تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يواصل مهرجان «الفجيرة الدولي للفنون» في دورته الثالثة تقديم مجموعة من العروض الفنية والثقافية والاستعراضات التراثية والأمسيات الغنائية التي شهدت حضوراً كبيراً من زوار وضيوف المهرجان سواء التي أقيمت في القرية التراثية - دبا، أو المسرح الكبير على كورنيش الفجيرة، وكانت مقاعد أغلب الفعاليات ترفع شعار «كامل العدد».
وكانت الفنون الشعبية في «الفجيرة الدولي للفنون» حاضرة وبقوة في القرية التراثية من فعاليات المهرجان، حيث استقطبت عدداً غفيراً من الجماهير والضيوف والنجوم الذين استمتعوا بالأجواء التراثية الساحرة التي تفوح بعبق الماضي.
تعبر الفنون الشعبية عن عادات وتقاليد وقيم إماراتية عريقة، تعطي لمحات عن الحياة الاجتماعية للمجتمع الإماراتي قديماً في مختلف مناسباته، فضلاً عن الاستعراضات الشعبية والأداء الحيوي لمؤدي فنون «الدان» و«الرواح» و«العارضة» و«الذهبة» و«الدرية» وغيرها من التقاليد الشعبية المتوارثة منذ القدم.
وضمن عروض الفرق الفنية الشعبية قدمت فرقة «فن الهبان» وفرقة «الدان» على مسرح القرية التراثية استعراضات شعبية على أصوات آله المزمار التي تسمى «الهبان» وإيقاعات الطبول المصاحبة للوصلات الغنائية والأهازيج المتعددة والشلات الشعبية الخليجية القديمة التي تمثل كل منها قصة من قصص الإنسان الإماراتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام وتمثل ارتباطه بتاريخه وتراثه واعتزازه بعاداته وتقاليده.
وأدت كل من الفرقتين استعراضات تراثية قديمة بمصاحبة مجموعة من النساء والرجال وعددهم 10 أشخاص، ويقومون بأداء دقات الطبول الموحدة في الأداء والإيقاع، إلى جانب معزوفات آله المزمار، ويرددون أهازيج وأغنيات تراثية وسط حفاوة وتفاعل كبيرين من الحضور.
تظاهرة فنية
وفي اليوم الرابع من المهرجان أحيت الفنانة الأردنية ديانا كرزون الأمسية الثانية من أمسيات «الفجيرة الدولي للفنون» الغنائية على مسرح الكورنيش بالفجيرة، وتألقت كرزون الذي استقبلها الحضور بحفاوة كبيرة بتقديمها مجموعة من أغنياتها الشهيرة القديمة والجديدة، والتي تفاعل معها الحضور كثيراً من بينها «وش الطارق» و«حب تقليدي» و«مكانك»، كما أدت للعندليب الأسمر، الراحل عبد الحليم حافظ أغنيته الشهيرة «موعود» وسط حفاوة وحماس كبيرين من قبل الحضور الذي ظل يردد معها كلمات الأغنية حتى نهايتها، كما أبدعت في تقديم بعض الأغنيات المصاحبة لاستعراض الدبكة التي ألهبت حماس الجمهور.
وحول مشاركتها في «الفجيرة الدولي للفنون»، أكدت كرزون أنه أصبح من المهرجانات الثقافية والفنية العالمية، خصوصاً أنه اتسم بصفة الدولية، وباتت له مكانة مرموقة ومتميزة وسط المهرجانات الأخرى التي تهتم بمزج الثقافة والفنون والتراث والأصالة في مكان واحد، بل ويجمع الفنون العالمية تحت منصة واحدة، فحقاً هو تظاهرة فنية لكل المبدعين من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، ما يؤكد معنى شعار المهرجان «الفجيرة تجمعنا».
قوة الأداء
وفي اليوم نفسه، وعلى مسرح كورنيش الفجيرة أيضاً، استمتع الجمهور بأداء المطربة هند البحرينية، حيث قدمت باقة من أغنياتها التراثية الخليجية القديمة والجديدة بمصاحبة فرقتها الخاصة والتي تضم مجموعة من الموسيقيين المتميزين، واعتلت هند المسرح بإطلالتها الأنيقة ومظهرها الرائع متألقة بقوة أدائها وجاذبية صوتها ليستقبلها الجمهور بحفاوة بالغة وبالتصفيق الحار ويتفاعل مع صوتها الجميل الذي زاد من حماس الحضور، وبات يردد بعض كلمات أغنياتها المتميزة.
وعبرت هند البحرينية عن سعادتها بوجودها في إمارة الفجيرة ضمن فعاليات «الفجيرة الدولي للفنون» وأنها فخورة بأن تكون إحدى الفنانات التي تحيي حفلاً ضمن أمسيات المهرجان المتميزة التي تجمع نجوم العالم على خشبة مسرح واحد، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تزور فيها الفجيرة، حيث أحيت بعض الحفلات بها، إلا أن زيارتها هذه المرة تختلف فهي الآن في ضيافة مهرجان كبير جمع كل أنواع الفنون في الوطن العربي والعالم، وأتاح لها فرصة التواصل مع جمهورها الذي يشكل جزءاً من نجاحاتها.
فنون عالمية
وبمناسبة النجاح اللافت الذي تحققه الأمسيات الغنائية والتراثية في «الفجيرة الدولي للفنون»، لفت محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان، إلى أن الدورة الثالثة من المهرجان ستسحر العالم كعادتها في احتضان المواهب والفنون والطاقات، من أجل تحقيق رسالة الإمارات السامية الداعية للتسامح العالمي، ثم سيأخذ المهرجان الضيوف والزوار في رحلة إلى رحاب الفنون العالمية ومبتغاها لمناقشة رؤاه الفكرية والفلسفية والجمالية.
وقال: يرسخ المهرجان مكانته كواحد من أهم المهرجانات الفنية العالمية، واستطاع أن يعزز حضور إمارة الفجيرة على خريطة العالم الثقافية والفنية، ويكسب ثقة كبار فناني العالم ومؤسساتهم المختصة، وصولاً إلى إيجاد مظلة واحدة تجمع فناني العالم والعرب في كافة الفنون الأدائية والغنائية والتشكيلية والكتابة الإبداعية لتقديم خيرة نتاجاتهم، ولتبادل خبراتهم والاطلاع على تجارب الآخرين وبلورة آلية للتحاور بين مختلف الثقافات المتنوعة.
مكانة عالمية
ونوه أن دولة الإمارات تبوأت مكانة عالمية وإنسانية مهمة وباتت حاضنة فنية للفنانين والمبدعين من كل دول العالم، فهذه التجارب الفنية تخلق جسوراً من التواصل بين الحضارات وتعزز مكانة الدولة أكثر على الخريطة الثقافية الدولية، حيث تجمع إمارة الفجيرة كل الفنون العالمية من مسرح وأغان وفرق تراثية وموسيقية في مكان واحد لتحقيق رسالة المهرجان المتمثلة في جعله واحداً من أبرز الفعاليات الفنية والثقافية العالمية.