الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«المُلقن» ينتقد شللية الوسط الفني

«المُلقن» ينتقد شللية الوسط الفني
24 فبراير 2020 01:20

السيد حسن (الفجيرة)

يواصل مهرجان الفجيرة الدولي للفنون تقديم عروضه لمسرح المونودراما، حيث قدم عرضين، الأول على خشبة مسرح المونودراما بدبا الفجيرة بعنوان «المُلقن» من الجزائر تأليف أحمد الملا، إخراج وتمثيل بن بكريتي محمد، والثاني عرض من روسيا بعنوان «سيتي مانا» على خشبة جمعية دبا للثقافة والفنون الشعبية وهو من تأليف ليديا كوبينا وفيرونيكا بيراشيفيتش، وتمثيل ليديا كوبينا، وإخراج تانيا كاباروفا.
وتناول العرض الجزائري «المُلقن» إشكالية وجود الشللية في الوسط الفني على عمومه، وتغلغل فئة أنصاف الموهوبين بطرق احتيالية على المشهد الثقافي والفني دون تقديم مصوغات فنية مقنعة.
النص يحمل آهات شاب يحلم أن يكون ذات يوم على خشبة المسرح، يؤدي ويبدع ويستمع له ويشاهده الجميع، شاب قضى حياته ملقناً تحت أقدام هؤلاء غير الموهوبين بالمرة، يصلح من رداءة لغتهم تارة، ويصحح من لكناتهم الهجينة على اللغة العربية الفصحى تارة أخرى، وعندما يحاول هذا الشاب أن يصعد من دور الملقن إلى دور الممثل على الخشبة، تركله الأقدام وتدوسه في مجتمعات لا تقدر الموهوبين وتعلي من شأن كل ما هو رديء.
النص سردي بحت، ولكن الممثل استطاع إلى حدٍ كبير أن يعتصر حزنه ويجسد ألمه على الخشبة بشكل لافت، إنها آهات المقهورين حين تئن وتتبلور على وجوههم وتتدفق في كلمات من ضمائرهم الغضة.
وأعقب العرض ندوة تطبيقية، أثنت في معظمها على العرض الجزائري، وقدم عدد من النقاد وجهات نظر نقدية حول النص والأداء اللذين لم يكنا في المستوى المرجو.

سيتي مانا
وقدمت روسيا عرض «سيتي مانا» الذي جسدت فيه الممثلة ليديا كوبينا شخصية تلك السيدة التي تعاني عثرات الزمن وقد تركت نفسها للبوح وتقول: «كان علىّ أن أتخلى عن المقاومة، لأن ما حدث لي ترك فيّ أثراً، نعم تعلمت المشي والسقوط والمقاومة وبقيت لي الخطوة الأخيرة، لأزيل هذا الغبار والدم والدموع وأعرف ذاتي، هذا ما تبقى مني بصدق ومن دون شروط».
«سيتي مانا» نص يحاكي هزائم الإنسان أمام ذاته وأمام الآخرين، يغوص في أعماق الذات ويستدعي الأنا، تلك الأنا التي أحياناً لا بد أن تكون لتعود للإنسان المهزوم ثقته بنفسه وبمحيطه وبمجتمعه، وقد أبدعت الممثلة في تجسيد كل هذه المعاناة بشكل إبداعي فائق، على المستوي الحركي المرن والمتزن والمبهر أو على مستوى تعبيرات الوجه التي لم تدع شيئاً يحكى إلا وحكته تلك التعبيرات العبقرية على وجه ممثلة العرض.
وربما وقع العرض في نقيضين الإفراط في السأم والقنوط، وفي مرونة الحركة وتجسيدها برشاقة، قد يفهمها المشاهد على أنها انطلاق للأفق وكسر الحجب النفسية التي كسرت نفسية تلك المرأة أو بالأحرى بقايا امرأة.
وقد نال العرض الروسي «سيتي مانا» استحسان عدد كبير من النقاد العرب في الندوة التي تلت العرض مباشرة، واعتبروا العرض نصاً وتمثيلاً من أروع ما قدم في المهرجان حتى الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©