عواصم (وكالات) - أسقط مقاتلو المعارضة السورية مروحية عسكرية للمرة الأولى، باستخدام صاروخ مباشر «أرض جو» مضاد للطيران، وذلك أثناء مشاركتها في قصف منطقة محيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان بريف حلب. في حين أكدت الكتائب الثائرة أنها سيطرت على الكتيبة نفسها الواقعة بالمنطار قرب بلدة السفيرة على بعد 15 كلم جنوب شرق حلب، إثر معارك عنيفة سبقت الاقتحام وأسفرت عن مصرع 9 مقاتلين للمعارضة، مقابل أسر وقتل 70 جندياً نظامياً بعد فرار قائد الكتيبة العقيد أيمن الشعار.
وحصل مسلحو المعارضة في القاعدة على غنائم شملت 6 مدافع طراز 23 ملم، وقاذفات صواريخ وذخائر. كما أكد ناشطون أن مقاتلي المعارضة سيطروا على كتيبة الدفاع الجوي بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق ودمروا 10 دبابات بمنطقة مدينة داريا، تزامناً مع افتتاح الجيش الحر أول مخفر للشرطة تابع له في ضاحية الحجر الأسود بدمشق.
وحصدت نيران القوات النظامية 95 قتيلاً سورياً أمس، منهم 20 ضحية قضوا بقصف مقاتلة تابعة للجيش النظامي على منطقة معصرة زيتون على بعد كيلومترين اثنين من إدلب، بينما نقلت الهيئة العامة للثورة عن ناشطين تأكيدهم العثور على 20 جثة لرجال تم إعدامهم ميدانياً بيد الأجهزة الأمنية في حي الدحاديل قرب مدينة داريا ريف دمشق التي هزتها 10 انفجارات بينهما هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجزاً للشرطة بجديدة عرطوز مودياً بحياة عنصرين من الشرطة العسكرية. وأفاد المرصد الحقوقي أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 36 جندياً و19 مقاتلاً معارضاً، في وقت استمرت فيه القوات النظامية بحشد مزيد من التعزيزات استعداداً لحملة عسكرية واسعة ضد معاقل مقاتلي المعارضة بريف دمشق مع إعلان سلطات دمشق أن المعركة المقبلة باتت ضد تنظيم «القاعدة» المتطرف واقترب حسمها. كما تواصلت الاشتباكات في مدن حرستا وكفرسوسة وداريا وبلدات ببيلا ومعضمية الشام والحجيرة والغوطة الشرقية والزبداني بالريف الدمشقي.
وأبلغ مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن فرانس برس بقوله أمس، «أصيبت الطائرة المروحية بصاروخ أرض جو مباشر أثناء مشاركتها في قصف محيط كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، وهي المرة الأولى التي تسقط طائرة بمثل هذا السلاح» منذ بدء النزاع في سوريا قبل 20 شهراً. وأضاف عبد الرحمن أن «عشرات الصواريخ المماثلة وصلت أخيراً إلى الثوار»، مشيراً إلى أنه لا يعرف من أي طراز هي. وفي شريط فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب، تظهر مروحية تحلق قبل أن يسمع صوت انفجار، فيقول صوت مسجل «صاروخ». وبعد لحظات، تظهر كتلة من النار في المروحية، بينما يصرخ عدد من الأشخاص «أصيبت..». وقام بتحميل الشريط المكتب الإعلامي لـ «كتائب نور الدين الزنكي» وهي من أبرز الكتائب المشاركة في تطويق كتيبة الدفاع الجوي بالشيخ سليمان التي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامها منذ أيام.
وكان مقاتلون معارضون استولوا في وقت سابق على مقر كتيبة الدفاع الجوي في قرية المنطار على بعد 15 كلم جنوب شرق مدينة حلب، بحسب ما أفاد مقاتلون بالمنطقة والمرصد الحقوقي. وأكد المرصد أنهم «قتلوا وأسروا عناصر من القوات النظامية وسيطروا على أسلحة وذخائر» مشيراً إلى مقتل 6 مقاتلين. وأبلغ مقاتلون في منطقة ريف حلب صحفي لفرانس برس بأن معارك عنيفة سبقت الاستيلاء على الموقع العسكري، وأن 9 مقاتلين معارضين لقوا حتفهم، وأن «الثوار تمكنوا من قتل وأسر 70 جندياً».
في مدينة حلب، أفاد المرصد عن اشتباكات وقصف في عدد من الأحياء، لاسيما في منطقة الليرمون ومحيط فرع المخابرات الجوية. وأفاد المرصد عن سلسلة اعتداءات طالت مواطنين أكراداً بمنطقة حلب نفسها. وجاء في بيان للمرصد أن «رئيس المجلس الشعبي الكردي عطوف عبدو في منطقة عفرين نجا من محاولة اغتيال بعد انفجار عبوة ناسفة موضوعة في الصندوق الخلفي لسيارته».
وأشار البيان إلى مقتل سيدة كردية إثر إصابتها برصاص مسلحين مجهولين على طريق مطار حلب الدولي. كما أشار إلى خطف مسلحين من كتيبة مقاتلة في حندرات شمال حلب، 6 عمال كهرباء.
وشمال غرب البلاد، أكد المرصد مقتل 5 أشخاص وإصابة 30 آخرين بقصف طائرات حربية على منطقة تبعد كيلومترين من إدلب، بينما أكدت لجان التنسيق مقتل 20 شخصاً، واصفة الهجوم ب«المجزرة»، وأوضحت أن القصف استهدف معصرة زيتون. وشهدت دمشق وريفها 10 انفجارات بينهما انفجار انتحاري ضخم بسيارة مفخخة في جديدة عرطوز استهدف حاجزاً للشرطة مودياً بحياة عنصرين من الشرطة العسكرية. أما في ضاحية الحجر الأسود، فقد أكد الجيش الحر افتتاح أول مخفر للشرطة تابع له، في حين حلق الطيران الحربي فوق مدينة زملكا بريف دمشق التي ازدادت الاشتباكات عنفاً في أحيائها، بالتزامن مع قصف على المناطق الريفية. وقالت شبكة «الشام» الإخبارية إن معارك عنيفة اندلعت بين الجيشين الحر والحكومي في بساتين حي كفرسوسة وعلى أطراف مدينة داريا حيث تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير 10 دبابات لجيش النظام.
واستقدمت القوات الحكومية تعزيزات من الدبابات إلى بساتين حي كفرسوسة وسط انتشار أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين، بعد اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة بين الجيش الحر والقوات الحكومية.
كما انفجرت عبوة ناسفة في المنطقة الصناعية جنوب دمشق اقتصرت أضرارها على الماديات. وقتلت امرأة في قصف واشتباكات تلت انفجاراً استهدف عربة لقوات النظام محملة بالذخائر في حي القابون. كما قتل طفل إثر سقوط قذيفة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بحسب المرصد. وهذه الأحياء الثلاثة متاخمة لمناطق بريف دمشق تشهد منذ الصباح معارك عنيفة. وتتركز المعارك خصوصاً في السيدة زينب ومنطقة البساتين الممتدة بين كفرسوسة في غرب العاصمة ومدينة داريا التي تحكم القوات النظامية الطوق عليها في محاولة لانتزاعها من المعارضين.
وأفاد المرصد عن حشد القوات النظامية لتعزيزات في منطقة البساتين. وتترافق الاشتباكات مع قصف من طائرات حربية على بلدات وقرى بالمنطقة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني إن بلدة الحجيرة تتعرض منذ الصباح الباكر لقصف عنيف وإن أعمدة الدخان تتصاعد بشكل كثيف في سماء البلدة في ظل انقطاع للتيار الكهربائي منذ 25 يوماً. من جهة ثانية، قالت هيئة الثورة إنه تم العثور على جثامين 20 رجلاً في بلدة الدحاديل بريف دمشق «أعدموا ميدانياً برصاص القوات النظامية». في محافظة حمص، أفاد المرصد عن مقتل 3 أطفال وإصابة 5 آخرين بانفجار في قرية الفايزية. كما قتلت طفلة بسقوط قذيفة هاون على حي المهاجرين بمدينة حمص. وفي دير الزور، تحدثت لجان التنسيق عن قصف بالبراميل المتفجرة يستهدف بلدة موحسن، بينما اتسعت في الجنوب دائرة القصف لتشمل معظم بلدات درعا الشرقية، وأشدها استهدف بصرى الشام، حسب ما ذكر ناشطون.