أبوظبي (الاتحاد)
بترو «دولار».. بترو «يوان».. هل يبقى الدولار عملة التداول الرئيسية للنفط والغاز؟ ويظل التساؤل أن تكون الهند اللاعب العالمي التالي الذي يتحدى البترو دولار، من خلال إنشاء بترو روبية بعد الصين..
ما هي العقبات والفرص التي يمكن أن يقدمها هذا التطور لأسواق النفط الإقليمية والعالمية؟.. عشرة تساؤلات رئيسية يتناولها منتدى الطاقة العالمي الرابع أبوظبي 2020، خلال الفترة من 10-12 يناير الجاري. وتشمل المحاور الرئيسية للحدث الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: تحديد المشهد العالمي في أمن الطاقة، ومستقبل الطاقة النووية السلمية.. والانتخابات الأميركية نوفمبر 2020 وأثرها على سيناريوهات الطاقة والصراعات التجارية، ودور الغاز في انتقال الطاقة، ومواجهة التحديات الديموغرافية في المنطقة، وسياسات التآزر، والطاقة النووية، وأمن الطاقة، والتقنيات.
وتنطلق في أبوظبي، الجمعة، فعاليات الدورة الرابعة للمنتدى بعنوان «الجغرافيا السياسية لتحول الطاقة»، وينظمه المجلس الأطلسي الأميركي، بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة، وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، ومبادلة للاستثمار. وبحسب أجندة الحدث: «ظل الدولار الأميركي مهيمناً على بورصة النفط العالمية منذ نشأتها، وحالياً يسعى المستهلكون الرئيسيون في سوق الطاقة، مثل الصين والهند، إلى تحدي الموقف المهيمن للدولار من خلال إنشاء أنظمة تداول، بعيداً عن استخدام الدولار، ففي عام 2018، أطلقت الحكومة الصينية بترو يوان، وبدأت في شراء النفط من روسيا بالعملة المحلية بنجاح نسبي».
ويتناول المنتدى الحروب التجارية وتأثيرها على الوصول إلى الطاقة، فخلال السنوات القليلة الماضية، أدت موجة الحمائية المتزايدة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتأخير الاستثمار في رأس المال، وتعطيل تدفقات التجارة الدولية، وأصبحت سلاسل قيمة الطاقة بشكل متزايد في قلب الاحتكاكات التجارية العالمية.
التنمية الخضراء
وتدور التساؤلات حول تأثير الحروب التجارية على تكلفة موارد الطاقة الرئيسية والتنمية الخضراء، وإذا كانت هذه النزاعات بين القوى الكبرى تعيد رسم حدود خريطة تجارة الطاقة، فكيف ستستجيب الشركات والمستهلكون والجهات الفاعلة الحكومية الأخرى؟
كما يتطرق الحدث إلى انتخابات الولايات المتحدة عام 2020: وما الذي يجعلنا نحتاج إلى الطاقة والمناخ؟ فمع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر 2020، أصبحت برامج سياسات الطاقة -بما في ذلك الطاقة المحلية وتغير المناخ والسياسات الخارجية والتجارية- من المرشحين الديمقراطيين، وكذلك سياسات الطاقة الخاصة بإدارة ترامب الثانية المحتملة، على نحو متزايد وواضح.
وينبغي أن يستعد أصحاب المصلحة في الصناعة والجهات الخارجية لتوقعات متقلبة، بغض النظر عن انتخابات نوفمبر 2020، فما هي سياسات الطاقة البارزة في إطار السيناريوهات المتوقعة وكيف ستكون مواجهة تحديات الطاقة العميقة والمتأصلة التي تواجه الولايات المتحدة؟
المشهد العام
ويقوم المنتدى في الافتتاح الرسمي، السبت المقبل، بتحديد المشهد العام للطاقة عبر عدد من المحاور تشمل: أمن الطاقة، والوصول إلى الطاقة، المناخ، مواجهة التحديات، فقد شهد القطاع العام الماضي موجات متزايدة من عدم اليقين، وظهرت المخاطر الجيوسياسية في أسواق الطاقة، مما يؤثر على إنتاج النفط، وسلاسل القيمة، وأمن الطاقة العالمي.
وفي الوقت نفسه، دعت أصوات جديدة، لكنها قوية، إلى اتخاذ إجراءات مناخية عالمية، تطالب شركات النفط والغاز ومنتجي الطاقة والحكومات بإصلاح المشهد التقليدي للطاقة، وبالتوازي مع ذلك، استمر الطلب على الطاقة في الارتفاع، ومع تطور هذه التحديات، يجب أن تتوافق الأنظمة القديمة مع الاتجاهات الجديدة، وكيف ستشكل هذه التطورات جدول أعمال الطاقة لعام 2020 ومن هم الفاعلون الرئيسيون الذين سيحددون مستقبل الطاقة المشترك؟
مستقبل مربان
كما سيتم خلال منتدى الطاقة: «عرض الابتكار المالي: إطلاق مستقبل مربان»، حيث تم الإعلان في نوفمبر الماضي عن أول عقد مستقبلي في العالم يعتمد على النفط الخام البري الرئيسي في شركة أبوظبي الوطنية للنفط «أدنوك»، وتم تأسيس «بورصة أبوظبي إنتركونتيننتال للعقود الآجلة» في سوق أبوظبي العالمي، المركز المالي الدولي الذي يطبق القانون الإنجليزي العام في جميع إجراءاته القانونية والتنظيمية، وحصلت البورصة على موافقة سلطة تنظيم الخدمات المالية لسوق أبوظبي العالمي لممارسة نشاطها، كبورصة استثمارية معترف بها.
وتشكل آلية تسعير خام «مربان» الجديدة، كخام يتداول في الأسواق، خطوة مهمة في استراتيجية «أدنوك» لتسويق تدفقات منتجاتها بشكل أفضل وتوسيع هوامش أرباحها، وبالتالي تعزيز مكانة الإمارات مورداً عالمياً موثوقاً لإمدادات دائمة ومستقرة للطاقة.
ومن المتوقع أنه بعد الحصول على موافقة الهيئات التنظيمية، والقانونية المعنية، سيجري بدء التداول على خام «مربان» في النصف الأول من العام الحالي.
انتقال الطاقة
وتستعرض أرامكو السعودية دور صناعة النفط والغاز في انتقال الطاقة تحت عنوان: «عرض الابتكار المالي: مشروع شركة النفط والغاز»، وهل سيشهد عام 2020 الاستمرارية أو التغيير في الدور الذي يلعبه رأسمال مشروع النفط والغاز في تمويل تقنيات الغد؟ وتستعرض مبادلة للاستثمار الجهود الأولية التي تبذلها الصناعة للعب دور في انتقال الطاقة، بما في ذلك الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الميثان، والاستثمارات في إزالة الكربون من الهيدروكربونات، بما في ذلك تكنولوجيا احتجاز الكربون والهيدروجين، وجهود التنويع بما في ذلك الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة وحتى النووية، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه صناعة النفط والغاز في قيادة الطريق نحو مستقبل غني بالطاقة ومزدهر عالمياً ومنخفض الكربون؟
تنوع الطاقة
وسيطلق المنتدى، عدة تقارير في قطاع الطاقة، منها: «تنوع قطاع الطاقة: مواجهة التحديات الديموغرافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، فمن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً سكانياً كبيراً بحلول عام 2050، وما هي الاتجاهات الرئيسية التي سيتعين على بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التعامل معها، وما الذي يتم فعله بالفعل، وما كما سيتم إطلاق تقرير: تحول قطاع الطاقة في جنوب وجنوب آسيا، فنظراً لأن منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا تواجه طلباً متزايداً على الطاقة بسبب النمو السكاني والنمو الاقتصادي، ويتعين على بلدان مثل باكستان وبنجلاديش تلبية هذا الطلب مع مواجهة التحديات البيئية وأمن الطاقة والتغلب عليها، وكيف تسعى هذه الدول إلى تنويع مزيج الطاقة لديها وإنشاء المزيد من أنظمة الطاقة المحلية وغير المشحونة؟ وما هي الفرص الرئيسية للحكومة المستقبلية والاستثمار الأجنبي؟
استمرار الفحم
ومن المتوقع أن يظل الفحم الرخيص المصدر الرئيسي للطاقة في جميع أنحاء المنطقة على المدى القريب، إلا أن القلق المتزايد بشأن تغير المناخ، وعلى الفور، تلوث الهواء، يدفع قادة القطاعين العام والخاص إلى الاستثمار في حلول الطاقة منخفضة الكربون، مثل مصادر الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي المسال في تلبية الطلب على الطاقة، كيف يمكن لجنوب وجنوب شرق آسيا تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحاجة إلى معالجة المخاوف البيئية والمناخية الملحة؟ هل سيبقى الفحم ملكاً في المنطقة، أم أن مصادر الإمداد الأنظف البديلة تلغي الوقود الصلب؟
شبكة الصفر
كما سيتم تناول «طرق لشبكة الصفر» المتعلقة بالمناخ، حيث إن تقرير اللجنة الدولية الحكومية حول التغير المناخي الذي يبلغ 1.5 درجة، والهدف الصافي المبتكر الذي حدده الاتحاد الأوروبي قد ضغط على القطاعات والشركات، من أجل تحديد طرق موثوقة لانبعاثات صافي الصفر، بحلول منتصف القرن.
وبالنظر إلى دورات الاستثمار التي تمتد من عقدين إلى ثلاثة عقود، فإن هذه الأهداف والغايات تتضمن تغييرات جذرية في صنع القرار اليوم، بدلاً من المقايضات المجردة، وكيف يمكن للاعبين المختلفين في مجال الطاقة تصور الطريق إلى صافي الصفر بالنسبة للاقتصادات الكبرى، وما هو الدور الذي يلعبونه في هذا التحول؟
الطاقة النووية
وخصص منتدى الطاقة العالمي الرابع أبوظبي 2020، جلسة بمناسبة مرور عقد على اتفاقية الإمارات وأميركا للتعاون السلمي في الطاقة والتي تم توقيعها عام 2009، حيث تعد مثالاً إيجابياً على التعاون في مجال الطاقة النووية التجارية، ووسيلة فعالة لدعم تطوير الطاقة النظيفة وعدم انتشار الأسلحة في الخارج، وفقًا لهذا الاتفاق.
ومن المقرر، أن تبدأ محطة براكة للطاقة النووية -الأولى من نوعها في العالم العربي- التشغيل هذا العام لتوفير طاقة منخفضة الكربون، يمكن الاعتماد عليها لملايين البشر، وتتناول الجلسة الدروس التي يمكن استخلاصها من تجربة التعاون النووي المدني بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وكيف يمكن تطبيق هذه الدروس على ارتباطات ثنائية مماثلة في المستقبل؟
التمويل والتنسيق
ويختتم المنتدى بإطلاق تقرير: «مستقبل الطاقة النووية: التمويل والتنسيق الدولي»، فقد ناضلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مجال التعاون النووي المدني في السنوات الأخيرة، للتنافس ضد صادرات الشركات النووية المملوكة للدولة، وخاصة من روسيا والصين.
دور الغاز واقتصاد أوروبي خالٍ من الكربون
يستعرض «منتدى الطاقة العالمي الرابع أبوظبي 2020» أولويات الطاقة الأميركية لعام 2020، و«الجغرافيا السياسية والأمن بالطاقة: العودة إلى الماضي أو عالم جديد؟» ويبدو نظام الطاقة في المستقبل مختلفاً تماماً عما هو عليه الآن، ويمكن أن تصبح التقنيات الجديدة بشكل متزايد مصادر للمنافسة، بدلاً من الحلول الممكنة، لتحديات الطاقة المشتركة.
وما هي التوقعات للآثار الناجمة عن النزاعات الجيوسياسية على المشهد العالمي للطاقة؟ وكيف ستستوعب الجهات الفاعلة والأسواق العالمية في مجال الطاقة وتستجيب للتوترات الجيوسياسية الحالية مع الاستعداد للمستقبل؟.
وأما المناقشة الكبرى للغاز، فستكون في مفهوم دور الغاز في انتقال الطاقة، محور الجلسة الرابعة، فخلال العقد الماضي، غيرت ثورة الغاز الصخري، بشكل لا رجعة فيه، مشهد الطاقة العالمي. ومع استمرار انخفاض الأسعار، أدى الغاز الطبيعي إلى نزوح الفحم بشكل كبير كمصدر للطاقة، ففي الولايات المتحدة على وجه الخصوص، أدى التحول من الفحم إلى الغاز إلى خفض كبير في انبعاثات الكربون، في حين ساعدت صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية في تعزيز هذا الاتجاه في جميع أنحاء العالم.