منى الحمودي (أبوظبي)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نظمت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك» أمس، وبالتعاون مع وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة، المؤتمر الخاص بمعرضي الأنظمة غير المأهولة والمحاكاة والتدريب (يومكس وسيمتكس 2020)، وذلك تحت شعار «المواءمة بين الأنظمة المأهولة، وغير المأهولة في عصر الأنظمة الذكية».
وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، أن الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل في عصر الاقتصاد الرقمي أصبح هو الأهم بين مجالات الاستثمار الأخرى، وهو الذي يحدث فرقاً في مدى تقدم وازدهار الدول مستقبلاً، وذلك ما تهدف إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن تكون رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتطوير استخدامات الأنظمة غير المأهولة، ومواكبة التكنولوجيا الرقمية بالتعاون مع جميع الدول الصديقة والشركاء الدوليين، كما أنها تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار وخدمة البشرية والإنسان أينما كان.
وقال معاليه: «عزمت الإمارات بأن تكون ورشة عمل للإعداد للمستقبل، وكرست جزءاً من جهودها ومواردها لإدراك هذه الغاية، ويأتي مؤتمر «يومكس وسيمتكس 2020» في دورته الحالية، ليكون المنصة المفضلة التي تختص بالبحث في الأنظمة غير المأهولة، وأنظمة المحاكاة والتدريب وأمن المنافذ.
وتابع معاليه «يعتبر المؤتمر منصة مثالية لتلاقي العقول وتبادل الخبرات، ولإطلاق العنان لطاقات الإبداع والابتكار لتطوير المخترعات الجديدة، بالإضافة إلى تحديد الاستخدامات والخروج باستراتيجيات مشتركة لمواجهة التهديدات نتيجة سوء استخدام هذه التكنولوجيا، والتي حتماً ستضر بمصالح وأمن المجتمعات إن لم يتم وضع الضوابط اللازمة لها».
الذكاء الاصطناعي
وأشار معاليه إلى أبرز سمات عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية التي أفرزت بدورها الثورة الصناعية الرابعة، حيث أحدث ذلك طفرة في التطور التكنولوجي، وسارعت من وتيرة التغيير في حياة البشر. وكادت الآلات والمخترعات أن تخرج عن سيطرة الإنسان، فتعاظمت بذلك التحديات، وازدادت المخاوف من انفلات التكنولوجيا من عقالها، لتصبح في استخداماتها الضارة التي توازي تلك المفيدة سلاحاً ذا حدين.
وذكر معاليه بأن دولة الإمارات أدركت أهمية استباق الأحداث، واستشراف المستقبل والإعداد الجيد له، ويجب على جميع دول العالم، العمل معاً لمواجهة التحديات وتسخير التكنولوجيا المتطورة في خدمة الإنسان وخير البشرية، وللارتقاء بمستقبل أجيالنا القادمة بدلاً من الانشغال بالصراعات والمنازعات.
ولفت إلى أن طفرة التطور التكنولوجي للأنظمة غير المأهولة التي حدثت مع دخولنا الألفية الثالثة، وما نحتاجه اليوم هو تحديد دور الإنسان في تفاعله مع هذه الآلات والمنظومات بشتى أنواعها، خاصة في ظل تزايد استخدامات الذكاء الاصطناعي، وهنا تأتي أهمية استباقكم لدور الإنسان وتفاعله مع هذه الأنظمة والآلات والتقنيات، وذلك بوضع ضوابط وقوانين وأنظمة الاستخدام.
أهم القطاعات
أكد معالي هاكوب ارشاكيان، وزير التكنولوجيا المتقدمة في جمهورية أرمينيا، أن قطاع التكنولوجيا أحد أهم القطاعات الرئيسة في عمل الحكومة الأرمينية، وأنه لابد العمل على تنميته بشكل مستمر والمضي قدماً في التحسينات المتعلقة به.
وقال «اليوم نخوض هذه الحرب التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والتحكم الذاتي وتحديات تؤدي دوراً في قطاع الدفاع، ولابد من إدراك أمر المحافظة عليها، والتركيز ضمن أجندة الأعمال».
نقلة نوعية
وفي كلمته الرئيسة قال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، «نشهد نقلة نوعية في العالم، وهناك قفزة نوعية في التكنولوجيا والابتكار، وهناك ضرورة لتطوير الموارد البشرية بما يتماشى مع المهارات المطلوبة في الثورة الصناعية الرابعة، حيث ليس من السهل الاعتماد على الأنظمة غير المأهولة، إلا إذا ترافق مع ذلك تطوير للموارد البشرية».
وأشار إلى أن دولة الإمارات، ممثلة في وزارة التربية والتعليم حوّلت مناهجها للتكيف مع هذه التغييرات لتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة حتى يكونوا منتجين في المستقبل، متمكنين من اقتصاد المعرفة، مثل علوم الابتكار والتصميم الابداعي، وذلك عن طريق التوسعة في العلوم الأساسية.
ولفت إلى أن الكثير من الدول ستواجه مشكلة عدم تقدم النظام التعليمي، ويجب تغيير النظام التعليمي برمته حتى يتم صناعة أفراد قادرين على استخدام التكنولوجيا، حيث أصبحت التكنولوجيا هي آلية ردع وأصبحت حلاً أساسياً لردع الجريمة، ويجب التفكير في كيفية جعلها أذكى دون استخدام البشر، وذلك عن طريق تعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي واستخدام الرياضيات والعلوم.
الثورة الصناعية
وأكد الفريق تيم كيتينغ، المستشار التنفيذي لشؤون الدفاع والأمن وقائد الدفاع السابق أن استخدام التكنولوجيا لن يخذل مستخدميه، ولكن يجب النظر في الآثار الرئيسة للأنظمة غير المأهولة وكيفية تلافيها في السياق العسكري.
وقال «في وسط ثورة عسكرية ضمن الثورة الصناعية الرابعة، بات واقع حال علينا التكيف معه، وعلى الدول التركيز في التكنولوجيا الحديثة وإعادة النظر في موازين السياسة التي تبين أن العلاقات بين الدول على أن القوي يبسط قوته والضعيف يعاني».
أمن الحدود
وقال اللواء طيار أحمد بن ثاني، مساعد القائد العام لشؤون المنافذ «أتاحت الابتكارات الناشئة باسم منظومة الثورة الصناعية الرابعة المجال لإمكانيات جديدة وخطط عززت كفاءة العمليات الأمنية لحدود المنافذ بشكل كبير».
وأشار إلى أن مهمة تطبيق التكنولوجيا المستحدثة في مجال أمن الحدود أكثر تعقيداً وصعوبة في وقتنا الراهن، وذلك لتنوع التهديدات والتحديات وتجددها. لافتاً أن تطبيقات تقنيات الثورة الصناعية في عمليات أمن الحدود عالمياً لمستوى يمكن من خلاله تتبع مجموعة المهاجرين غير القانونيين عن طريق أجهزة الاستشعار الذكية أثناء تحركاتهم لضمان سلامتهم وتجهيز الاستجابات الإنسانية والأمنية بفعالية تامة.
وأكد أن منظومة الثورة الصناعية الرابعة ستلعب التقنيات دوراً حيوياً بارزاً في عمليات أمن الحدود وليس على مستوى تطوير تكنولوجيا جديدة فحسب، بل ستفتح أبواباً للتعاون بين الحكومات والمجتمعات الصناعية والأكاديمية، إضافة للتعامل بشكل استباقي بين الدول ذات المصالح المشتركة في مواجهة التحديات التي تشكل مستقبل أمن الحدود في القرن الحادي والعشرين.
الأنظمة غير المأهولة
تناولت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان «الأبعاد البشرية للأنظمة غير المأهولة»، أهم الأدوار المتبادلة للأنظمة المأهولة.. وغير المأهولة في عصر التشغيل الذاتي. وأكد المتحدثون أن الأمور تتغير بسرعة كبيرة تفوق القدرات البشرية في التفكير بكيفية استخدام هذه الأنظمة، حيث تتقدم التكنولوجيا بسرعة تفوق الخيال في مجال الحرب والصراعات حول العالم.
وأشاروا إلى أنه لا يمكن التخلي التام عن العنصر البشري في ظل وجود الأنظمة غير المأهولة، بل يتم تعزيز مهارات المهندسين الحاليين لتصميم أدوات جديدة، وبالتالي استبدال المهنيين بالأنظمة والأدوات.
ولفتوا إلى أن اتخاذ الآلات القرارات عوضاً عن الإنسان يصل إلى مجال محفوف بالمخاطر ويستبعد البعد الإنساني.
العمليات متعددة النطاقات
وناقشت الجلسة الحوارية الثانية بعنوان «دور الأنظمة غير المأهولة في دعم العمليات متعددة النطاقات»، النظر في كيفية الأنظمة غير المأهولة في مجالات متعددة والتحديات في اعتماد هذه الأنظمة والطرق التي تساعد على ذلك.
بالإضافة إلى المدى الذي سوف تصل إليه الأنظمة غير المأهولة، وماهي المرحلة التالية والمتوقعة في السنوات القادمة.
وأكدوا المتحدثون أهمية استخدام هذه الأنظمة في ما يتعلق بقطاع الشحن واللوجستيات والنقل والحركة في المناطق الحضرية لضمان السرعة والأسعار التنافسية، وتقليص التكلفة وزيادة الكفاءة، مشيرين إلى أنه تم خلال الأربعين عاماً الأخيرة تطوير الروبوت للمساعدة في الأعمال الإنسانية، وقيامه بالمهام الخطيرة التي يصعب على الإنسان تأديتها أو الوظائف المملة.
التوافق التشغيلي
وناقش المشاركون في الجلسة الثالثة التكامل والتوافق التشغيلي بين الأنظمة غير المأهولة، التحديات التي تواجه الاحتياجات التكنولوجية ومعالجة المشاكل التي لا يوجد لها حلول، وما هي الأولويات الفنية بالنسبة للصناعة.
وتطرق المتحدثون بالجلسة إلى الاختراقات والتعطيلات، وكيفية التعامل معها في المجال المدني والعسكري في ظل انتشار البرمجيات، حيث من السهل إرباك الأنظمة إن لم يكتمل الحل التكنولوجي.
واعتبروا أن المرحلة الحالية هي مرحلة النفط الجديد وهو الذكاء الاصطناعي الأشبه بالكهرباء، وأنه يقارب الحروب بطريقة مختلفة، ويعتبر الأمن السيبراني يسيطر على حياتنا، ويجب تغيير العمل الأمني والشرطي والتصنيع والخدمات والتفاعل حول العالم بما يتناسب مع هذه الأنظمة.
العصر الرقمي
وفي الجلسة الرابعة بعنوان «انعكاسات العصر الرقمي على العمل المشترك في أمن المنافذ والحدود، أكد المتحدثون أن الوقود المستقبلي للمجتمعات هو الأنظمة الذكية، وأن الأنظمة غير المأهولة وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة وأجهزة الاستشعار هي خط الدفاع الأول في الحدود، وأنها مهمة وتعطي الكثير الفرص وتضيف الكثير من القيم.
وأشاروا إلى أن الأمور تتغير والتهديدات تتقدم بسرعة وتحتاج لأنظمة سريعة الاستخدام والتطوير، بالإضافة للتعاون لتطوير الحلول لهذه التهديدات.
أنظمة لرصد الطائرات المعادية بمشاركة «انسايدر»
أعلنت شركة انسايدر للدفاع والاستشارات الإماراتية المتخصصة بتطوير الأنظمة الدفاعية وأنظمة المراقبة مشاركتها في فعاليات معرض «يومكس»، و«سيمتكس» 2020 الذي يقام خلال الفترة 23-25 فبراير الجاري في مركز أبوظبي للمعارض.
وقال سليمان عبدالكريم الفهيم، الرئيس التنفيذي للشركة:«يسرنا المشاركة للمرة الأولى في فعاليات معرضي يومكس، وسيمتكس 2020، حيث نسعى إلى تعزيز وجودنا كشركة إماراتية في مجال الأنظمة الدفاعية وأنظمة المراقبة، ونعتزم خلال المشاركة الكشف عن أحدث أنظمة رصد الطائرات من دون طيار المعادية والتعامل معها، حيث تتمتع الأجهزة التي نطورها بالتعاون مع شركة ميكروفلوون أفيزا الهولندية بتقنية متطورة يمكنها رصد طائرات من دون طيار والذخائر عبر الذبذبات الصوتية عن بعد، والتعامل معها».
«ستراتا» توسّع إمكاناتها التصنيعية
تسلط شركة ستراتا للتصنيع المتخصصة في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة والمملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، الضوء على قدرتها على توسيع إمكانياتها التصنيعية خارج نطاق قطاع صناعة أجزاء هياكل الطائرات، وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر الأنظمة غير المأهولة «يومكس 2020».
وقال إسماعيل علي عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»: «نجحت «ستراتا» في ترسيخ مكانتها شريكاً مفضلاً وموثوقاً لكبرى شركات صناعة الطيران، واستمرت منذ ذلك الحين في تطوير إمكانياتها التكنولوجية والهندسية لمواكبة احتياجات الأسواق العالمية والعملاء الدوليين في قطاع صناعة الطيران، حيث حرصت «ستراتا» على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة باعتبارها واحدة من أبرز العوامل الداعمة لجهود الشركة في تنويع وتعزيز محفظة منتجات «ستراتا» الحاملة لعلامة «صنع بفخر في الإمارات».