27 فبراير 2010 23:05
لا شك أن الحديث معه له قيمة كبيرة، لأنه أحد نجوم السامبا وسحرة الكرة، والمدرب الذي يقود أحد أشهر وأعرق الأندية الإيطالية خاصة، والأوروبية على وجه العموم، والجميع يتذكر البرازيلي ليوناردو ناسيمينتو دي أرواخو الذي يجلس حالياً على قمة الإدارة الفنية لميلان، وفي حوار خاص لـ“ الاتحاد” تطرق مدرب ميلان إلى العديد من المحاور، خاصة المواجهة التي جمعت بين فريق “الروسو نيري” ومانشستر يونايتد الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وعن أول مواجهة له مع شيخ المدربين الإنجليز السير أليكس فيرجسون، وكذلك الصراع المحتدم حالياً في الدوري الإيطالي “الكالشيو، خاصة أن الفارق بين الإنتر المتصدر وميلان صاحب المركز الثاني تقلص إلى 4 نقاط فقط.
وفي البداية قال ليوناردو إن خسارة فريقه ميلان أمام “مان يونايتد” كانت مجرد كبوة، قد يتعرض لها أي فريق، مهما كانت قوته، مؤكداً أن عناصر فريقه تتمتع بكل المقومات والقوة لتحقيق الانتصار على أرضية ملعب “أولد ترافورد” وتدارك الموقف للاستمرار في مغامرة دوري الأبطال الأوروبي.
لا للمستحيل
وقال: “ لا يوجد شيء اسمه مستحيل في عالم كرة القدم، فالميلان يضم لاعبين كباراً ونجوماً يتمتعون بالخبرة وتجربة كبيرتين في خوض مثل هذه اللقاءات، وفي الحقيقة لا أعتقد أن المهمة ستكون مستحيلة بملعب “أولد ترافورد”، لأننا نملك كل مقومات الفوز على “المان يونايتد” والتأهل إلى الدور المقبل لدوري الأبطال”.
حديث ليوناردو عن احتمالات الفوز على منافس صعب على ملعبه وبين جماهيره، كان مصحوباً بتحليل موضوعي لمباراة الذهاب التي دارت رحاها في سان سيرو وخسر فيها ميلان بثلاث أهداف لهدفين وقال: “أعتقد أننا كنا الأقوى بملعبنا ومارسنا ضغطاً كبيراً على المنافس الإنجليزي طيلة المباراة، ولو سجلنا الفرص الكثيرة التي لم تترجم إلى أهداف، لكان الحديث اليوم مختلفاً، ويجب أن يعرف الجميع أننا واجهنا فريقاً قوياً كان في الموسم الماضي وصيفاً للفائز بالكأس الأوروبية وكان قبلها بطلاً أوروبياً، وتضم صفوفه لاعبين كباراً يمتازون بالسرعة والدهاء، لكن على الرغم من كل ذلك كنا نحن “أسياد الموقف” واستطعنا أن نفرض على “مان يونايتد” إيقاعنا وأن نصل أكثر منه إلى تهديد مرماهم وهذا مؤشر كبير يؤكد مقدرتنا على تحقيق نتيجة إيجابية في مقابلة الإياب”.
ضغط كبير على مانشستر
واعتبر ليوناردو أن عناصر “المان” سوف تعاني في مقابلة الإياب من ضغط كبير عليها، وأن ذلك قد يؤثر على أدائها أمام لاعبي ميلان، وقال: سيبقى أمام لاعبي مانشستر يونايتد التحدي الكبير للحفاظ على المستوى الذي ظهر به في سان سيرو، إضافة إلى أن المقابلة التي سيلعبها أمام جمهوره “أولد ترافورد” قد تمارس على عناصره ضغطاً قوياً، ويتأثر بالتالي أداؤها، لأن ذلك يشعرهم بمسؤولية أكبر تجاه مشجعيهم، وكما ذكرت فأنا متفائل جداً بمقابلة الإياب، لأن لاعبي ميلان واعون كل الوعي بضرورة مضاعفة الجهود لتحقيق النصر في مباراة تبدو صعبة من جميع النواحي، ليس فقط علينا، بل حتى على الخصم صاحب الأرض والجمهور”.
وعن الدفع بالثنائي المخضرم إنزاجي وسيدورف بشكل متأخر في مقابلة الذهاب أمام مانشستر، أكد “ليو” أنه حاول من خلال اعتماده على عناصر شابة مثل باتو وأونتالار منذ بداية المقابلة إرباك دفاع المنافس، وبعثرة أوراق السير فيرجسون، مؤكداً أن تشكيلته أزعجت وأثارت المتاعب لدفاع “المان” وحدت من خطورة هجومه الذي كان محظوظاً من وجهة نظره، وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف من الفرص الثلاث الوحيدة التي سنحت له أثناء المباراة.
وأضاف: “ عدم الدفع بسيدورف وإنزاجي منذ بداية اللقاء لا يعني أنني لا أثق في قدرات هذين اللاعبين الكبيرين، بل هي فقط خطة دخلت بها لمواجهة قوة اندفاع عناصر “المان” وسرعة أدائهم، لكنني في مباراة الإياب في العاشر من مارس المقبل سأغلب جانب الخبرة والتجربة على جانب السرعة، لأنه لدي الآن بدائل عديدة بعد عودة الهداف بورييلو وشفائه التام من الإصابة وعودة الصحوة لعناصر ميلان التي لن تخذلني في ملعب أولد ترافورد”.
جاهز للابتعاد
وكان لابد أن يتوقف مدرب ميلان عند نقطة مهمة للغاية تتعلق بموضوع الانتقادات التي وجهها برلسكوني إليه بعد الهزيمة التي تلقاها ميلان على يد مانشستر يونايتد، ولكن ليو كان شجاعاً وصريحا ليؤكد وبكل بساطة أن هذه الانتقادات لم يسمعها، وأن وسائل الإعلام هي من تتحدث عنها وتحاول من خلالها صناعة أخبار حولها.
وقال: “كما صرحت لعدد من الإعلاميين أنا مستعد لأي قرار يتخذه ميلان والرئيس برلسكوني، وإذا رأى أن مهمتي انتهت فأنا مستعد للانسحاب بدون مشاكل ودون الدخول في حسابات وتفاصيل لا جدوى منها، فمجيئي للميلان كان واضحاً ومحدد التفاصيل، وبالتالي فأنا لن أجد نفسي محرجاً عندما يتخذ قرار باستبدالي بمدرب آخر، وأنا رهن إشارة الفريق، وأسعى جاهداً إلى صنع مجموعة متكاملة تعكس تاريخ وقوة ميلان، وإذا عدنا إلى بداية الموسم والمستوى الذي ظهر به ميلان مقارنة بالمستوى الحالي، فهناك فرق كبير وهذا يعني أننا قطعنا أشواطاً مهمة وإيجابية، على الرغم من كل المشاكل، وبالتالي نحتكم اليوم على فريق متكامل وقوي”.
ولم يغفل ليوناردو أن يشيد بعناصره وبجهودها في الدوري ودوري الأبطال، مؤكداً أن الكل يشعر بالمسؤولية وضرورة التحدث فقط بلغة النصر، وأنا فخور بتدريب فريق كبير اسمه ميلان وفخور بإشرافي على مجموعة تضحي بكل شيء من أجل قوة ومكانة ميلان، لهذا فنحن مطالبون بالتصفيق لهؤلاء اللاعبين بدلاً من انتقاد أدائهم وجهودهم”.
ولم يغفل ليوناردو أن يتحدث عن علاقته برئيسه سيلفيو برلسكوني، حيث أوضح أن علاقتهما جيدة جداً ويشوبها الاحترام المتبادل، وقال “نتواصل بشكل مستمر وعلاقتنا جيدة ويشوبها الوضوح والصراحة وأنا أكن كل الاحترام لرئيس النادي وأقدر الجهود التي يبذلها، فقد كان آخر اتصال بيننا قبل مباراة مانشستر التي عبر فيها برلسكوني عن تقديره لجهود الفريق وجميع المسؤولين عليه”.
الفرصة قائمة
أكد ليوناردو أنه من الصعب على أي فريق الحفاظ على قوته، وإيقاعه طوال الموسم، موضحاً أن الإنتر فريق قوي، لكنه قد يتعثر في بعض الأحيان، حتى على أرض ملعبه، وقال: “نلاحظ أن الإنتر في الجولات الأخيرة، أصبح يكتفي بالتعادل، وهذا مؤشر على أن عناصر الفريق مصابة بالإعياء،
وبالنسبة لنا يبقى هذا الأمر فرصة مناسبة لتعويض النقاط والفارق بيننا وبين هذا الفريق القوي الذي أصبح يبعد عنا الآن بـ4 نقاط فقط، حيث يحتل الإنتر المركز الأول برصيد 55 نقطة، ويطارده ميلان بكل قوة بعد أن كسب المباراة المؤجلة ليحتل المركز الثاني برصيد 51 نقطة، عقب الجولة الخامسة والعشرين، ويأتي روما في المركز الثالث وله 50 نقطة.
واعتبر ليوناردو أن لعناصر فريقه القدرة على تقليص الفارق وأن هناك مجالاً كبيراً للقيام بذلك،
ومازالت هناك عدد من الجولات والمقابلات تنتظرنا لتقليص الفارق بيننا وبين الإنتر، كما يجب ألا ننسى أن الانسجام والصحوة عادت لعناصر ميلان التي ترغب أكثر من قبل في تخطي كل العقبات للفوز في الدوري ودوري الأبطال”.
ولم يخف مدرب ميلان سعادته بعودة عدد من لاعبيه الأساسيين إلى الملعب بعد معاناتهم من الإصابة مؤكداً أن ذلك يسهم في نجاح مهمة الفريق في الدوري ودوري الأبطال، وقال “أعتقد أن شفاء بورييلو، وعودته إلى الملعب للدفاع عن قميص ميلان وكذلك عودة سيدورف للياقته البدينة ومستواه المعهود، إضافة إلى جاتوزو ويانكلوفسكي وكلادزي كلها أوراق رابحة لميلان في المقابلات المتبقية في الدوري وفي لقاء الحسم أمام مانشستر يونايتد”.
سر تفوق «السامبا»
تطرق الحديث مع ليوناردو إلى ذكرياته مع منتخب السامبا ومونديال 1994 بأميركا و1998 بفرنسا، حيث شارك في البطولتين، ليفوز باللقب في الأول ويلعب النهائي في الثاني أمام المنتخب الفرنسي.
وقال ليوناردو والبريق يظهر في عينيه، إنها مراحل من حياته الكروية لن تنسى أبداً، واللعب مع المنتخب البرازيلي فخر وإنجاز، فما بالك أن تفوز معه بكأس العالم مرة وتلعب مباراة نهاية مرة أخرى بالمونديال، الجميل في هذه التجربة هو المقابلات الصعبة التي واجهنا فيها فرقاً قوية، تمكنا من التغلب عليها، ليس فقط بقوة لاعبينا ودهائهم، بل كذلك لعبهم الجماعي، والتضحية والإيثار، وكنا مجموعة رائعة ومتفاهمة، ويجمعنا الحب والصداقة.
عندما ذكر ليوناردو المجموعة التي شاركت معه في مونديالي 1994 و1998 كان لابد له من ذكر الأسماء التي تركت بصماتها في ذاكرته فقال: “كنت سعيداً باللعب جنباً إلى جنب مع أصدقاء أعزهم كثيراً مثل بيبيتو وروماريو وتفاريل والداير وكافو وبرانكو وغيرهم، فقد كنا مجموعة متكاملة، أما في مونديال 98 فقد استمتعت بصحبة القادمين الجدد مثل روبرتو كارلوس ورونالدو وغيرهم”.
حذر من تجاهل «الطليان»
البرازيل وإنجلترا مرشحان للقب «مونديال 2010»
ميلانو (الاتحاد) - أكد ليوناردو أن البرازيل وإنجلترا مرشحان بقوة للفوز بلقب مونديال 2010 لكرة القدم في جنوب إفريقيا، مشيراً إلى أن المنتخبين يضمان ترسانة من اللاعبين الأقوياء، ومدربين أكفاء. وقال: “برازيل دونجا قوية وتتميز بوجود عناصر شابة ولها خبرة كبيرة في خوض مقابلات دولية خصوصاً تلك المتعلقة بالمونديال، وأعتقد أن كل العناصر والشروط تتوافر لدى البرازيل للمنافسة وبقوة على الكأس العالمية، وأرى أن جميع خطوط السامبا متكاملة ويوجد فيها أفضل العناصر، بمن فيها كاكا ورونالدينهو ومايكون ولوسيو وغيرهم، أما الإنجليز بقيادة كابيلو فقوتها تكمن في عناصرها الجيدة وانسجامهم التام وسرعتهم في الأداء وأعتقد أن أي منتخب يواجه هذين المنتخبين الكبيرين سيلاقي صعوبات كبيرة وعلى مستويات عدة”.
لكن ليوناردو لم يتوقف عند حدود هذين المنتخبين، بل أشار إلى منتخبات أخرى وعلى رأسها المنتخب الإيطالي، وقال: “لا يجب أن ننسى المنتخب الأزوري بقيادة ليبي وهو كذلك مرشح للحفاظ على اللقب العالمي، كما لا يجب أن نغفل بعض الفرق الأخرى التي قد تحقق المفاجأة في دورة جنوب أفريقيا”.
الصحف الإيطالية تلقبه بـ”المدرب غير الغاضب”
ميلانو (الاتحاد) - اشتهر ليوناردو بأناقته في اللعب واحترامه وتطبيقه المحكم لخطط مدربيه، ينشط في الوسط، ومن تلك النقطة تظهر قوته وقدرته على الربط بين خطي الدفاع والهجوم، وغيابه كان مؤثراً في الفرق التي لعب لها، خصوصاً في الفلامينكو وميلان ومنتخب البرازيل، بالإضافة إلى خبرته ودقته في تسجيل أهداف من كرات ثابتة.
وكان له الفضل في حصول ميلان على لقب الدوري الكروي الإيطالي موسم 1999، كما ساهم في فوز المنتخب البرازيلي بكأس العالم في مونديال 94 بأميركا.
أناقته لا تنحصر فقط في طريقة لعبه وشكله وملابسه، بل حتى في الكيفية التي يتحدث بها إلى وسائل الإعلام والخطط التي يضعها لفريقه ميلان لمواجهة المنافسين، وهو متواضع ومحبوب لدى الجميع، مع ابتسامة لا تفارق وجهه جعلت الصحافة الإيطالية تلقبه بالمدرب الذي لا يغضب.
طريق الشهرة يبدأ من شواطئ «السحرة»
ميلانو (الاتحاد) - حكاية الشهرة والمجد بدأت من الأرض التي تنبت النجوم والعمالقة من راقصي السامبا، وولد ليوناردو في مدينة نيتيروي البرازيلية يوم 5 سبتمبر 1969 وتعلم على شاطئها وأحيائها ثقافة ومبادئ وفنيات “الساحرة المستديرة”، ولعب لفرق محلية في سن مبكرة، قبل أن يبزغ نجمه، وتتهافت عليه الفرق البرازيلية، ونجح فريق فلامينكو الشهير من جلبه إلى صفوفه، ويلعب جنباً إلى جنب، وهو في 17 عاماً مع الأسطورة زيكو وريناتو جاوتشو وبيبيتو.
ونظراً لقدرته على الربط بين الدفاع والهجوم ودوره الحيوي في وسط الملعب، لم يتردد سان باولو في دفع مبالغ كبيرة لغريمه فلامنجو ليصبح ليوناردو، أحد عناصره الأساسية، وفي عام 1991 كان اللاعب على موعد مع الاحتراف الخارجي، عندما انتقل إلى الدوري الإسباني، ولعب لفريق فالنسيا 3 سنوات، قبل أن يعود مرة أخرى إلى سان باولو البرازيلي، ولكن سرعان ما خاض تجربة أخرى، ولكن هذه المرة في الدوري الياباني، ولعب لفريق كاشيما، وبعد عامين عاد ليوناردو إلى أوروبا، وتحديداً إلى سان جيرمان الفرنسي، قبل أن يشد الرحال إلى إيطاليا مع ميلان التي قضى فيه أربعة مواسم، فاز خلالها بلقب “الكالتشو”، ولكنه سرعان ما عاد مرة أخرى إلى البرازيل في تجربة جديدة مع فلامنجو وسان باولو، لينتقل مرة أخرى إلى ميلان موسم 2003 قبل أن يعتزل ويصبح أحد المسؤولين في “الروسو نيري” إلى عام 2009 عندما تم تكليفه بمهمة تدريب فريق “الروسو نيري”.
دين ميلان في الرقبة
ميلانو (الاتحاد) - “أنا أحب هذا النادي العريق الذي منحني كل شيء ومدين له بالشيء الكثير”، هكذا تحدث ليوناردو على ناديه ميلان، عندما سألناه عن مساره الكروي فيه وعن تجربته معه كلاعب ومسؤول عن مؤسسة ميلان الخيرة، والآن كمدرب.
وقال: “هذا النادي منحني مساراً كروياً رائعاً وغنياً، وجعلني أمارس الكرة في أعلى مستوياتها وألعب مع كبار النجوم وأحصل على ألقاب كروية مهمة، فضلاً عن العلاقات الإنسانية والاحترافية التي مكنني منها، وفي بادئ الأمر كانت الكرة والملاعب والمنافسة هي العلاقة التي تربطني به لتتحول بعد الاعتزال إلى عمل مؤسساتي محترف، ثم إلى عمل خيري مع مؤسسة ميلان الخيرية “فونداسيوني ميلان” التي جعلتني أنجز عدداً من المشاريع الخيرية في البرازيل والعالم لمصلحة الأطفال المحتاجين، بعد هذه المرحلة جاءت فرصة التدريب والمسؤولية الكبرى في تسيير أعرق الفرق في العالم، لهذا فأنا مدين لهذا النادي والمسؤولين عنه بالشيء الكثير”.
طالب بمزيد من الثقة في المدربين الشباب
ليوناردو: أنا محظوظ لأني تتلمذت على يد كابيلو
ميلان (الاتحاد) - عندما سألنا ليوناردو عن تجربته الجديدة كمدرب والمدرسة التي تعلم منها أصول هذه المهنة، أجاب قائلاً: “مدرستي هي ميلان، تعلمت طريقة التدريب وكيفية تسيير فريق بحجم “الروسو نيري”، وكانت البداية عندما كنت لاعباً مع كابيلو الذي استفدت منه الشيء الكثير وتعلمت حتى، وأنا لاعب كيفية قراءة المباراة، ووضع الخطط، فكابيلو الذي اعتبره مدرباً كبيراً ترك بصماته ليس فقط حياتي المهنية بل حتى في حياة لاعبين كباراً آخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ كرة القدم العالمية بحروف من ذهب، وفي الحقيقة كنت محظوظاً بأن أكون أحد لاعبي هذا المدرب وتلاميذه.
أما عن زميله وصديقه أنشيلوتي فقال عنه: “ أنشيلوتي مدرب كبير بجميع المقاييس، وقوته في التدريب تكمن في حبه لكرة القدم ومزاولته لها على أعلى مستوى، إضافة إلى أنه يرتبط بصداقة مع جميع عناصر الفريق، ولهذا فهو يوصل رسائله بسرعة لتصبح الفكرة واضحة لجميع اللاعبين، وبالتالي تنجح خططه على أرضية الملعب لأنها مفهومة، أنا بدوري استفدت من هذه الخاصية وأعتبرها أحد النقاط الأساسية في نجاح المدرب”.
ولم يغفل ليوناردو أن يشير إلى أن مدرسة التدريب البرازيلية تركت بصماتها في حياته المهنية مع عدد من المدربين البرازيليين الأكفياء سواء في منتخب “السامبا” أو الفرق البرازيلية التي لعب لها سابقاً.
وعند حديثنا عن التدريب، والمدربين الشباب كان لا بد أن نتطرق إلى تجربة تشيرو فيرار مع فريق يوفينتوس، حيث أكد ليوناردو أن ما حدث لصديقه تشيرو مجرد غياب الحظ وأن اليوفي لو منحه بعض الوقت، لأظهر مكانته وقدرته على التدريب، وقال: “في الحقيقة لم تكن الظروف في مصلحة تشيرو الذي فعل كل شيء لترميم “السيدة العجوز” وإعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، ما أعرفه عن فيرار هو الصبر وحبه لليوفي وكرة القدم بشكل عام، لهذا فهو كلاعب سابق بـ”البيانكو نيري” أظهر كفاءة وإمكانات كبيرة وكمساعد مدرب قام بالنفس الشيء ، فلا يعقل ألا ينجح في مهمته كمدرب، إلا إذا صادف ظروفاً قاسية تمنعه من ذلك، لذلك فإن منحت له فرصة أخرى مع اليوفي أعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً”.
وعن تجربة المدربين الشباب مقارنة بمدربي الجيل السابق قال: “ أعتقد أن عدداً من المدربين الشباب أمثال جوارديولا وفان باستن، وريكارد وآخرين أظهروا ثقافة جديدة في التدريب وتسيير الفرق وهذا يعني أننا اليوم مطالبون بوضع مزيد من الثقة في المدربين الشباب، لكن هذا لا يعني القطيعة مع المدربين السابقين لأن هؤلاء سيبقون المعيار والأصل لكل تطور في مجال التدريب”.
مدرب ميلان ينفي اتهامات الصحف الإيطالية للاعب بـ«التقصير»
«الحديث عن سهرات» رونالدينهو دون دليل
ميلان (الاتحاد) - كذب ليوناردو كل الأخبار التي أطلقتها قبل أسابيع الصحافة الإيطالية، في حق النجم البرازيلي رونالدينهو التي اتهمته فيها بالتقصير في واجباته تجاه فريقه ميلان، وإقامته حفلات قبيل “ديربي” مدينة ميلانو السابق، وقال: “لا تغضبني تعليقات الصحافة وآراؤها، فلها كل الحق للقيام بذلك، ولكنني في المقابل أرفض الأخبار الزائفة وغير المؤكدة، فكل ما قيل عن رونالدينهو وسهراته قبل “الديربي” لم أجد له دليلاً واحداً يؤكده، وأعتقد أن الجهات التي نشرت هذه الأخبار يجب عليها أن تكون أكثر مهنية ودقيقة في أخبارها قبل نشرها”.
ووضع مدرب “الروسو نيري” ثقته في لاعبه رونالدينهو، مؤكداً أنه لاعب ملتزم وأظهر وزنه وقيمته وجديته مع ميلان، وقال: “أنا أثق في رونالدينهو، فتجمعني به علاقة جيدة، فقد أجرى تدريباته بكل جدية وانضباط طوال الأسبوع الذي سبق “الديربي” وبل ومنذ بداية الموسم، وأعتقد أنه أدى ثمن أخطائه في الماضي، عندما لعب للبارسا، أما اليوم فالوضع تغير ليتدرب بجدية بالغة وبحس مسؤول، مبتعداً عن كل الشبهات، وما يجب أن يعرفه الجميع أن رونالدينهو صديق وأي مكان يذهب إليه يخبرني به” وعن تأثير مثل هذه الأخبار على رونالدينهو وعلى عناصر الفريق ككل، قال ليوناردو: “لا أعتقد أنها مؤثرة على اللاعب وعلى الفريق، لأنها تخلوا من الصحة وتوجد فقط من أجل بيع مزيد من الصحف”. وأضاف عن دور رونالدينهو مع ميلان: “بكل تأكيد فعودة رونالدينهو إلى مستواه المعهود أعاد معه ميلان إلى توازنه وقوته وخوف الفرق منه.
العلاقة مع الصحافة الإيطالية شعارها «الاحترام المتبادل»
ميلان (الاتحاد) - على الرغم من أنها تنقل أخباراً غير دقيقة عن سهرات رونالدينهو، ومحاولتها إيجاد أجواء من التوتر بينه وبين برلسكوني، إلا أن ليوناردو أكد لـ”الاتحاد” أن علاقته بالصحافة والإعلام الإيطالي بصفة عامة يشوبها الاحترام المتبادل، وأنه يربط علاقة صداقة مع عدد من الصحفيين، معتبرا أن للإعلام دوراً حيوياً في عالم كرة القدم وفي الرياضات الأخرى.
وقال: إن علاقتي جيدة مع الإعلام والإعلاميين الإيطاليين، ولم يحدث أن وقعت بيننا مشاكل، وأعتقد أن الصحافة تبقى جزءًا من لعبة الكرة ومن طقوسها، وبفضلها تصل الأخبار عن الفرق واللاعبين والتفاصيل الأخرى للجماهير، وبالتالي يبقى دورها كبيراً في صنع الأجواء، لكن هذا لا يعني أن تكتب أخباراً لا أساس لها من الصحة لصنع الحدث، فأنا كما قلت أحترم الإعلام والإعلاميين، وأنه جاد معهم، ولكنه في الوقت نفسه يجب أن يكونوا- هم الآخرون- جادين وصادقين في تناول الخبر”.
وأضاف أن علاقة الصداقة التي تجمعه ببعض الصحفيين لا تعني أن يجاملوه إذا ارتكب خطأً، مطالباً إياهم بذكر الحقيقة فقط وبكل تفاصيلها.
وقال: “الوضوح و الحقيقة هي التي تحدد علاقاتي مع الكل، لهذا فأنا لا أنزعج إذا كتبت الصحافة أخباراً وتحليلات تظهر أخطائي، لأن الصحفي مدعو للقيام بعمله على أكمل وجه، ويذكر كل التفاصيل الحقيقية عن شيء ما، وأنا أعتبر أن هذا أمر طبيعي لأنه يدخل في أدواره وعمله الذي أقدره وأحترمه كثيراً.
وحول مقارنة بين الصحافة الإيطالية ونظيراتها الأوربية والعالمية، قال ليورنادو: “ إن الصحافة في إيطاليا في تناولها للأخبار لا تختلف عن نظيراتها في العالم، مؤكداً أن تزييف الحقائق والزحف وراء الأحداث أشياء توجد في جميع دول العالم”.
سؤال يطرح نفسه
من له الأولوية في التشكيلة الأساسية .. ديدا أم أبياتي؟
ميلان (الاتحاد) - أظهر حارس المرمى أبياتي في جميع المقابلات التي شارك فيها مع ميلان المستوى الرفيع والقدرة الكبيرة على الدفاع على مرمى “الروسو نييري” وكانت المقابلة الأخيرة التي جمعت ميلان مع باري خير دليل على ذلك، حيث استطاع أبياتي أن يتصدى لعدد من الكرات الخطيرة والتصدي لضربة جزاء ببراعة كبيرة، محافظاً على نظافة شباكه وساعد ميلان على تحقيق انتصار ثمين خارج ملعبه.
ولكن على الرغم من كل هذه القدرات التي يتمتع بها هذا الحارس الإيطالي، بقي في غالبية مقابلات الموسم في كرسي الاحتياط، كحارس ثانٍ للفريق، رغم التذبذب الواضح في مستوى الحارس ديدا. ليوناردو رغم اعترافه بمكانة وقوة أبايتي، إلا أنه يفضل ديدا عليه، وقال: “ديدا وأبياتي حارسان كبيران، وأظهرا ذلك في مناسبات عديدة ليدافعان وبشراسة عن شباك ميلان، بالنسبة لي فبقائي متردداً في الاختيار بين الحارسين سيعقد الأمور، وفي حالة منح الفرصة بشكل متناوب فقد يوجد نوع من غياب الانسجام داخل الفريق ولهذا فكرت في الاعتماد على أحدهما في هذا الموسم، ولكن اختياري لديدا لا يعني أن أبياتي أقل منه، بل لاحظت أن هذا الأخير يكون دائماً جاهزاً رغم جلوسه مدة طويلة على الاحتياط”.
بخصوص الحارس الذي قد يعتمد عليه في مقابلة مانشستر يونايتد بعد أن أظهر أبياتي مستوى أفضل من ديدا في مقابلة باري، أكد ليوناردو أن من سيكون جاهزاً في العاشر من مارس ويكسب ثقته يدافع عن عرين ميلان.
المصدر: ميلانو