس 2017.
وقال «إن«تصنيف» هيئة معتمدة دولياً وشبه حكومية تقدم خدمات هندسية واستشارية في المطابقة، وانصب دورها الإشرافي في سفينتي«الهيلي» و«أريلة» على اعتماد المخططات، والإشراف على التنفيذ وسلامة شهادة التوافق مع متطلبات الدولة من ناحية الجودة والسلامة والاتزان في البحر وخط الحمولة، والمحافظة على البيئة.
كما أن «تصنيف» هي الجهة التي وضعت المواصفات والمعايير الخاصة بسلامة«الفيلا العائمة» الموجودة في جزر العالم بإمارة دبي، وتم خلال نافدكس عرض مجسم لها، والتي من خلاله تُبين القدرات التي تمتلكها الهيئة من النواحي الهندسية والاستشارية، مشيراً إلى أن الفيلا شبه مغمورة، وتحتوي على الزجاج من الأسفل داخل البحر، وتم وضع مواصفات الزجاج لمنع دخول الماء للفيلا.
ولفت إلى أن الخدمات التي تقدمها «تصنيف» ليست في الإمارات فقط، بل لديها اعتماد من دول مجلس التعاون الخليجي وتعاون مع بعض الدول، مثل اليونان وتركيا وأذربيجان وشمال أفريقيا، وهناك مشاريع استشارية ومشاريع إشرافية على المشاريع في هذه الدول.
وقال«تزايد الاهتمام في الفترة الماضية بموضوع أسلحة الدمار الشامل، والتعامل مع المواد الخطرة لعدة أسباب وظواهر، من أهمها، ظهور تهديدات ضد القطاعات المدنية، ولم يقتصر التهديد على القطاعات العسكرية، كما كان في السابق، وذلك مع تطور وسائل الاستخدام، ووجود قطاعات حساسة، كالقطاعات الاقتصادية والنفط والغاز».
وأضاف«تعد «هوت زون» شركة وطنية ذات خبرة عالمية في مجال التخصص الكيميائي، ونقدم خدماتنا على مستوى دول الشرق الأوسط، نيابة عن الشركة الأم في هولندا»، مشيرا إلى أن خدمات التدريب التي تقدمها الشركة معتمدة من مراكز التدريب العالمية، من خلال تقديم التدريب النوعي المتخصص وغير المتوافر في دول الخليج حالياً».
وذكر النقبي أن الشركة عرضت خلال آيدكس أجهزة جديدة وحصرية تم عرضها لأول مرة، وهي أجهزة الكشف عن المواد الخطرة، وأجهزة في الكشف والتعامل مع المواد المشتركة، ما بين المتفجرات والعوامل الكيميائية، بالإضافة لأجهزة تعمل كمجسات وسط البحر، لاكتشاف المصادر الإشعاعية الموجودة في البحر، سواء ألفا أو بيتا أو جاما، أو تأثر المنطقة بأي نوع من هذه الإشعاعات داخل البيئة البحرية، بالإضافة لحلول وأنظمة جديد للمختبرات الميدانية ولفرق المستجيب الأول للحدث كتجهيزات متكاملة تستطيع الشركة تجهيزها وتصميمها وإنتاجها مباشرة للعميل.
وبين النقبي أن الشركة لديها مراكز تدريبية في عدة أماكن تقدم تدريبا نوعيا، وأن الخبرات الموجودة في الشركة هي لمستشارين دوليين سابقين، سواء كانوا مفتشين في النُظم أو الخبرات العسكرية المتميزة حول العالم، وعسكريين وقادة وحدات ومدارس دفاع كيميائي ومتفجرات، ومفتشين ومدربين في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، متعددي الجنسيات، وعلى مستوى خبراء، وحاصلين على الدكتوراه في الفيزياء النووية والكيمياء، وفي المجالات التخصصية النوعية. لافتاً إلى خدمات التدريب التي تقدمها «هوت زون» في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب، والتدريب على الحلول العملية في إدارة الأزمات بهدف الارتقاء بالأفراد قبل حدوث الأزمة وأثناء حدوثها وفترة التعافي ما بعد الأزمة.
أحدث عروض«المزروعي للابتكار»
عرض مركز أحمد المزروعي للابتكار المتخصص في مجال تطوير مشاريع القوات المسلحة، سبعة مشاريع صُنعت في الإمارات خلال معرض آيدكس2017، من أبرزها، مدرعة مصيحان ذات الدفع الثماني، وسيارة الذيب.
وأوضح أحمد المزروعي مدير المركز أن المركز متخصص في مجال الإلكتروميكانيكال وفي التصاميم، ويعرض بجانب المركبات أربعة أنواع من الروبوت المصنعة في دولة الإمارات، منها الروبوت«يونيفيرسال»، والذي يخدم تضاريس دولة الإمارات كافة، حيث يمكنه أن يمشي في البر، وعلى الحجارة وعلى الدرج، ويمكن وضع كاميرا أو أية خدمات أخرى بحسب المستخدم، موضحاً بأن ميزة«يونيفيرسال» هي أن الأنواع الأخرى من الروبوت يكون كل منها مخصص في منطقة معينة على عكس«يونيفيرسال» المخصص للمناطق بمختلف طبيعتها الجغرافية.
وأشار إلى ابتكار روبوت متنقلة تساعد في النقل والشحن في المعارض والمصانع الكبيرة، أما نيسان الذيب “Y62-400” المجهزة كاملاً، يوجد بها نظام تعبئة هواء للإطارات بطريقة أتوماتيك من الداخل، وفيها أنظمة طيارة من دون طيار، وفتحة لاستخدامات أجهزة القوات المسلحة، جهاز يفصل كهرباء السيارة للمهمات الصعبة، تم تصميمها بصدام أمامي وخلفي ونظام الرافعة.
وبالنسبة لمركبة«مصيحان»، فهي متعددة الأغراض، وتم تصنيعها في دولة الإمارات لتناسب تضاريس الدولة، ويمكن تحويلها لمنظومة أخرى، مثل غرفة عمليات أو إسعاف خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الخمس عشرة دقيقة. وتم تجهيز المركبة لتحمل 14 راكباً، بما فيهم السائق، مع وجود حماية علوية للمركبة وخارجيه بطريقة حديثة.
وقال المزروعي:« إن المشاركة في آيدكس تساهم بشكل كبير في وصول الابتكار والمنتج المحلي للعالمية في مجال الصناعة والروبوت وغيرها من دولة الإمارات».
منتجات الأمن والسلامة المحلية إلى العالمية
أكد ماجد عبدالعزيز الباكري، رئيس مجلس إدارة المصنع الوطني لمنتجات الأمن والسلامة، أن الفرص العظيمة التي منحها آيدكس2017 للشركات الإماراتية الوطنية في الوصول لمختلف الجهات داخل الدولة وخارجها، موضحاً أن مشاركة«المصنع الوطني» هي الأولى في آيدكس، والتي اختصرت عليه الكثير من الوقت في الوصول للجهات التي يحتاج للعمل معها، وتم تحقيق وقت قياسي بشرح المنتجات لعدد كبير من الجهات، والذين لاقت المنتجات استحسانهم، حيث تلقى المصنع طلبات من دولة الإمارات، والولايات المتحدة الأميركية وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
وذكر الباكري أن المصنع تأسس في 2012 وهو المصنع الوحيد في دولة الإمارات وثالث مصنع في الشرق الأوسط لإنتاج منتجات الأمن والسلامة، وينتج ما يزيد على مليون و200 ألف قطعة في السنة. وهو مصنع متخصص في صناعة الأحذية العسكرية لجميع التخصصات، على مختلف استعمالاتها وأحذية الأمن والسلامة بصناعة إماراتية 100%.
وقال:«يعتبر المصنع الوطني لمنتجات الأمن والسلامة أحد المصانع الرائدة في مجال تصنيع الأحذية العسكرية «سلامة»، وهي أحذية خفيفة الوزن ومقاومة للانزلاق لضمان أقصى قدر من الراحة والأمان، وذلك باستخدام تكنولوجيا حديثة، كما تتلاءم مع المناخ شديد الحرارة والرطوبة صيفاً، والمعتدل شتاءً في دولة الإمارات. كما نتخصص في تصنيع أنواع مختلفة من أحذية السلامة ومنتجاتنا مشهود لها على نطاق واسع، باعتبارها أفضل مجموعة من أحدث مواصفات التقنية التي تتناسب مع بيئة العمل المتنوعة سواء العسكرية أو المدنية.
وأشار الباكري إلى ما يميز منتجات«سلامة»هي تكنولوجيا الإنتاج التي تديرها»DESMA” وهي أحدث الآلات الألمانية، ووحدة إنتاج أوتوماتيكية بالكامل، وتتم مراقبتها من قبل روبوت لضمان الدقة في كل خطوة من خطوات الإنتاج، كما تتم مراقبة خطوط الإنتاج من قبل المصنع الأم في ألمانيا عبر الإنترنت، بالإضافة لمنح المنتجات السلامة القصوى وأكبر درجات الراحة، وهي معتمد من قبل مختبر «انترتيك» في المملكة المتحدة، وهو معروف في هذا المجال ومتطابقة مع المعايير العالمية.
ولفت إلى الخطة المستقبلية للمصنع الوطني التي تتضمن إنتاجات لواقي الرأس «الخوذة»، والنظارات الواقية والقفازات والملابس العسكرية.