12 ديسمبر 2011 01:13
أعلنت الأمانة العامة لجائزة سلطان بن علي العويس التي تمنحها مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية لعدد من المبدعين العرب مرة كل سنتين، عن أسماء المثقفين والمبدعين العرب الفائزين بالجائزة لدورتها للعامين 2010 – 2011 لتميز نتاجهم في مجال الشعر والقصة أو الرواية أو المسرحية والدراسات الأدبية والنقدية والدراسات الإنسانية والمستقبلية. وبدا لافتاً فوز المؤرخ العراقي الشهير الراحل عبد العزيز الدوري وهو ما يحدث لأول مرة، كما أرجئ الإعلان عن جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس في مقر المؤسسة بدبي شارك فيه القاص الإماراتي عبد الحميد أحمد الأمين العام للجائزة عضو مجلس الأمناء والناقد العراقي عبد الإله عبد القادر، حيث جاءت النتائج على النحو التالي:
الشعر: فاز بها الشاعر محمد علي شمس الدين من لبنان. وهو من جيل السبعينات الشعري وكان شاعرا بارزا ضمن ما عرف آنذاك بشعراء المقاومة.. كما أبدى في شعره الأخير نزوعا صوفيا تأمليا يتصادى من المنجز الصوفي في الثقافة العربية والإسلامية. وعادة ما تمنح هذه الجائزة لشاعر واحد، ويجوز منحها مناصفة أيضاً.
الرواية: فازت بها الروائية المصرية رضوى عاشور لمعالجاتها المعاصِرة للتاريخ ضمن رؤية منصفة للتاريخ العربي والإسلامي وخاصة في عملها “ثلاثية غرناطة”. وهذه الجائزة التي تمنح لفائز في الأجناس الأدبية الثلاثة: الرواية أو القصة أو المسرحية يجوز منحها مناصفة لفائزين بجنس واحد أو في جنسين مختلفين.
الدراسات الأدبية والنقد: فاز في حقل الدراسات الأدبية والنقد الناقد فيصل درّاج من فلسطين لجهوده النقدية عن الرواية ومقدرته على تحويل النقد الأدبي إلى نقد ثقافي ومنهجيته التي تتسم بوضوح المصطلح واستخدامه في سياقة الثقافي الخاص به، وهذه الجائزة من الممكن منحها مناصفة لفائزين من كلا الجنسين – الدراسات النقدية الثقافية أو الدراسات الأدبية - أو من جنس واحد.
الدراسات الإنسانية والمستقبلية: حازها المؤرخ عبد العزيز الدوري لمنجزه في الدراسات التاريخية الخاصة بالتاريخ العربي والإسلامي ومنهجيته التي أسست لمدرسة خاصة محددة الملامح في دراسة التاريخ العربي المعاصر والقديم، حيث من الجائز منحها مناصفة لكلا الجنسين – الدراسات المتصلة بالعلوم الإنسانية أو الدراسات المستقبلية - أو من جنس واحد.
وردا على سؤال لـ “الاتحاد” عن منح الجائزة لأول مرة لمبدع عربي راحل قال عبد الحميد أحمد إن “التقدم للجائزة كان قبل رحيله العام الماضي في حين خرج تقرير لجنة التحكيم بعد ذلك، وبمراجعة النظام الداخلي للجائزة وجدنا أنه لا مانع قانونيا يحول بين هذا المؤرخ الكبير وبين الجائزة”.
وأضاف: “هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فإن الدوري قامة ثقافية كبيرة في الثقافة العربية المعاصرة وجديرة بالتكريم حيّا وميتا”.
وفي صدد إرجاء الإعلان عن جائزة الإنجاز الثقافي أوضح عبد الحميد أحمد أن “لجنة التحكيم تحتاج إلى وقت إضافي في عملها” مؤكدا أن الإعلان عن الفائز بهذا الحقل سيتم خلال مدة تتراوح بين عشرة أيام إلى أسبوعين على أبعد تقدير.
وكشف عبد الحميد أحمد النقاب عن أن الذين تقدموا للجائزة بلغ عددهم 1237 من بينهم 218 في حقل الشعر و271 في حقل الرواية و220 في حقل الدراسات النقدية و366 في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية و162 في حقل الإنجاز الثقافي. في حين تبلغ قيمة الجائزة 600 ألف دولار أميركي، بواقع 120 ألف دولار أميركي لكل حقل من الحقول.
وأعاد عبد الحميد أحمد التأكيد على أن جائزة العويس الثقافية في حقل المنجز الثقافي هي جائزة مستقلة لا تخضع لمعايير التحكيم التي تخضع لها الحقول الأساسية للجائزة، ويتم اختيار شخصية ثقافية أو علمية أو عامة أو مؤسسة تركت بصمة وأثراً في الحياة الثقافية لتنال هذه الجائزة، ويتم الاختيار النهائي من قبل مجلس أمناء المؤسسة، وقد انطلقت ابتداءً من الدورة الثانية (1990-1991)، حيث أضيفت إلى الحقول السابقة وسميت “جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للإنجاز الثقافي والعلمي” وهي تُمنح عادة تكريماً لمن اكتمل عطاؤه العلمي والثقافي بإنجازات ليست محل خلاف، وذلك انفتاحاً على المنجز العلمي أو الثقافي في مجالات الطب والعلوم والتاريخ والاقتصاد والفلسفة والعلوم السياسية والعسكرية .. وسواها.
كما أكد على أن الأمانة العامة للجائزة تشترط في النتاج الذي يجدر به الفوز بالجائزة أن يعكس أصالة الفكر العربي، وطموحات الأمة العربية ويكون نتاجاً مؤثراً في الحياة الثقافية والأدبية والعلمية، وهي جائزة مستقلة ومحايدة لا يخضع منحها لأية تأثيرات أو ضغوطات، ولا تخضع في معايير منحها إلا إلى الجانب الإبداعي دون النظر إلى الاتجاهات السياسية أو المعتقدات الفكرية للمرشحين، كما لا تميز بين لون أو دين أو جنس، وذلك في سياق الرد على سؤال حول ما إذا كان هناك تأثير للربيع العربي والظروف السياسية التي تمر بها المنطقة العربية على منح الجائزة. واختتم بالإشارة إلى أن أهداف جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية تتمحور حول تشجيع وتكريم الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء العرب اعتزازاً بدورهم في النهوض الفكري والعلمي في مجالات الثقافة والأدب والعلم في الوطن العربي.
المصدر: دبي