13 ديسمبر 2011 22:16
تتركز 50% من القدرات الإنتاجية الجديدة للكيماويات القائمة على الإيثيلين في منطقة الخليج، وسيتم تصدير جزء كبير من هذه المنتجات إلى الأسواق الآسيوية سريعة النمو، مما يترك قطاع الكيماويات الخليجي عرضةً للتأثر سلباً بأي تباطؤ قد تشهده تلك الأسواق، بسحب نتائج دراسة أعدتها «أليكس بارتنرز» للخدمات الاستشارية.
وتوقعت الدراسة انخفاض معدلات استخدام هذه المنتجات البتروكيماوية في المنطقة وتراجع هوامش ربحية الشركات الأقل قوة،وذلك بسبب ارتفاع مستوى المعروض من مختلف المنتجات بشكل يفوق مستوى الطلب خلال الأعوام القليلة القادمة.
وأفادت «أليكس بارتنرز» بأن هذا الانخفاض يأتي بالرغم من أن شركات الكيماويات في الشرق الأوسط تتمتع بميزة وفرة المواد الخام للنفط والغاز، كما ان القطاع في المنطقة يتمتع بقوة ، ولكنه في نفس الوقت يواجه تحديات عديدة أهمها أهمية مواكب الشركات الإقليمية مع خيارات المواد الخام الجديدة وتغيرات الأسواق.
وقال الدكتور «يورج فابري» مدير «أليكس بارتنرز»، في مؤتمر صحفي بدبي أمس، إن من بين أهم الأسباب التي تهدد بانخفاض أرباح الشركات الارتفاع الهائل الذي من المتوقع أن تشهده قدرة إنتاج الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي خلال ما بين 3 إلى 5 سنوات قادمة.
وقال من المتوقع أن يتراجع استخدام البوليسترين ليصل إلى 50% من الطلب الحالي، في حين سيهبط معدل استخدام البولي فينيل كلوريد من 80% إلى 60%.
وأضاف فابري «يتسم قطاع الكيماويات بتنافسيته العالية وحساسيته للأسعار، لذا يتعيّن على شركات الكيماويات الإقليمية تعزيز كفاءتها التشغيلية، خصوصاً مع احتمال تعرّض الاقتصاد العالمي لمزيد من الهبوط.
ولفت إلى أن العديد من المنتجين الإقليميين يستفيدون من إبرام الشراكات بفضل تكامل عمليات شركاتهم وحجم إنتاجها، ويمكن للكثير من شركات الكيماويات في الخليج بذل مزيد من الجهود لتحقيق الامتياز في التكامل بالاعتماد على عمليات الاستحواذ والنمو العضوي.
وأكد أن مستوى الإدارة وكفاءة التشغيل هما العاملان اللذان سيرسمان الخط الفاصل بين الرابحين والخاسرين.
وأشار إلى أن الانتشار السائد لغاز الطين الصفحي يصب بشكل بنيوي في مصلحة مشتقات الغاز الطبيعي، حيث أن الكيماويات القائمة على الميثانول والهيدروكربونيات العليا المركبة التي يتم إنتاجها بطريقة «فيشر-تروبش» تحقق انتشاراً أوسع مما يحققه العديد من مشتقات النفط الخام والنافتا.
وبين أن هذا الأمر يساعد في استعادة المستوى التنافسي إزاء قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة الأميركية، وقد يؤدي إلى إحداث تغييرات في توجهات العملاء، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك أيضاً على طلب المشتقات التقليدية مثل الأولفينات العليا التي يتم استخدامها كأساس لخافضات التوتر السطحي أو أنواع الوقود المركب الذي تنتجه شركات الكيماويات في الشرق الأوسط.
وأضاف الدكتور فابري «قد يكون التركيز على الصناعات التحويلية مفيداً للعديد من شركات الكيماويات الخليجية، ولكن ذلك يتوقف على تحقيق عدد من الشروط، حيث تشتمل مقومات نجاح المنتجات الكيماوية على العديد من العوامل مثل توافر الطاقم الإنتاجي ومهندسي المبيعات الذين يتمتعون بكفاءة عالية، ووجود قاعدة التطوير والأبحاث والتكنولوجيا المتقدمة، فضلاً عن التفاعل والتعاون المستمرين مع قطاعات العملاء.
وتشير الدراسة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تعتبر حتى الآن مكاناً نموذجياً لتحقيق هذه الشروط، إلا أن ذلك قد يتغير بمرور الوقت نتيجة ارتفاع مستوى التعليم، ونقل منشآت العديد من القطاعات التي تعتمد على المنتجات الكيماوية إلى مواقع أكثر قرباً من مواقع إنتاج الكيماويات».
وأفادت دراسة «أليكس بارتنرز»، بأنه واعتمادا على أرقام مصرف «دويتشه بنك»، فإن شركات الكيماويات في الشرق الأوسط تنتج الإيثان بتكلفة تقل عن نظيراتها في أوروبا أو آسيا بنسبة 90%، وتنتج الغاز النفطي المسال بتكلفة أقل بنسبة 35% أيضاً، ولكن هذه النسبة تقف عند 10% إلى 15% بالنسبة لإنتاج النافتا بسبب عملية النقل والخدمات اللوجستية، مما يعني أن ديناميكيات السوق المتغيرة سوف تفرض ضغوطاً تنافسية جديدة على منتجي الكيماويات الإقليميين.
المصدر: دبي